أيا قلبُ فاصبر إنْ يكن مسّك الأسى
فما ثَمّ من همٍّ تنل غير ذاهبِ
ولا أحدٌ إنْ ذاق يوماً سعادةً
بغيره مِن كأس الأسى غيرُ شارب
ومن عنده لَم يقوَ عزمٌ وهمّةٌ
عليه إذن يشتدّ هول المصاعب
وما نال إنسانٌ سوى مثل فعله
فليس لِخيرٍ دون سعيٍ بكاسب
ومَن لَم يواجه عسف دنياه هالكٌ
فتغرقه في قاعها كالشوائب
وذو العجز يشقى في الحياة ومَن يكن
طموحاً يزاحم شُهْبها بالمناكب
ولو حالت الأوطادُ دون مطامحٍ
فلا بدّ يوماً مِن بلوغ الذوائب
وكلّ إمرئٍ قد رام نَيلاً لِغايةٍ
يجدْ دونها الشِدّاتِ مِن كلّ جانب
يظنّ إذا ما الدّهرُ حارب ما ابتغاـ
ـهُ أنّ سواه في الورى لَم يحارب
ولا أحدٌ يشقى بنيل مراده
تراه على الأقدار غيرَ معاتب
يذمّ زماناً فيه عاش وليس قد
يكون زمانٌ قد خلا مِن نوائب
فدع عنك شكوى لن تنال بها المنى
فبالعزم قد نال المنى كل راغب
ومن أملٍ في كلّ عُسرٍ هدايةٌ
كما في الدّجى يهديك ضوء الكواكب
تأمّل فكم من أنعُمٍ قد وُهِبتها
ولم تَرَ في دنياك غير المثالب
وكم مِن جميلٍ عنه إذ هو مشْرقٌ
تُشيحُ ومشتاقٌ إلى كلّ غارب
وكم مِن عزيزٍ حين يدنو تصدُّه
ومِن بعده تأسى على كلّ غائب
وكم لَم تزل عُمْراً نفيساٍ تُضِيعه
سُدىً وهو لو أنفقتَه غيرُ آيب
فدع ذمَّ دهرٍ واغتنم به رتبةً
بلا همّةٍ عزّت على كلّ طالب
وليس بوعظٍ ما أقول فما أنا
لِغيريَ نصحاً قبل نفسي بواهب
وليس سوى شجْوٍ بنفسيَ كائنٍ
جلا وسوادٍ في فؤاديَ ذائب
أبثُّ بشِعري ما أنا به شاعرٌ
فإنّه عن نفسي لَخيرُ مخاطِب
وأنفَسُ ما جاشت به أنفُسُ الورى
وأجودُ ما جادت به كفُّ كاتب
وفيه مِن الآمال أزرٌ لِطامحٍ
وفيه لَإحياءُ الرّجاء لِخائب
وإنّه شدوٌ للسّعيد وإنّه
كذاك لَسلوى النفس عند المصائب
شِعر: محمد ياسين الشريف
فما ثَمّ من همٍّ تنل غير ذاهبِ
ولا أحدٌ إنْ ذاق يوماً سعادةً
بغيره مِن كأس الأسى غيرُ شارب
ومن عنده لَم يقوَ عزمٌ وهمّةٌ
عليه إذن يشتدّ هول المصاعب
وما نال إنسانٌ سوى مثل فعله
فليس لِخيرٍ دون سعيٍ بكاسب
ومَن لَم يواجه عسف دنياه هالكٌ
فتغرقه في قاعها كالشوائب
وذو العجز يشقى في الحياة ومَن يكن
طموحاً يزاحم شُهْبها بالمناكب
ولو حالت الأوطادُ دون مطامحٍ
فلا بدّ يوماً مِن بلوغ الذوائب
وكلّ إمرئٍ قد رام نَيلاً لِغايةٍ
يجدْ دونها الشِدّاتِ مِن كلّ جانب
يظنّ إذا ما الدّهرُ حارب ما ابتغاـ
ـهُ أنّ سواه في الورى لَم يحارب
ولا أحدٌ يشقى بنيل مراده
تراه على الأقدار غيرَ معاتب
يذمّ زماناً فيه عاش وليس قد
يكون زمانٌ قد خلا مِن نوائب
فدع عنك شكوى لن تنال بها المنى
فبالعزم قد نال المنى كل راغب
ومن أملٍ في كلّ عُسرٍ هدايةٌ
كما في الدّجى يهديك ضوء الكواكب
تأمّل فكم من أنعُمٍ قد وُهِبتها
ولم تَرَ في دنياك غير المثالب
وكم مِن جميلٍ عنه إذ هو مشْرقٌ
تُشيحُ ومشتاقٌ إلى كلّ غارب
وكم مِن عزيزٍ حين يدنو تصدُّه
ومِن بعده تأسى على كلّ غائب
وكم لَم تزل عُمْراً نفيساٍ تُضِيعه
سُدىً وهو لو أنفقتَه غيرُ آيب
فدع ذمَّ دهرٍ واغتنم به رتبةً
بلا همّةٍ عزّت على كلّ طالب
وليس بوعظٍ ما أقول فما أنا
لِغيريَ نصحاً قبل نفسي بواهب
وليس سوى شجْوٍ بنفسيَ كائنٍ
جلا وسوادٍ في فؤاديَ ذائب
أبثُّ بشِعري ما أنا به شاعرٌ
فإنّه عن نفسي لَخيرُ مخاطِب
وأنفَسُ ما جاشت به أنفُسُ الورى
وأجودُ ما جادت به كفُّ كاتب
وفيه مِن الآمال أزرٌ لِطامحٍ
وفيه لَإحياءُ الرّجاء لِخائب
وإنّه شدوٌ للسّعيد وإنّه
كذاك لَسلوى النفس عند المصائب
شِعر: محمد ياسين الشريف