الكتاب تأليف محمد بن عبد الوهاب وفى موضوع الكتاب قال :
"أما بعد:
فهذه رسالة نافعة فيما يجب على الإنسان أن يعلم الصبيان قبل تعلمهم القرآن حتى يصير إنسانا كاملا على فطرة الإسلام وموحدا جيدا على طريقة الإيمان ورتبته على طريقة سؤال وجواب"
والأخطاء فى الفقرة هى :
الأول تعليم الصبيان فقط دون البنات وكأن البنات أو النساء ليس مطلوب تعليمهن
الثانى تعليم الأطفال التوحيد قبل تحفيظهم القرآن كله أو بعضه
والمشكلة التى تقابلنا هى أن التوحيد والكثير من المسائل المرتبطة به لا يمكن تعليمها للأطفال لأنها تعتمد على الغيبيات والطفل لا يفهم سوى الأشياء المحسوسة الملموسة ولذا اعتبر الله الأطفال سفهاء لعدم فهمهم الدين أو الأمور على حقيقتها فقال "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم"
ومن ثم يجب البدء بتعليمهم الأمور الظاهرة كآداب الطعام كالأكل باليمنى وغسل البول والبراز والاستحمام وأيضا تعليمهم القراءة والكتابة حتى يستطيعوا قراءة القرآن فيما بعد وحدهم والأمور الحسابية بيع وشراء ومثل هذه الأمور المتعلقة بالواقع الذى يحيونه والملاحظ على الأسئلة والأجوبة التى أراد محمد بن عبد الوهاب تعليمها هو أنها لا تزيد عن كونها عملية تحفيظ لكلام وليس فهم فهو يقول:
"س1: إذا قيل لك : من ربك؟
ج: فقل : ربي الله
س2: وما معنى الرب؟
ج: فقل : المالك المعبود والمعين الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين
س3: فإذا قيل لك : بما عرفت ربك؟
ج: فقل : أعرفه بآياته ومخلوقاته، ومن آياته: الليل والنهار، والشمس والقمر ومن مخلوقاته: السموات والأرض، وما فيهما، والدليل على ذلك قوله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا } إلى قوله: { تبارك الله رب العالمين } [ الأعراف:54 ]
س4: فإن قيل لك: لأي شيء خلقك؟
ج: فقل : لعبادته وحده لا شريك له، وطاعته بمثال ما أمر به، وترك ما ينهى عنه، كما قال الله تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات:56]
وكما قال تعالى: { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار } [ المائدة:72 ]
والشرك : أن يجعل لله ندا يدعوه، ويرجوه، أو يخافه، أو يتوكل عليه، أو يرغب إليه من دون الله، وغير ذلك من أنواع العبادات فإن العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ومنها الدعاء، وقد قال تعالى: { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } [الجن:18]
والدليل على أن دعوة غير الله كفر، كما قال تعالى: { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } [ المؤمنون:117]
وذلك أن الدعاء من أعظم أنواع العبادات، كما قال ربكم: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } [غافر:60]
وفي ((السنن)): عن أنس مرفوعا : ((الدعاء مخ العبادة))
وأول ما فرض الله على عباده الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل:36]
والطاغوت: ما عبد من دون الله أو الشيطان، والطاغوت، والكهانة، والمنجم، ومن يحكم بغير ما أنزل الله، وكل متبوع مطاع على غير الحق
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: (( الطاغوت: ما يجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع ))"
فلا يمكن لطفل أن يفهم شىء عن الذات الإلهية والشرك والطاغوت وسبب الخلق وإنما ما يفهمه فى صغره هو الأحكام العملية فى النظافة والأكل والشراء والبيع واللبس والنوم والاستئذان
ويواصل محمد بن عبد الوهاب التعليم فيقول:
"س5: فإذا قيل لك: ما دينك؟
ج: فقل : ديني الإسلام
ومعنى الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة وموالاة المسلمين ، ومعاداة المشركين
قال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام }[آل عمران:19]، وقال: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه }[آل عمران:85]
وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قال : (( أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبلا ))
ومعنى لا إله إلا الله:
أي لا معبود حق إلا الله كما قال تعالى : {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون (26) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين (27) وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون} [الزخرف: 26-28]
والدليل على الصلاة والزكاة: قوله تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } [البينة:5]
فبدأ في هذه الآية بالتوحيد والبراءة من الشرك : أعظم ما أمر به التوحيد ، وأكبر ما نهى عنه الشرك، وأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وهذا هو معظم الدين وما بعده من الشرائع تابع له
والدليل على فرض الصيام: قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } إلى قوله: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه } [البقرة:183-185]
والدليل على فرض الحج : قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت } [آل عمران:97]
وأصول الإيمان ستة:
أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره ودليله ما في ((الصحيح)) من حديث عمر بن الخطاب "
كما قلنا الرجل هنا يحفظ الطفل السؤال والجواب وهو لن يفهم ماهية الدين ولا الملائكة ولا القدر لكونها أمور غيبية لا يحس بها ولا يشعر كما أن بعض الأمور المذكورة كالصلاة والزكاة والصوم والحج ليست مفروضة ومن ثم كان المعروف ان الصلاة لا تعلم حتى السابعة لأن الطفل تراه فقط مقلد للكبار يفعل أفعال الصلاة ولكنه لا يدرى ما الفائدة ولا الغرض منها
وأكمل الرجل كلامه قائلا:
"س6: وإذا قيل لك : من نبيك؟
ج: فقل : نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف اصطفاه الله تعالى من قريش وهم صفوة ولد إسماعيل، وبعثه إلى الأحمر والأسود، وأنزل عليه الكتاب والحكمة تدعي الناس إلى إخلاص العبادة و ترك ما كانوا يعبدون من دون الله من : الأصنام – الأحجار- والأشجار، والأنبياء، والصالحين، والملائكة، وغيره
فدعى الناس إلى ترك الشرك وقاتلهم إلى تركه وأن تخلصوا لعبادة الله كمال قال تعالى : {قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا} [الجن:20]
وقال تعالى: { قل الله أعبد مخلصا له ديني } [الزمر:14]
وقال تعالى: { قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب } [الرعد:36]
وقال تعالى: {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون (64) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين (65) بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} [الزمر:64-66]
ومن أصول الإيمان المنجي من الكفر: الإيمان بالبعث، والنشر، والجزاء، والحساب، والجنة، والنار حق
قال تعالى:{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} [طه:55]
وقال تعالى:{ وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [الرعد:5]
وفي الآية دليل على أن مجحد البعث كفر كفرا يوجب الخلود في النار
أعاذنا الله من الكفر وأعمال الكفر فضمت هذه الآيات بيان ما بعث به النبي - صلى الله عليه وسلم - من إخلاص العبادة لله، والنهي عن عبادة غير الله وقصر العبادة على العبادة، وهذا دينه الذي دعى الناس إليه، وجاهدهم عليه كما قال تعالى: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } [الأنفال:39]
وقد بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة، فدعا الناس إلى الإخلاص، وترك عبادة ما سوى الله نحوا من عشر سنين، ثم عرج به إلى السماء وفرض عليه الصلوات الخمس من غير واسطة بينه وبين الله تعالى في ذلك، ثم أمر بعد ذلك بالهجرة فهاجر إلى المدينة، وأمر بالجهاد، فجاهد في الله حق جهاده نحوا من عشر سنين حتى دخل الناس في دين الله أفواجا، فلما تمت ثلاث وستون سنة – والحمد لله – تم الدين وبلغ البلاغ من إخبار الله تعالى له بقبضه صلوات الله عليه وسلم
وأول الرسل نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مما قال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} [النساء:163]
وقال تعالى: { وما محمد إلا رسول } [آل عمران:144]
وقال تعالى: { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما } [الأحزاب:40]
وأفضل الرسل: نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأفضل البشر بعد الأنبياء صلى الله عليهم وسلم: أبو بكر رضي الله عنه ، وعمر رضي الله عنه، وعثمان رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه ورضي الله عنهم أجمعين
وخير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وعيسى - صلى الله عليه وسلم - ينزل من السماء ويقتل الدجال"
كلام لن يستفيد منه الطفل فى الدين من خلال معرفة سلسلة النسب وعدد سنوات الدعوة وعدد سنوات حياة النبى(ص) فكما قلنا الأطفال يستفيدون من الأحكام العملية فى حياتهم ولم يستفيدوا شىء من تلك المعرفة فتلك المعلومات لا تعرف الطفل او حراما
كما أن العديد مما ذكره يخالف القرآن كتفضيل النبى(ص) على بقية الأنبياء(ص) حيث علمنا الله أن المؤمنون لا يفرقون بين الرسل (ص) فى شىء بقوله على لسانهم " لا نفرق بين أحد من رسله"
وكذلك الأمر فى أفضلية أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فالمؤمنون فى عهد النبى (ص) كلهم رضى الله عنهم وجعلهم قسمين المجاهدون قبل فتح مكة فهم الفضل الذين يتولون المناصب بينما من المجاهدون بعد الفتح لا يتولون تلك المناصب حتى يموت كلب المجاهدين قبل الفتح ولم يحدد الله أسماء أحد منهم ومن ثم فالله وحده هو ألعلم كما قال تعالى :
"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
والنبى (ص) لن يخالف هذا الأمر الإلهى فيقول أنه خير الرسل أو الأنبياء فى الروايات كما أنه تروى عنه روايات أخرى تناقض تلك العقيدة الفاسدة مثل "لا ينبغى لأحد ان يقول أنه خير من يونس بن متى" وهو فى البخارى ومسلم وغيرهم
وكما سبق القول الواجب هو :
تعليم الأطفال بنين وبنات الأحكام العملية التى يحتاجونها فى حياتهم استغلال قوة حفظ الأطفال فى حفظ بعض أو كل القرآن
