الأدب في العصر الجاهلي يُعدُّ الأدب الجاهلي أقدمَ ما جاءَ من الأدب العربي في التاريخ، فالعصر الجاهلي هو أقدم العصور الزمنية التي وصلَ نتاج أدبائها، والعصرُ الجاهلي هو الفترة الزمنية التي سبقتْ ظهور الإسلام، وقد حُفظ الأدب في العصر الجاهلي من شعر ونثر بحفظ الرُّواة له أولًا قبل الوصول إلى عصر التدوين، ومن أبرز رواة الشعر الجاهلي عبر العصور: حماد بن سلمة، خلف الأحمر، أبو عمرو بن العلاء، الأصمعي، المفضل الضبي وغيرهم، وعلى الرغم من أن الشعر الجاهلي هو البداية المعروفة للشعر العربي إلَّا أنَّه لم يكن أقلَّ نُضجًا من شعر العصور اللاحقة، وفي هذا المقال سيتم تعريف الشعر الجاهلي، وسيتمُّ ذكر أجمل أبيات الشعر الجاهلي.[١] تعريف الشعر الجاهلي قبل ذكر أجمل أبيات الشعر الجاهلي، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الشعر الجاهلي هو أكثر الفنون الأدبية انتشارًا في العصر الجاهلي، فقد نظر العرب عني العرب واهتموا اهتمامًا كبيرًا بالشعر والشعراء، حتَّى أن الشاعر كان لسان القبيلة الذي يدافع عنها ويقف في وجه شعراء القبائل الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنَّه لم يعرف تاريخ تدقيق لبداية الشعر العرب، وأقدم ما وصل من الشعر كان قد كُتب قبل ظهور الإسلام بقرن ونصف من الزمن، وبسبب جودة هذا النوع من الشعر ذهب النقاد إلى أرْجَحِيّة وجود شعر سابق له أقل جودة منه، وقد اختلفت أغراض الشعر الجاهلي وتنوَّعت، فكتب الشعراء الجاهليون الغزل والرثاء والهجاء والمديح والفخر، ولم تتسم القصيدة الجاهلية بالوحدة الموضوعيّة، بل كانت تطرق غير غرض شعري واحد.[٢] ولعلَّ أبرز ما جاء من الشعر الجاهلي المعلقات العشر، وهي قصائد جاهلية صُنِّفت على أنَّها أجود ما كتب الشعراء الجاهليون من الشعر، وقد تناولتْ هذه القصائد أكثر من غرض شعري واحد، أمَّا شعراء المعلقات فهم: امرؤ القيس، زهير بن أبي سلمى، طرفة بن العبد، الحارث بن حلزة اليشكري، ميمون بن قيس الأعشى، عنترة بن شداد، عبيد بن الأبرص، عمرو بن كلثوم، لبيد بن ربيعة، النابغة الذبياني، وفيما يأتي أجمل أبيات الشعر الجاهلي.[١] أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الحديث عن أجمل أبيات الشعر الجاهلي لا بدَّ بداية من الإشارة إلى أنَّ الشعر الجاهلي هو أقدم ما ورد من الشعر العربي في التاريخ، وهو الشعر الذي كُتب في الجاهلية أي قبل ظهور الإسلام، وهو مرجع الشعراء العرب في العصور اللاحقة، وهو مرجع علماء العروض والنحو والبلاغة أيضًا، وفيما يأتي أجمل أبيات الشعر الجاهلي: إنَّ من أجمل أبيات الشعر الجاهلي قول الشاعر امرئ القيس:[٣] قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَعِرفانِ وَرَسمٍ عَفَت آياتُهُ مُنذُ أَزمانِ أَتَت حُجَجٌ بَعدي عَلَيها فَأَصبَحَت كَخَطِّ زَبورٍ في مَصاحِفِ رُهبانِ ذَكَرتُ بِها الحَيَّ الجَميعَ فَهَيَّجَت عَقابيلَ سُقمٍ مِن ضَميرٍ وَأَشجانِ فَسَحَّت دُموعي في الرِداءِ كَأَنَّها كُلى مِن شُعَيبٍ ذاتُ سَحٍّ وَتَهتانِ إِذا المَرءُ لَم يَخزُن عَلَيهِ لِسانَهُ فَلَيسَ عَلى شَيءٍ سِواهُ بِخَزّانِ فَإِمّا تَرَيني في رِحالَةِ جابِرٍ عَلى حَرَجٍ كَالقَرِّ تَخفُقُ أَكفاني فَيا رُبَّ مَكروبٍ كَرَرتُ وَراءَهُ وَعانٍ فَكَكتُ الغُلَّ عَنهُ فَفَدّاني وَفِتيانِ صِدقٍ قَد بَعَثتُ بِسُحرَةٍ فَقاموا جَميعًا بَينَ عاثٍ وَنَشوانِ وَخَرقٍ بَعيدٍ قَد قَطَعتُ نِياطَهُ عَلى ذاتِ لَوثٍ سَهوَةِ المَشيِ مِذعانِ وَغَيثٍ كَأَلوانِ الفَنا قَد هَبَطتُهُ تَعاوَرُ فيهِ كُلُّ أَوطَفَ حَنّانِ عَلى هَيكَلٍ يُعطيكَ قَبلَ سُؤالِهِ أَفانينَ جَريٍ غَيرَ كَزٍّ وَلا وانِ كَتَيسِ الظِباءِ الأَعفَرِ اِنضَرَجَت لَهُ عُقابٌ تَدَلَّت مِن شَماريخَ ثَهلانِ وَخَرقٍ كَجَوفِ العيرِ قَفرٍ مَضَلَّةٍ قَطَعتُ بِسامٍ ساهِمِ الوَجهِ حُسّانِ يُدافِعُ أَعطافَ المَطايا بِرُكنِهِ كَما مالَ غُصنٌ ناعِمٌ فَوقَ أَغصانِ وَمُجرٍ كَغَيلانِ الأُنَيعَمِ بالِغٍ دِيارَ العَدُوِّ ذي زَهاءٍ وَأَركانِ مَطَوتُ بِهِم حَتّى تَكِلَّ مَطِيُّهُم وَحَتّى الجِيادُ ما يُقَدنَ بِأَرسانِ وَحَتّى تَرى الجَونُ الَّذي كانَ بادِنًا عَلَيهِ عَوافٍ مِن نُسورٍ وَعِقبانِ ومن أجمل أبيات الشعر الجاهلي قول الشاعر الأعشى:[٤] ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ وهلْ تطيقُ وداعًا أيها الرّجلُ؟ غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا مرّ السّحابةِ، لا ريثٌ ولا عجلُ تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاسًا إذا انصَرَفَتْ كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ ليستْ كمنْ يكره الجيرانُ طلعتها ولا تراها لسرّ الجارِ تختتلُ يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ إذا تُعالِجُ قِرْنًا سَاعةً فَتَرَتْ وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَةٌ إذا تَأتّى يَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ صدّتْ هريرةُ عنّا ما تكلّمنا جهلاً بأمّ خليدٍ حبلَ من تصلُ؟ أأنْ رأتْ رجلًا أعشى أضر بهِ لِلّذّةِ المَرْءِ لا جَافٍ وَلا تَفِلُ هركولةٌ، فنقٌ، درمٌ مرافقها كأنّ أخمصها بالشّوكِ منتعلُ إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أصْوِرَةً والزنبقُ الوردُ من أردانها شملُ ما رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ مُعشبةٌ خَضرَاءُ جادَ عَلَيها مُسْبِلٌ هَطِلُ يضاحكُ الشمسَ منها كوكبٌ شرقٌ مُؤزَّرٌ بِعَمِيمِ النّبْتِ مُكْتَهِلُ يَوْمًا بِأطْيَبَ مِنْهَا نَشْرَ رَائِحَةٍ ولا بأحسنَ منها إذْ دنا الأصلُ علّقتها عرضًا، وعلقتْ رجلًا غَيرِي، وَعُلّقَ أُخرَى غيرَها الرّجلُ وَعُلّقَتْهُ فَتَاةٌ مَا يُحَاوِلُهَا مِنْ أهلِها مَيّتٌ يَهذي بها وَهلُ وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني فاجتَمَعَ الحُبّ حُبًّا كُلّهُ تَبِلُ فَكُلّنَا مُغْرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِهِ نَاءٍ وَدَانٍ، وَمَحْبُولٌ وَمُحْتَبِلُ قالتْ هريرةُ لمّا جئتُ زائرها: وَيْلي عَلَيكَ، وَوَيلي منكَ يا رَجُلُ يا مَنْ يَرَى عارِضا قَد بِتُّ أرْقُبُهُ كأنّمَا البَرْقُ في حَافَاتِهِ الشُّعَلُ لهُ ردافٌ، وجوزٌ مفأمٌ عملٌ منطَّقٌ بسجالِ الماءِ متّصلُ لمْ يلهني اللّهوُعنهُ حينَ أرقبهُ وَلا اللّذاذَةُ مِنْ كأسٍ وَلا الكَسَلُ فقلتُ للشَّربِ في درني وقد ثملوا: شِيموا، وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثّملُ بَرْقًا يُضِيءُ عَلى أجزَاعِ مَسْقطِهِ وَبِالخَبِيّةِ مِنْهُ عَارِضٌ هَطِلُ قالُوا نِمَارٌ، فبَطنُ الخالِ جَادَهُما فالعَسْجَدِيّةُ فالأبْلاءُ فَالرِّجَلُ فَالسّفْحُ يَجرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُهُ حتَّى تدافعَ منهُ الرّبوُ، فالجبلُ حتى تحمّلَ منهُ الماءَ تكلفةً رَوْضُ القَطَا فكَثيبُ الغَينة ِ السّهِلُ يَسقي دِيارًا لَها قَدْ أصْبَحَتْ عُزَبًا زورًا تجانفَ عنها القودُ والرَّسلُ وبلدةٍ مثلِ ظهرِ التُّرسِ موحشةٍ للجِنّ بِاللّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلُ لا يَتَمَنّى لهَا بِالقَيْظِ يَرْكَبُهَا إلاّ الذينَ لهمْ فيما أتوا مهلُ جاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ في مِرْفَقَيها إذا استَعرَضْتَها فَتَل إمّا تَرَيْنَا حُفَاةً لا نِعَالَ لَنَا إنّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ فقدْ أخالسُ ربَّ البيتِ غفلتهُ وقدْ يحاذرُ مني ثمّ ما يئلُ وَقَدْ أقُودُ الصّبَى يَوْمًا فيَتْبَعُني وقدْ يصاحبني ذوالشَّرة ِ الغزلُ وَقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ في فِتيَةٍ كَسُيُوفِ الهِندِ قد عَلِمُوا أنْ لَيسَ يَدفعُ عن ذي الحيلةِ الحِيَلُ نازعتهمْ قضبَ الرّيحانِ متكئًا وقهوةً مزّةً راووقها خضلُ لا يستفيقونَ منها، وهيَ راهنةٌ إلاّ بِهَاتِ! وَإنْ عَلّوا وَإنْ نَهِلُوا يسعى بها ذو زجاجاتٍ لهُ نطفٌ مُقَلِّصٌ أسفَلَ السّرْبالِ مُعتَمِلُ وَمُستَجيبٍ تَخالُ الصَنجَ يَسمَعُهُ إِذا تُرَجِّعُ فيهِ القَينَةُ الفُضُلُ منْ كلّ ذلكَ يومٌ قدْ لهوتُ به وَفي التّجارِبِ طُولُ اللّهوِ وَالغَزَلُ والسّاحباتُ ذيولَ الخزّ آونةً والرّافلاتُ على أعجازها العجلُ أبْلِغْ يَزِيدَ بَني شَيْبانَ مَألُكَةً أبَا ثُبَيْتٍ! أمَا تَنفَكُّ تأتَكِلُ؟ ألَسْتَ مُنْتَهِيًا عَنْ نَحْتِ أثلَتِنَا وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أطّتِ الإبِلُ تُغْرِي بِنَا رَهْطَ مَسعُودٍ وَإخْوَتِهِ عِندَ اللّقاءِ، فتُرْدي ثمّ تَعتَزِلُ لأعرفنّكَ إنْ جدّ النّفيرُ بنا وَشُبّتِ الحَرْبُ بالطُّوَّافِ وَاحتَمَلوا كناطحٍ صخرة يوماً ليفلقها فلمْ يضرها وأوهى قرنهُ الوعلُ لأعرفنّكَ إنْ جدّتْ عداوتنا والتمسَ النّصر منكم عوضُ تحتملُ تلزمُ أرماحَ ذي الجدّينِ سورتنا عنْدَ اللّقاءِ، فتُرْدِيِهِمْ وَتَعْتَزِلُ لا تقعدنّ، وقدْ أكلتها حطبًا تعوذُ منْ شرّها يومًا وتبتهلُ قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا وَالجاشِرِيّةِ مَنْ يَسْعَى وَيَنتَضِلُ سائلْ بني أسدٍ عنّا، فقد علموا أنْ سَوْفَ يأتيكَ من أنبائِنا شَكَلُ وَاسْألْ قُشَيرًا وَعَبْدَ الله كُلَّهُمُ وَاسْألْ رَبيعَةَ عَنّا كَيْفَ نَفْتَعِلُ إنّا نُقَاتِلُهُمْ ثُمّتَ نَقْتُلُهُمْ عِندَ اللقاءِ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا كلاّ زعمتمْ بأنا لا نقاتلكمْ إنّا لأمْثَالِكُمْ، يا قوْمَنا، قُتُلُ حتى يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتّكِئًا يَدْفَعُ بالرّاحِ عَنْهُ نِسوَةٌ عُجُلُ أصَابَهُ هِنْدُوَانيٌّ، فَأقْصَدَهُ أو ذابلٌ منْ رماحِ الخطّ معتدلُ قَدْ نَطْعنُ العَيرَ في مَكنونِ فائِلِهِ وقدْ يشيطُ على أرماحنا البطلُ هَلْ تَنْتَهون؟ وَلا يَنهَى ذوِي شَططٍ كالطّعنِ يذهبُ فيهِ الزّيتُ والفتلُ إني لَعَمْرُ الذي خَطّتْ مَنَاسِمُها لهُ وسيقَ إليهِ الباقرِ الغيلُ لئنْ قتلتمْ عميدًا لمْ يكنْ صددًا لنقتلنْ مثلهُ منكمْ فنمتثلُ لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَةٍ لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ نحنُ الفوارسُ يومَ الحنو ضاحيةً جنبيْ فطينة لا ميلٌ ولا عزلُ قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنا تلْكَ عادَتُنا أوْ تنزلونَ، فإنّا معشرٌ نزلُ ومن أجمل أبيات الشعر الجاهلي قول الشاعر عنترة بن شداد:[٥] هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّمِ أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ؟ يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي وَعَمي صَباحًا دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت عَسِرًا عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ عُلِّقتُها عَرَضًا وَأَقتُلُ قَومَها زَعمًا لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً سودًا كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ إذ تستبيكَ بذي غروب واضحٍ عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَةٍ سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ أوْ روْضَةً أُنُفًا تضمَّنَ نبتَها غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ سَحًّا وتسْكابًا فَكلَّ عشيَّةٍ يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ غَرِدًا كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشيةٍ وأبيتُ فوق سرَاةِ أدْهم مُلْجَم وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوى نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المحزِمِ هل تبلغنى دارها شدنية لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ وكأنما أقصُ الإكام عشيةً بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم تأوي له قلصُ النَّعام كما أوتْ حزقٌ يمانيةٌ لأعجمَ طمطمِ يتبعنَ قلة رأسهِ وكأنهُ حِدْجٌ على نعْش لهُنَّ مخيَّمِ صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْ زوراءَ تنفرُ عن حياض الدَّيلم هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عطفتْ لهُ غضبى اتقاها باليدين وبالفم بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّما بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ وَكأَنَّ رُبًّا أَو كُحَيلًا مُعقَدًا حَشَّ الوَقودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ زيافةٍ مثل الفَنيق المُكْدَمِ إنْ تغدفي دوني القناع فإنني طبٌّ بأخذ الفارس المستلــــئمِ أثني عليَّ بما علِمْتِ فإنني سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلمِ وإذا ظُلمْتُ فإنَّ ظُلميَ باسلٌ مرٌّ مذَاقَتهُ كَطعم العَلْقم ولقد شربتُ من المدامة بعد ما رَكَدَ الهواجرُ بالمشوفِ المُعْلمِ بزُجاجة ٍ صفْراءَ ذاتِ أسرَّةٍ قرنتْ بأزهر في الشمالِ مفدَّم فإذا شربتُ فإنني مُسْتَهْلِكٌ مالي وعرضي وافرٌ لم يُكلم وإذا صَحَوْتُ فما أَقصِّرُ عنْ ندىً وكما عَلمتِ شمائلي وَتَكَرُّمي وحليل غانيةٍ تركتُ مجدلًا تَمكو فريصتُهُ كشدْقِ الأَعْلَمِ سبقتْ يدايَ له بعاجل طعنةٍ ورشاشِ نافذَةٍ كلوْن العَنْدَمِ هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي إذ لا أزالُ على رحالة ِ سابح نهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماة ُ مُكَلَّمِ طَوْراً يجَرَّدُ للطعانِ وتارةً يأوي الى حصدِ القسيِّ عرمرمِ يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَة َ أنني أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم ومدَّججٍ كرِهَ الكُماة ُ نِزَالَهُ لا مُمْعنٍ هَرَبًا ولا مُسْتَسلم جادتْ له كفي بعاجل طعنةٍ بمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّم فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ فتركتهُ جزرَ السباع ينشنهُ يقضمنَ حسنَ بنانهِ والمعصم وَمِشَكِّ سابغةٍ هَتكتُ فروجَها بالسيف عن حامي الحقيقة معلم زبدٍ يداهُ بالقداح إذا شتا هتَّاك غايات التجار ملوَّم لما رآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ أبدى نواجذهُ لغير تبسُّم عهدي به مَدَّ النّهار كأَنما خضبَ اللبان ورأسهُ بالعظلم فطعنتهُ بالرُّمح ثم علوتهُ بمهندٍ صافيِ الحديد مخذَم بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ يُحذى نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ يَا شَاة َ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ حرمتْ عليَّ وليتها لم تحرُم فَبَعَثْتُ جاريتي فقلْتُ لها اذْهبي فَتجسَّسي أخبارَها ليَ واعلمي قالتْ رأيتُ منْ الأعادي غرَّةً والشاةُ مُمكِنةٌ لمنْ هُو مُرْتَمِ وكأنما التفتتْ بجيدِ جدايةٍ رَشَاءٍ من الغِزْلانِ حُرٍّ أرثم نِبِّئتُ عَمروًا غَيرَ شاكِرِ نِعمَتي وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِمِ ولقد حفظتُ وصاة عمّي بالضحى إذ تقلصُ الشفتانِ عنْ وضح الفم في حومةِ الحربِ التى لا تشتكي غَمَرَاتِها الأَبطالُ غيْرَ تَغَمْغُمِ إذْ يتقُون بي الأسَّنة لم أخمْ عنها ولكني تضايق مُقدَمي لما رأيتُ القومَ أقبلَ جمعهُم يتذَامرونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مذَمّم يدعون عنترَ والرِّماحُ كأنها أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهم ما زلتُ أرميهمْ بثغرةِ نحره ولِبانِهِ حتى تَسَرْبلَ بالدّم فازورّ من وقع القنا بلبانهِ وشكا إليّ بعَبْرةٍ وَتَحَمْحُمِ لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي ولقد شفى نفسي وأبرأ سُقمها قيلُ الفوارس ويكَ عنتر أقدم والخيلُ تقْتَحِمُ الخَبَارَ عوابسًا ما بين شيْظمةِ وآخر شيْظم ذللٌ ركابي حيثُ شئتُ مشايعي لُبِّي وأجْفزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ ولقد خشيتُ بأنْ أموتَ ولم تدرْ للحربِ دائرةٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أشْتِمْهُما والنَّاذِرَيْنِ إذا لم ألقهما دَمي إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشمِ ومن أجمل أبيات الشعر الجاهلي قول الشاعر عمرو بن كلثوم:[٦] أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْمًا لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْبًا وَطَعْنـًا أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا