مع توقف النشاط الاقتصادي تقريبًا حول العالم، يبدو أن احتمال حدوث ركود عالمي أصبح أمرًا لا مفر منه، وبالنسبة لبعض الشركات المصنعة للهواتف الذكية يمكن أن يكون هذا التوقيت سيئًا للغاية، فهل يستطيع سوق الهواتف الذكية الحفاظ على نموه؟ من يفوز ومن يخسر؟ وكيف سيبدو المستقبل؟
هل يستطيع سوق الهواتف الذكية النجاة مع استمرار تفشي فيروس كورونا؟
غياب الابتكار، وضعف القوة الشرائية:
منذ العام 2018 وهناك حالة من الركود الفعلي مع استمرار انخفاض شحنات الهواتف الذكية، الذي يتسبب فيه استمرار تمسك المستخدمين بأجهزتهم لفترة أطول، حيث أصبح المستهلكون أكثر ميلًا لشراء (الهواتف غير المؤمنة) Unlocked phones – وهي الهواتف التي تعمل على أي شبكة اتصالات، وتدعم الواجهة الهوائية (GSM أو CDMA) نفسها، ونطاقات التردد المضمنة – خاصة في أوروبا.
بالإضافة إلى ذلك نجد حالة من الافتقار إلى الابتكار في صناعة الهواتف الذكية بشكل عام، حيث أصبح من الأسهل بكثير التمسك بالهاتف القديم حتى مع وجود إصدار جديد طالما يؤدي المهام نفسها بكفاءة.
كما أن أبرز التوجهات الجديدة للابتكار في مجال الهواتف الذكية تتمثل في الهواتف القابلة للطي، والهواتف التي تدعم شبكات 5G، في حين أن كليهما ابتكاران واعدان إلا أنهما بعيدان للغاية عن المستهلك العادي في الوقت الحالي.
حيث لا تزال الهواتف القابلة للطي تواجه مشكلة من حيث المتانة والقيمة مقابل السعر، بينما تعتبر هواتف الجيل الخامس 5G حقيقة واقعة حاليًا، ولكن في أجزاء محددة فقط من العالم.
أوضح تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أنه من المرجح حدوث اضطرابات عبر سلاسل التوريد والتصنيع في سوق الهواتف الذكية، جنبًا إلى جنب مع انخفاض رغبة المستهلك في الإنفاق.
حيث من المتوقع أن تنخفض الشحنات بنسبة تصل إلى 15%، ولكن المشكلة هي أن هناك حاجة إلى الابتكار الحقيقي إذا أراد المصنعون بيع الهواتف الرئيسية بكميات كبيرة مرة أخرى.
مشاهد تثبت أن هناك تغييرات كبيرة قادمة:
أعلنت شركة OnePlus عن خطط لإعادة هيكلة إستراتيجيتها في السوق الأوروبية من خلال تقليص عدد موظفيها في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، حيث تريد التركيز أكثر على شمال أوروبا ودول اتحاد Benelux.
كما أن الشركات الأخرى في سوق الهواتف الذكية مثل: Realme وVivo وOppo يمكن لها أن تزدهر بشكل كبير في سوق الهواتف الذكية، حيث تبيع Vivo الآن في السوق الهندي هواتف ذكية أكثر من سامسونج، بينما هي غير معروفة فعليًا في أوروبا وأمريكا الشمالية.
ومع إغلاق أغلب متاجر شركات الهواتف الذكية في العالم، أصبح المستهلكون أكثر ميلًا للبحث عن الهواتف الذكية عبر الإنترنت، وهي فرصة لهذه العلامات التجارية أن تعزز من مكانة متاجرها الإلكترونية للتنافس جنبًا إلى جنب مع العلامات الرائدة مثل آبل وسامسونج.