الكتاب: لسان العرب
المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ)
الناشر: دار صادر - بيروت
الطبعة: الثالثة - 1414 هـ
عدد الأجزاء: 15
الجزء الخامس عشر
وي
إِذَا
: الْجَوْهَريُّ: إِذَا اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى زَمَانٍ مُسْتَقْبَلٍ وَلَمْ تُسْتَعْمَلْ إلَّا مُضافة إِلَى جُمْلَةٍ، تَقُولُ: أَجِيئُك إِذَا احْمَرّ البُسْرُ وَإِذَا قَدِمَ فُلَانٌ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنها اسْمٌ وُقُوعُهَا مَوْقِعَ قَوْلِكَ آتِيكَ يومَ يَقْدَمُ فُلَانٌ، وَهِيَ ظَرْفٌ، وَفِيهَا مُجازاة لأَنّ جَزَاءَ الشَّرْطِ ثَلَاثَةُ أَشياء: أَحدها الْفِعْلُ كَقَوْلِكَ إنْ تأْتِني آتِك، وَالثَّانِي الْفَاءُ كَقَوْلِكَ إِنْ تَأْتِني فأَنا مُحْسِنٌ إِلَيْكَ، وَالثَّالِثُ إِذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ
؛
__________
(1). قوله [دعا فلان إلخ] كذا بالأصل، وتقدم في معي: دعا كلانا.
وَتَكُونُ لِلشَّيْءِ تُوَافِقُهُ فِي حَالٍ أَنت فِيهَا وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِكَ خَرَجْتُ فَإِذَا زَيْدٌ قائمٌ؛ الْمَعْنَى خَرَجْتُ ففاجأَني زَيْدٌ فِي الْوَقْتِ بِقِيَامٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ جِنِّي فِي إِعْرَابِ أَبيات الْحَمَاسَةِ فِي بَابِ الأَدب فِي قَوْلِهِ:
بَيْنا نَسُوسُ النَّاسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا، ... إِذَا نَحنُ فيهمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ
قَالَ: إِذَا فِي الْبَيْتِ هِيَ المَكانِيَّة الَّتِي تَجِيء للمُفاجأَة؛ قَالَ: وكذلك إذ
إذْ فِي قَوْلِ الأَفوه:
بَيْنَما الناسُ عَلى عَلْيائِها، ... إذ إذْ هَوَوْا فِي هُوَّةٍ فِيهَا فَغارُوا
فإذْ هُنَا غَيْرُ مُضَافَةٍ إِلَى مَا بَعْدَهَا كَإذا الَّتِي لِلْمُفَاجَأَةِ، وَالْعَامِلُ فِي إذْ هَوَوْا؛ قال: وأَمّا إذ
إذْ فَهِيَ لِمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، وَقَدْ تَكُونُ للمُفاجأة مِثْلُ إِذَا وَلَا يَلِيها إِلَّا الفِعلُ الْوَاجِبُ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِكَ بَيْنَمَا أَنا كذا إذ
إذْ جَاءَ زَيْدٌ، وَقَدْ تُزادَان جَمِيعًا فِي الْكَلَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإذ
إِذْ واعَدْنا مُوسى؛ أَي وَواعَدْنا؛ وَقَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ رِبْع الهُذَليّ:
حتَّى إِذَا أَسْلَكُوهم فِي قُتائِدةٍ، ... شَلًّا كَمَا تَطْردُ الجمَّالةُ الشُّرُدا
أَي حَتَّى أَسلكوهم فِي قُتائدة لأَنه آخِرُ الْقَصِيدَةِ، أَوْ يَكُونُ قَدْ كَفَّ عَنْ خَبَرِهِ لِعِلْمِ السَّامِعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَوَابُ إِذَا مَحْذُوفٌ وَهُوَ النَّاصِبُ لِقَوْلِهِ شَلًّا تَقْدِيرُهُ شَلُّوهم شَلًّا، وَسَنَذْكُرُ مِنْ مَعَانِي إِذَا فِي تَرْجَمَةِ ذَا مَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ)
الناشر: دار صادر - بيروت
الطبعة: الثالثة - 1414 هـ
عدد الأجزاء: 15
الجزء الخامس عشر
وي
إِذَا
: الْجَوْهَريُّ: إِذَا اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى زَمَانٍ مُسْتَقْبَلٍ وَلَمْ تُسْتَعْمَلْ إلَّا مُضافة إِلَى جُمْلَةٍ، تَقُولُ: أَجِيئُك إِذَا احْمَرّ البُسْرُ وَإِذَا قَدِمَ فُلَانٌ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنها اسْمٌ وُقُوعُهَا مَوْقِعَ قَوْلِكَ آتِيكَ يومَ يَقْدَمُ فُلَانٌ، وَهِيَ ظَرْفٌ، وَفِيهَا مُجازاة لأَنّ جَزَاءَ الشَّرْطِ ثَلَاثَةُ أَشياء: أَحدها الْفِعْلُ كَقَوْلِكَ إنْ تأْتِني آتِك، وَالثَّانِي الْفَاءُ كَقَوْلِكَ إِنْ تَأْتِني فأَنا مُحْسِنٌ إِلَيْكَ، وَالثَّالِثُ إِذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ
؛
__________
(1). قوله [دعا فلان إلخ] كذا بالأصل، وتقدم في معي: دعا كلانا.
وَتَكُونُ لِلشَّيْءِ تُوَافِقُهُ فِي حَالٍ أَنت فِيهَا وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِكَ خَرَجْتُ فَإِذَا زَيْدٌ قائمٌ؛ الْمَعْنَى خَرَجْتُ ففاجأَني زَيْدٌ فِي الْوَقْتِ بِقِيَامٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ جِنِّي فِي إِعْرَابِ أَبيات الْحَمَاسَةِ فِي بَابِ الأَدب فِي قَوْلِهِ:
بَيْنا نَسُوسُ النَّاسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا، ... إِذَا نَحنُ فيهمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ
قَالَ: إِذَا فِي الْبَيْتِ هِيَ المَكانِيَّة الَّتِي تَجِيء للمُفاجأَة؛ قَالَ: وكذلك إذ
إذْ فِي قَوْلِ الأَفوه:
بَيْنَما الناسُ عَلى عَلْيائِها، ... إذ إذْ هَوَوْا فِي هُوَّةٍ فِيهَا فَغارُوا
فإذْ هُنَا غَيْرُ مُضَافَةٍ إِلَى مَا بَعْدَهَا كَإذا الَّتِي لِلْمُفَاجَأَةِ، وَالْعَامِلُ فِي إذْ هَوَوْا؛ قال: وأَمّا إذ
إذْ فَهِيَ لِمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، وَقَدْ تَكُونُ للمُفاجأة مِثْلُ إِذَا وَلَا يَلِيها إِلَّا الفِعلُ الْوَاجِبُ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِكَ بَيْنَمَا أَنا كذا إذ
إذْ جَاءَ زَيْدٌ، وَقَدْ تُزادَان جَمِيعًا فِي الْكَلَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإذ
إِذْ واعَدْنا مُوسى؛ أَي وَواعَدْنا؛ وَقَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ رِبْع الهُذَليّ:
حتَّى إِذَا أَسْلَكُوهم فِي قُتائِدةٍ، ... شَلًّا كَمَا تَطْردُ الجمَّالةُ الشُّرُدا
أَي حَتَّى أَسلكوهم فِي قُتائدة لأَنه آخِرُ الْقَصِيدَةِ، أَوْ يَكُونُ قَدْ كَفَّ عَنْ خَبَرِهِ لِعِلْمِ السَّامِعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَوَابُ إِذَا مَحْذُوفٌ وَهُوَ النَّاصِبُ لِقَوْلِهِ شَلًّا تَقْدِيرُهُ شَلُّوهم شَلًّا، وَسَنَذْكُرُ مِنْ مَعَانِي إِذَا فِي تَرْجَمَةِ ذَا مَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.