إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى نشر التفاؤل وكل ما هو نافع ومفيد وإيجابي.. «كان التفاؤل من هدي الرسول، وقد ترجمه صلى الله عليه وسلم واقعًا في حياته، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توقفه عن سيره إلى غايته ومقصوده نازلةٌ مهما عظمت، ولا شدةٌ مهما كبرت، هكذا كان صلى الله عليه وسلم في جميع مراحله، والمتأمّل في سيرة النبي يجد تأكيده الأكيد والحرص الشديد على التبشير في موضع الخوف وبسط الأمل في موضع اليأس والقنوط؛ حتى لا تُصاب النفوس بالإحباط»، والمواقف كثيرة ومبسوطة في كتب السيرة، كما غير النبي بعض الأسماء التي تحمل الحزن والشؤم. عن سعيد بن المسيب عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لجدّه: «ما اسمك» قال: حزن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «بل أنت سهل» قال: لا أغير اسما سمانيه أبي، قال سعيد: فمازالت فينا حزونة. صحيح ابن حبان. عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أريت الأمم بالموسم فرأيت أمتي قد ملأوا السهل والجبل فأعجبني كثرتهم وهيأتهم فقيل لي: أرضيت؟ قلت: «نعم»، قال: «ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب لا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون»، فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعله منهم»، فقام آخر فقال: ادع الله عز وجل أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبقك بها عكاشة» مسند أبي داود. ومن المفردات، السهل: أرض منبسطة لا تبلغ الهضبة، التطير: التفاؤل والتشاؤم بالطير، وذلك إذا شرع أحدهم في حاجة وطار الطير عن يمينه يراه مباركا، وإن طار عن يساره يراه غير مبارك، استرقى: طلب الرقية وهي العوذة أو التعويذة التى تقرأ على صاحب الآفة مثل الحمى أو الصرع أو الحسد طلبا لشفائه. التبشير: الإخبار بما يظهر أثره على البشرة، وهي ظاهر الجلد؛ لتغيرها بأول خبر يرد عليك. والغالب أن يستعمل في السرور ولا يستعمل في الغم والشر إلا مقيداً منصوصاً على الشر المبشر به؛ قال تعالى: «فبشرهم بعذاب أليم» (آل عمران:21). «ولفظ (بشر) ومشتقاته ورد في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين ومائة موضع». التفاؤل يحمل البشارة بكل خير ويعزز الثقة بالله ويقضي على الحزن ويزيل أثر الهموم والتخلف والجهل ويجعل المسلم نشيطا مقبلا على الحياة لا مدبرا، محبا للخير وللناس وللمجتمع وللوطن، التفاؤل يثري الحياة بالعلم النافع والاختراع والابتكار والصناعة والزراعة والتجارة وتكثر المحاصيل وتزدهر الصناعة وتسوق البضائع ويعم الخير على الجميع، التفاؤل يصنع المعجزات في حياة الفرد والمجتمع والوطن ويحول حالنا إلى أحسن حال ويعيد العز والمجد والقوة للأوطان، التفاؤل من خلاله يقبل الناس على الحياة بقوة ويعملون على إعمار الأرض وتحقيق السعادة، التفاؤل النور الذي يقشع الظلام، التفاؤل من أهم العوامل التي تحول الأحلام إلى حقائق، التفاؤل يجعل المتعثر ينهض، والمهموم يفرح ويسعد، مع التفاؤل نقول وداعا للهموم والأحزان، التفاؤل من خلاله يتجاوز المسلم كل العقبات ويدوس على الصعاب، ويصل إلى نهاية الطريق محققا النجاح، التفاؤل يعني الإيجابية التي تقضي على السلبية وتعالج الروح الانهزامية المتمثلة في فئة المثبطين، التفاؤل المستقبل الزاهر والحياة الآمنة المطمئنة المستقرة، التفاؤل الثقة والإنجاز والنجاح في كل مناحي الحياة. ولله در قائل هذه الكلمات:
صبح أطل بنوره يتهلل
بين الحقول كعاشق يتغزل
وعلى جبين الأفق خط عبارة
إن الحياة جميلة فتوكلوا
وقال الشاعر: سيفتح الله بابا كنت تحسبه من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح
ما أجمل التفاؤل وأثره الإيجابي في الفرد والمجتمع والنهوض بالأمم.