شهر رمضان شهر رمضان هو الشهر التاسع في الأشهر القمرية، يسبقه شهر شعبان، ويعقبه شهر شوّال، وهو من الأشهر التي تحتل مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفيه تؤدى فريضة الصيام التي تعتبر الركن الرابع من الأركان التي يقوم عليها الإسلام، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]، وهو الامتناع عن تناول الأطعمة والأشربة وجميع المفطّرات من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس. فضل شهر رمضان شهر مبارك عظيم، ففيه نزل القرآن الكريم. فيه ليلة القدر التي تعتبر خير من ألف شهر. تُفتح أبواب الجنة في هذا الشهر، وتغلق أبواب النار، ويتفضّل الله سبحانه وتعالى على عباده بالمغفرة والرحمة. يغفر الله تعالى في شهر رمضان ذنوب عباده الصائمين إيماناً واحتساباً، ويدخلهم يوم القيامة في الجنة من باب الريّان الذي لا يدخله إلّا الصائمون، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال أين الصائمون ، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق ، فلن يدخل منه أحد) [صحيح البخاري]. سنن الصوم تناول السحور قبل الفجر؛ لقوله صلى الله عليه وسلّم: (تسحَّروا، فإن في السَّحورِ بركةً) [صحيح البخاري]. التأخير في تناول السحور، والتعجيل في تناول الإفطار. الإكثار من تلاوة القرآن، وتأدية الصلوات في المساجد، وعمل الخير، ومساعدة المحتاجين والفقراء، فقال عليه السلام: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ) [صحيح النسائي]. التحلّي بالأخلاق الحميدة، ومعاملة الناس بشكل حسن، فإن أساء إليه أحد أو أخطأ بحقّه فيسامحه، قال عليه السلام: (إذا أصبَحَ أحدُكُم يومًا صائمًا ، فلا يرفُثْ ولا يجهَلْ، فإنِ امرؤٌ شاتمَهُ أو قاتلَهُ، فليقُلْ: إنِّي صائمٌ، إنِّي صائمٌ) [صحيح مسلم]. الأعذار التي تبيح الإفطار في رمضان أمر الله تعالى المسلمين بالحفاظ على آداب الصيام، وعدم الإفطار في رمضان بشكل متعمّد دون عذر، أمّا من أكل أو شرب ناسياً في رمضان فلا يبطل صومه، ومن رحمة الله تعالى بنا أنّه أباح الإفطار في رمضان لأصحاب الأعذار، أمّا الأعذار فهي كالتالي: إذا كان الصائم مريضاً، وصعب عليه الصيام، أو خاف أن يزداد مرضه، أو يتأخر شفاؤه بسبب الصوم. إن كانت المرأة الصائمة حاملاً أو مرضعاً، وتخاف على صحتها أو صحة طفلها. إذا كان الصائم مسافراً، والسفر المبيح لصاحبه بالإفطار هو السفر الذي تُقصر فيه الصلاة إذا كان الصائم كبيراً في السن، وكان في صيامه مشقّة كبيرة، فيمكنه أن يفطر. المرأة في فترة الحيض أو النفاس. قضاء الصوم والفدية على المريض أو المسافر الذي أفطر في شهر رمضان لعذر من الأعذار السابقة أن يصوم بعد شهر رمضان بعدد الأيام التي أفطر فيها، ويسمى هذا قضاء الصوم/ أما المريض الذي لا يُرجى شفاؤه، وكبير السنّ الذي لا يستطيع تحمّل مشقّة الصيام فعليه دفع فدية بدل الصوم، وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم أفطره في رمضان لقوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ ) [البقرة: 184].