تأتي الكلمة مختلفة الأصوات مثل: جاء، زيد، طمأن، وقد تأتي مشتملة على صوتين مثلين، وهذا ما نعنيه بتضعيف الصوت، ويكون في الأفعال، مثل: رَدَّ، حَيِيَ، زَلْزَلَ، وفي الأسماء مثل: فَنَن، وطَلَل، قُوَّة، وفي حروف المعاني، مثل: حَتّى، إنّ.
قد يكون التضعيف مقرونًا كما في الفعل رَدّ، وقد يكون مفروقًا كما في الفعل قَلِقَ، زلزل، والاسم باب.
ونستطيع باستقراء ظهور هذا التضعيف في الكلمات أن نصنفه إلى أنواع:
1-التضعيف الوضعي، وهو أن تكون الكلمة وُضعت مشتملةً أصواتها على صوتين مثلين، مثل: الفعل قَلِقَ والاسم باب، وهما في الكلمة جذران من جذورها. ويدخل في ذلك أفعال نادرة تُرك استعمالها، زيد على جذورها حرفان مثلان، مثل: اعلوّط، واجلوّذ(1).
2-التضعيف الإلحاقي، وهو أن تكون الكلمة وضعت ثنائية الجذور فتزاد جذرًا لتلتحق بذوات الثلاثة الجذور، مثل الفعل ردّ فأصله من جذرين (ر/د)، وزيدت دال فجعلت الجذور ثلاثة (ر/د/د)، وقد تزاد بجذرين مثل الفعل زلزل، فأصله من جذرين (ز/ل) وزيدت زاي ولام فجعلت الجذور أربعة (ز/ل/ز/ل). ونجد ذلك في النسب إلى الثنائي، قال المرادي "إذا نسب إلى الثنائي وضعًا، فإن كان ثانيه حرفًا صحيحًا جاز فيه التضعيف وعدمه، فتقول في كَمْ: كَمِيّ، وكَمِّيّ، وإن كان ثانيه حرف لين ضُعّف بمثله إن كان ياء أو واوًا"(2).
3-التضعيف الزيادي، وهو أن يزاد على جذر الكلمة مثله كما في عين الفعل كرّم فأصله (ك/ر/م) وزيدت راء فنشأ فعل مزيد على الفعل المجرد (ك/ر/ر/م)، ومثله الفعل احْمَرّ فأصله (ح/ م/ر) وزيدت الراء فنشأ الفعل المزيد (ح/م/ر/ر).
4-التضعيف التعويضي، وهو ما جعل عوضًا عن محذوف، وهذا يطرد في التعويض عن الواو في مثل: اتّصل واتّحد، فأصلهما: اوْتَصلَ واوتحد؛ ولكن حذفت الواو وعوّض عن الحذف بتضعيف التاء، خلافًا للنحويين الذاهبين إلى إبدال الواو تاءًا.
5-التضعيف التماثلي، وهو ما ينشأ عن مماثلة صوت لآخر، مثل: اطّرد، فأصله (ط/ت/ر/د) فماثلت التاء الطاء فصار (ط/ط/ر/د)، ومثله المصدر (طَيّ) فأصله (ط/و/ي) فماثلت الواو الياء (ط/ي/ي). ومثل (ستّ) فأصلها (سدس)، فتماثلت الدال والسين تماثلًا تبادليًّا، فأثرت الدال على السين بمخرجها، وأثرت السين على الدال بهمسها أي (س/د/س) صار (س/ت/ت).
وقد تشتمل الكلمة على نوعين من أنواع التضعيف مثل المزيد من الفعل (ردّ)، يقال (ردّد)، فثمة تضعيف حادث في المجرد وهو التضعيف الإلحاقي، وتضعيف زيادي، فالفعل (ردّد) مشتمل على ثلاث دالات (ر/د/د/د).
ويهب تضعيف الكلمة من الثقل ما يدعو إلى التخلص منه إن أمكن ذلك، ولذلك أنماط منها:
1-التخلص بالإدغام، كما في (ردّ) و(ستّ).
