قال أبو الهلال العسكري في «الفروق اللغوية» (ص 134-135):
«الفرق بين الفعل والعمل: أن العمل إيجاد الأثر في الشيء يقال فلان يعمل الطين خزفا ويعمل الخوص زنبيلا والأديم سقاء ولا يقال يفعل ذلك لأن فعل ذلك الشيء هو إيجاده على ما ذكرناه.
وقال الله تعالى {والله خلقكم وما تعملون} أي خلقكم وخلق ما تؤثرون فيه بنحتكم إياه أو صوغكم له.
وقال البلخي رحمه الله تعالى: من الأفعال ما يقع في علاج وتعب واحتيال, ولا يقال للفعل الواحد عمل. وعنده أن الصفة لله بالعمل مجاز, وعند أبي علي رحمه الله أنها حقيقة.
وأصل العمل في اللغة الدؤوب, ومنه سميت الراحلة يعملة وقال الشاعر:
(وقالوا قف ولا تعجل ... وإن كنا على عجل)
(قليل في هــواك اليـو ... م ما نلقى من العمل)
أي من الدؤوب في السير. وقال غيره:
(والبرق يحدث شوقا كلما عملا ... )..» اهـ
وقال أبو حيان التوحيدي في «المقابسات» (ص 280):
«المقابسة الخامسة والسبعون: في بيان الفرق بين الفعل والعمل
سألت أبا سليمان عن الفرق بين الفعل والعمل فقال: الفعل يقال على ما ينقضي، والعمل يقال على الآثار التي تثبت في الذوات بعد انقضاء الحركة.
قال: والعمل أيضاً يعم كل معنى صادر عن ذات، وحد الفعل أنه كيفية صادرة عن ذات، والانفعال كيفية واردة على ذات. فالفعل يقال على التحقيق على هذا المعنى، وهو الذي يقال: إنه مقولة من القولات العشر. ويقال على العموم، أي على أي معنى صدر عن ذات».
وقال الراغب الأصفهاني في «المفردات في غريب القرآن» (ص 587):
«العَمَلُ: كلّ فعل يكون من الحيوان بقصد، فهو أخصّ من الفعل؛ لأنّ الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد، وقد ينسب إلى الجمادات، والعَمَلُ قلّما ينسب إلى ذلك، ولم يستعمل العَمَلُ في الحيوانات إلّا في قولهم: البقر العَوَامِلُ».
فالخــلاصــة:
1- أن العمل هو إيجاد الأثر في الشيء, ويطلق على الآثار المعمولة في الشيء. والفعل هو إيجاد الشيء نفسه.
2- أن العمل شيء مستمر دؤوب, ولا يقال للفعل الواحد المنقضي مرة واحدة: عمل.
3- أن العمل يعم كل ما يصدر عن الذات من فعل وانفعال, والفعل قسيم الانفعال في الحقيقة.
4- أن الله اتصف بالفعل, ولم أر ما يدل على وصف الله بالعمل.
5- أن العمل لا يكون إلا بقصد, والفعل قد يكون بدون قصد كفعل البهائم, ولا يقال: عمل البهائم.
منقول
«الفرق بين الفعل والعمل: أن العمل إيجاد الأثر في الشيء يقال فلان يعمل الطين خزفا ويعمل الخوص زنبيلا والأديم سقاء ولا يقال يفعل ذلك لأن فعل ذلك الشيء هو إيجاده على ما ذكرناه.
وقال الله تعالى {والله خلقكم وما تعملون} أي خلقكم وخلق ما تؤثرون فيه بنحتكم إياه أو صوغكم له.
وقال البلخي رحمه الله تعالى: من الأفعال ما يقع في علاج وتعب واحتيال, ولا يقال للفعل الواحد عمل. وعنده أن الصفة لله بالعمل مجاز, وعند أبي علي رحمه الله أنها حقيقة.
وأصل العمل في اللغة الدؤوب, ومنه سميت الراحلة يعملة وقال الشاعر:
(وقالوا قف ولا تعجل ... وإن كنا على عجل)
(قليل في هــواك اليـو ... م ما نلقى من العمل)
أي من الدؤوب في السير. وقال غيره:
(والبرق يحدث شوقا كلما عملا ... )..» اهـ
وقال أبو حيان التوحيدي في «المقابسات» (ص 280):
«المقابسة الخامسة والسبعون: في بيان الفرق بين الفعل والعمل
سألت أبا سليمان عن الفرق بين الفعل والعمل فقال: الفعل يقال على ما ينقضي، والعمل يقال على الآثار التي تثبت في الذوات بعد انقضاء الحركة.
قال: والعمل أيضاً يعم كل معنى صادر عن ذات، وحد الفعل أنه كيفية صادرة عن ذات، والانفعال كيفية واردة على ذات. فالفعل يقال على التحقيق على هذا المعنى، وهو الذي يقال: إنه مقولة من القولات العشر. ويقال على العموم، أي على أي معنى صدر عن ذات».
وقال الراغب الأصفهاني في «المفردات في غريب القرآن» (ص 587):
«العَمَلُ: كلّ فعل يكون من الحيوان بقصد، فهو أخصّ من الفعل؛ لأنّ الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد، وقد ينسب إلى الجمادات، والعَمَلُ قلّما ينسب إلى ذلك، ولم يستعمل العَمَلُ في الحيوانات إلّا في قولهم: البقر العَوَامِلُ».
فالخــلاصــة:
1- أن العمل هو إيجاد الأثر في الشيء, ويطلق على الآثار المعمولة في الشيء. والفعل هو إيجاد الشيء نفسه.
2- أن العمل شيء مستمر دؤوب, ولا يقال للفعل الواحد المنقضي مرة واحدة: عمل.
3- أن العمل يعم كل ما يصدر عن الذات من فعل وانفعال, والفعل قسيم الانفعال في الحقيقة.
4- أن الله اتصف بالفعل, ولم أر ما يدل على وصف الله بالعمل.
5- أن العمل لا يكون إلا بقصد, والفعل قد يكون بدون قصد كفعل البهائم, ولا يقال: عمل البهائم.
منقول