أدت جائحة فيروس كورونا إلى حدوث اضطرابات كبيرة في ممارسات العرض والطلب ومكان العمل، كما غيرت الجائحة المفهوم السائد في عالم التصنيع وسلاسل التوريد وقلبته رأساً على عقب، كما أن التباعد والعزلة الاجتماعية هما أمر مفروض اليوم، والمهام اليدوية التي يقوم بها البشر عادةً هي اليوم بعيدة المنال أو غير آمنة، كما أن القيام بهذه المهام دون اتصال بشري هو بالضبط المكان الذي يمكن فيه لصناعة الروبوتات أن تقدم قيمة حقيقية.
تتمتع الروبوتات بنمو كبير في الآونة الأخيرة، مع الاحتياجات الكبيرة للشركات والتطبيقات الجديدة التي أدت إلى زيادة الاعتماد على الروبوتات في العديد من القطاعات خلال جائحة جائحة فيروس كورونا هناك فرصتين واضحتين للروبوتات:
في المعركة ضد الفيروس نفسه.
القيام بمهام لا يستطيع البشر القيام بها عندما يكونون معزولين اجتماعيًا.
ليس من غير المألوف أن يتفوق الأمر المستعجل على الأمر الهام، لكن الآن نحن هنا في حضرة فيروس كورونا وهناك احتياجات ملحة اليوم يجب معالجتها؛ حيث ستكون هناك تغييرات مهمة يجب إجراؤها أثناء تعافينا من الأزمة؛ وعلى المدى الطويل سيكون هناك تأثير حقيقي على طريقة عمل العالم في المستقبل، فيما يلي 4 أنواع من الروبوتات تلعب أدوارًا حيوية خلال تفشي فيروس كورونا:
الروبوتات على الخطوط الأمامية:
تصعد شركات الروبوتات إلى مستوى التحدي وتقدم الحلول اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، كما تشمل التطبيقات المتبعة تنظيف وتطهير المناطق التي قد يتعرض فيها البشر للخطر، في بعض الحالات يتم نشر الروبوتات المصممة لهذه الوظيفة، لكن في حالات أخرى يتم إعادة تجهيز الروبوتات المتنقلة والطائرات بدون طيار وإعادة استخدامها وإعادة نشرها.
يتم استخدام الروبوتات أيضًا في المراقبة عندما تكون هناك حاجة إلى مراقبة المناطق لضمان اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي أو الإغلاق، كما تتفاعل الروبوتات أيضًا بشكل مباشر مع المرضى الذين يعانون من أعراض الإصابة بالفيروس وتقيس درجات الحرارة وتنفذ المهام اللوجستية وتتعامل مع المواد في المستشفيات، أما في السباق لإيجاد لقاح لفيروس كورونا، يتم نشر الروبوتات للتعامل مع العينات وفي بعض الحالات يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع معالجة البيانات بقصد تقصير عملية التطوير.
الروبوتات اللوجستية:
من روبوتات الخدمة التي تقدم الطعام والأساسيات الأخرى إلى الطائرات بدون طيار والروبوتات المتنقلة التي تقدم الأدوية والمواد الاستهلاكية مثل معدات الوقاية الشخصية، تلعب الروبوتات دورًا واضحًا في حركة المواد والمنتجات، وقد تم نشر الروبوتات لبعض الوقت في المستودعات والمرافق اللوجستية وهم الآن يجدون طريقهم في البيع بالتجزئة، حيث يمكنهم تنظيف وتعقيم ومسح الرفوف والقيام بإعادة تخزينها، هذا أمر مهم جدًا بشكل خاص في متاجر البقالة وسيزداد أهميته مع بدء إعادة افتتاح المرافق الأخرى.
الروبوتات المرافقة:
في أوقات التباعد الاجتماعي، عندما يكون التفاعل صعبًا والوحدة مشكلة حقيقية، تجد الروبوتات المرافقة نفسها لا تقدر بثمن في دور الرعاية والمواقع الأخرى، حيث لا يمكن التواصل وجهًا لوجه. كما يمكن استخدام هذه الإستراتيجية أيضًا في القطاع الطبي للتفاعل مع المرضى، لكن مع الحفاظ على مسافة آمنة لحماية كلا الطرفين.
تصنيع الروبوتات:
تمثل إرشادات التباعد الاجتماعي تحديات للمصنعين الذين يحاولون إعطاء الأولوية لسلامة فرقهم مع الحفاظ على دوران عجلة الصناعة، هذه ليست مجرد قضية تجارية، لأننا نتحدث عن إنتاج العديد من المصانع لمعدات الوقاية الشخصية الأساسية والمعدات الطبية، مثل أجهزة التنفس، وبالنسبة للمصنعين الذين يعتمدون على المهام اليدوية التي تقوم بها خطوط المشغلين، فإن هذا أمر صعب للغاية. حيث اضطر البعض لإضافة تحولات للحفاظ على التباعد بين المشغلين، كما أن الذين لديهم مرافق أكثر آلية يتكيفون بسهولة أكبر، لاسيما أولئك الذين يعتمدون على الأتمتة المدفوعة بالبرمجيات، حيث يوفر ذلك المرونة وخفة الحركة التي يحتاجها المصنعون بشدة في الوقت الحالي.
تلعب الروبوتات دورًا أساسيًا على المدى القصير، ولديها المزيد لتقدمه في المستقبل، كما ينمو الطلب بشكل مطرد من أجل بيئة أكثر آلية، خاصة في عالم التصنيع وسلسلة التوريد.
علاوة على ذلك، تشجع الحكومات الشركات على السعي من أجل سلسلة توريد أكثر مرونة وأقل اعتمادًا على قوة التصنيع البشرية، التي تبلغ 4 تريليون دولار في الصين.
من غير المحتمل أن ترغب العلامات التجارية أو المستهلكين في دفع المزيد مقابل الحصول على منتجاتهم، كما أن الطريقة الوحيدة للتنافس في مناطق تكلفة العمالة المرتفعة، مثل أوروبا الغربية والولايات المتحدة، ستكون عن طريق التحول الرقمي والأتمتة ومنشآت التصنيع وسلاسل التوريد التي يتم تحويلها آليًا، كما أن سلاسل التوريد هذه هي التي ستوفر المرونة اللازمة لتحمل الاضطراب الكبير التالي.