2-التخلص بالحذف والتعويض، نحو الفعل المهموز الفاء المزيد بهمزة (أَأْمَنَ> آمن)، حذفت الهمزة الآخرة، ومطلت فتحة الهمزة الأولى تعويضًا، وربما تقدم همزة لتجاور أخرى ثم تحذف، مثل جمع (بئر) على بناء (أفعال) فهو (أبآر) ولكن عينه (الهمزة) ربما قدمت فقيل (أَأْبار) على وزن (أَعْفال) ثم تحذف الهمزة الساكنة وتمطل فتحة المتحركة (آبار) على وزن (آفال)، خلافًا للصرفيين فالوزن لديهم (أَعْفال). ومن أمثلة الحذف والتعويض بالمطل ما ذكره ابن يعيش "وقالوا: (تَظَنَّيْتُ)، وأصله (تَظَنَّنْتُ)، و(التظَنِّي): إعمالِ الظنّ، وأصله (التَّظَنُّن)، فأبدلوا من إحدى نوناته الياء لثقل التضعيف"(3)، وما يراه الصرفيون إبدالًا هو عندي حذف ومطل حركة تعويضًا.
3-التخلص بالحذف من غير تعويض، وذلك نحو حذف تاء (تَتَفَعَّل)، و(تَتَفاعل)، نحو قوله تعالى {فَظَلْتُم تَفَكَّهُونَ}[65-الواقعة]، أي تتفكهون، وقوله{وإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}[4-التحريم]، أي تتظاهرا عليه، وأمثلة هذا الحذف في القرآن كثيرة(4). ونحو ذلك حذف همزة المضارع من الفعل المزيد بالهمزة (أفعل)، قال ابن عصفور "كما أنهم قالوا: أُكرِمُ، وأصله (أُؤَكْرِمُ) فحذفوا الهمزة الثانية استثقالًا لاجتماع الهمزتين، ثم حملوا يُكرِمُ وتُكرِمُ ونُكرِمُ على (أُكرِمُ)"(5).
4-التخلص بالإبدال، قال السيرافي "ثم استشهد سيبويه على قلبهم أحد الحرفين إذا اجتمعا وهما من حروف العلة فمن ذلك قلب إحدى الواوين إذا اجتمعتا في أول كلمة في جمع واصلة وتصغيرها أواصل وأويصلة والأصل وواصل وويصلة وكقلبهم الواو في حيوان والأصل حييان عنده"(6).
5-التخلص بإقحام فتحة طويلة (ألف مد)، ويكون ذلك في الفعل المتصلة به نون النسوة حين يؤكد بنون التوكيد الثقيلة، قال ابن جنّي "وَتقول فِي جمَاعَة الْمُؤَنَّث: اضربنانِّ زيدًا، وَلَا تخشَينانِّ عمرًا، تفصل بَين النونات بِالْألف تَخْفِيفًا، وَمن كَلَام أبي مهدية فِي صلَاته: اخْسَأْنانِّ عنّي"(7).
ودرس التضعيف واسع جدير بأن تعالجه رسالة علمية جادٌّ صاحبها.
قد يكون التضعيف مقرونًا كما في الفعل رَدّ، وقد يكون مفروقًا كما في الفعل قَلِقَ، زلزل، والاسم باب.
ونستطيع باستقراء ظهور هذا التضعيف في الكلمات أن نصنفه إلى أنواع:
1-التضعيف الوضعي، وهو أن تكون الكلمة وُضعت مشتملةً أصواتها على صوتين مثلين، مثل: الفعل قَلِقَ والاسم باب، وهما في الكلمة جذران من جذورها. ويدخل في ذلك أفعال نادرة تُرك استعمالها، زيد على جذورها حرفان مثلان، مثل: اعلوّط، واجلوّذ(1).
2-التضعيف الإلحاقي، وهو أن تكون الكلمة وضعت ثنائية الجذور فتزاد جذرًا لتلتحق بذوات الثلاثة الجذور، مثل الفعل ردّ فأصله من جذرين (ر/د)، وزيدت دال فجعلت الجذور ثلاثة (ر/د/د)، وقد تزاد بجذرين مثل الفعل زلزل، فأصله من جذرين (ز/ل) وزيدت زاي ولام فجعلت الجذور أربعة (ز/ل/ز/ل). ونجد ذلك في النسب إلى الثنائي، قال المرادي "إذا نسب إلى الثنائي وضعًا، فإن كان ثانيه حرفًا صحيحًا جاز فيه التضعيف وعدمه، فتقول في كَمْ: كَمِيّ، وكَمِّيّ، وإن كان ثانيه حرف لين ضُعّف بمثله إن كان ياء أو واوًا"(2).
3-التضعيف الزيادي، وهو أن يزاد على جذر الكلمة مثله كما في عين الفعل كرّم فأصله (ك/ر/م) وزيدت راء فنشأ فعل مزيد على الفعل المجرد (ك/ر/ر/م)، ومثله الفعل احْمَرّ فأصله (ح/ م/ر) وزيدت الراء فنشأ الفعل المزيد (ح/م/ر/ر).
4-التضعيف التعويضي، وهو ما جعل عوضًا عن محذوف، وهذا يطرد في التعويض عن الواو في مثل: اتّصل واتّحد، فأصلهما: اوْتَصلَ واوتحد؛ ولكن حذفت الواو وعوّض عن الحذف بتضعيف التاء، خلافًا للنحويين الذاهبين إلى إبدال الواو تاءًا.
5-التضعيف التماثلي، وهو ما ينشأ عن مماثلة صوت لآخر، مثل: اطّرد، فأصله (ط/ت/ر/د) فماثلت التاء الطاء فصار (ط/ط/ر/د)، ومثله المصدر (طَيّ) فأصله (ط/و/ي) فماثلت الواو الياء (ط/ي/ي). ومثل (ستّ) فأصلها (سدس)، فتماثلت الدال والسين تماثلًا تبادليًّا، فأثرت الدال على السين بمخرجها، وأثرت السين على الدال بهمسها أي (س/د/س) صار (س/ت/ت).
وقد تشتمل الكلمة على نوعين من أنواع التضعيف مثل المزيد من الفعل (ردّ)، يقال (ردّد)، فثمة تضعيف حادث في المجرد وهو التضعيف الإلحاقي، وتضعيف زيادي، فالفعل (ردّد) مشتمل على ثلاث دالات (ر/د/د/د).
ويهب تضعيف الكلمة من الثقل ما يدعو إلى التخلص منه إن أمكن ذلك، ولذلك أنماط منها:
1-التخلص بالإدغام، كما في (ردّ) و(ستّ).
2-التخلص بالحذف والتعويض، نحو الفعل المهموز الفاء المزيد بهمزة (أَأْمَنَ> آمن)، حذفت الهمزة الآخرة، ومطلت فتحة الهمزة الأولى تعويضًا، وربما تقدم همزة لتجاور أخرى ثم تحذف، مثل جمع (بئر) على بناء (أفعال) فهو (أبآر) ولكن عينه (الهمزة) ربما قدمت فقيل (أَأْبار) على وزن (أَعْفال) ثم تحذف الهمزة الساكنة وتمطل فتحة المتحركة (آبار) على وزن (آفال)، خلافًا للصرفيين فالوزن لديهم (أَعْفال). ومن أمثلة الحذف والتعويض بالمطل ما ذكره ابن يعيش "وقالوا: (تَظَنَّيْتُ)، وأصله (تَظَنَّنْتُ)، و(التظَنِّي): إعمالِ الظنّ، وأصله (التَّظَنُّن)، فأبدلوا من إحدى نوناته الياء لثقل التضعيف"(3)، وما يراه الصرفيون إبدالًا هو عندي حذف ومطل حركة تعويضًا.
3-التخلص بالحذف من غير تعويض، وذلك نحو حذف تاء (تَتَفَعَّل)، و(تَتَفاعل)، نحو قوله تعالى {فَظَلْتُم تَفَكَّهُونَ}[65-الواقعة]، أي تتفكهون، وقوله{وإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}[4-التحريم]، أي تتظاهرا عليه، وأمثلة هذا الحذف في القرآن كثيرة(4). ونحو ذلك حذف همزة المضارع من الفعل المزيد بالهمزة (أفعل)، قال ابن عصفور "كما أنهم قالوا: أُكرِمُ، وأصله (أُؤَكْرِمُ) فحذفوا الهمزة الثانية استثقالًا لاجتماع الهمزتين، ثم حملوا يُكرِمُ وتُكرِمُ ونُكرِمُ على (أُكرِمُ)"(5).
4-التخلص بالإبدال، قال السيرافي "ثم استشهد سيبويه على قلبهم أحد الحرفين إذا اجتمعا وهما من حروف العلة فمن ذلك قلب إحدى الواوين إذا اجتمعتا في أول كلمة في جمع واصلة وتصغيرها أواصل وأويصلة والأصل وواصل وويصلة وكقلبهم الواو في حيوان والأصل حييان عنده"(6).
5-التخلص بإقحام فتحة طويلة (ألف مد)، ويكون ذلك في الفعل المتصلة به نون النسوة حين يؤكد بنون التوكيد الثقيلة، قال ابن جنّي "وَتقول فِي جمَاعَة الْمُؤَنَّث: اضربنانِّ زيدًا، وَلَا تخشَينانِّ عمرًا، تفصل بَين النونات بِالْألف تَخْفِيفًا، وَمن كَلَام أبي مهدية فِي صلَاته: اخْسَأْنانِّ عنّي"(7).
ودرس التضعيف واسع جدير بأن تعالجه رسالة علمية جادٌّ صاحبها.