وأما تعليمهم العقيدة بالتحفيظ فهو أمر محال فالعقيدة تتكون بالتفكير التدريجى فحتى لو ضربنا بعض الأمثلة المادية لتعريف الطفل بالله من الممكن فمثلا:
إذا قلنا إن الله كان قبل كل شىء مثل أن كل ابن له أب قبله جاء منه فسينتهى إلى السؤال ومن كان قبل الله أو من خلق الله أو من أبوه
ومثلا إذا قلنا له إن الله لا يرى كالكهرباء ولكن آثاره ترى كما ترى آثار الكهرباء فى المصباح سيقول لنا أقوال مثل الهواء لا يرى أو الكلام لا يرى ومن ثم لن نصل معه إلى حل لأن هذا الكلام قد يقوده إلى إنكار وجود الله لأننا نشبه فيه الله بالخلق مخالفين قوله تعالى "ليس كمثله شىء"
"أما بعد:
فهذه رسالة نافعة فيما يجب على الإنسان أن يعلم الصبيان قبل تعلمهم القرآن حتى يصير إنسانا كاملا على فطرة الإسلام وموحدا جيدا على طريقة الإيمان ورتبته على طريقة سؤال وجواب"
والأخطاء فى الفقرة هى :
الأول تعليم الصبيان فقط دون البنات وكأن البنات أو النساء ليس مطلوب تعليمهن
الثانى تعليم الأطفال التوحيد قبل تحفيظهم القرآن كله أو بعضه
والمشكلة التى تقابلنا هى أن التوحيد والكثير من المسائل المرتبطة به لا يمكن تعليمها للأطفال لأنها تعتمد على الغيبيات والطفل لا يفهم سوى الأشياء المحسوسة الملموسة ولذا اعتبر الله الأطفال سفهاء لعدم فهمهم الدين أو الأمور على حقيقتها فقال "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم"
ومن ثم يجب البدء بتعليمهم الأمور الظاهرة كآداب الطعام كالأكل باليمنى وغسل البول والبراز والاستحمام وأيضا تعليمهم القراءة والكتابة حتى يستطيعوا قراءة القرآن فيما بعد وحدهم والأمور الحسابية بيع وشراء ومثل هذه الأمور المتعلقة بالواقع الذى يحيونه والملاحظ على الأسئلة والأجوبة التى أراد محمد بن عبد الوهاب تعليمها هو أنها لا تزيد عن كونها عملية تحفيظ لكلام وليس فهم فهو يقول:
"س1: إذا قيل لك : من ربك؟
ج: فقل : ربي الله
س2: وما معنى الرب؟
ج: فقل : المالك المعبود والمعين الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين
س3: فإذا قيل لك : بما عرفت ربك؟
ج: فقل : أعرفه بآياته ومخلوقاته، ومن آياته: الليل والنهار، والشمس والقمر ومن مخلوقاته: السموات والأرض، وما فيهما، والدليل على ذلك قوله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا } إلى قوله: { تبارك الله رب العالمين } [ الأعراف:54 ]
س4: فإن قيل لك: لأي شيء خلقك؟
ج: فقل : لعبادته وحده لا شريك له، وطاعته بمثال ما أمر به، وترك ما ينهى عنه، كما قال الله تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات:56]
وكما قال تعالى: { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار } [ المائدة:72 ]
والشرك : أن يجعل لله ندا يدعوه، ويرجوه، أو يخافه، أو يتوكل عليه، أو يرغب إليه من دون الله، وغير ذلك من أنواع العبادات فإن العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ومنها الدعاء، وقد قال تعالى: { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } [الجن:18]
والدليل على أن دعوة غير الله كفر، كما قال تعالى: { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } [ المؤمنون:117]
وذلك أن الدعاء من أعظم أنواع العبادات، كما قال ربكم: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } [غافر:60]
وفي ((السنن)): عن أنس مرفوعا : ((الدعاء مخ العبادة))
وأول ما فرض الله على عباده الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل:36]
والطاغوت: ما عبد من دون الله أو الشيطان، والطاغوت، والكهانة، والمنجم، ومن يحكم بغير ما أنزل الله، وكل متبوع مطاع على غير الحق
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: (( الطاغوت: ما يجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع ))"
فلا يمكن لطفل أن يفهم شىء عن الذات الإلهية والشرك والطاغوت وسبب الخلق وإنما ما يفهمه فى صغره هو الأحكام العملية فى النظافة والأكل والشراء والبيع واللبس والنوم والاستئذان
ويواصل محمد بن عبد الوهاب التعليم فيقول:
"س5: فإذا قيل لك: ما دينك؟
ج: فقل : ديني الإسلام
ومعنى الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة وموالاة المسلمين ، ومعاداة المشركين
قال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام }[آل عمران:19]، وقال: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه }[آل عمران:85]
وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قال : (( أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبلا ))
ومعنى لا إله إلا الله:
أي لا معبود حق إلا الله كما قال تعالى : {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون (26) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين (27) وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون} [الزخرف: 26-28]
والدليل على الصلاة والزكاة: قوله تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } [البينة:5]
فبدأ في هذه الآية بالتوحيد والبراءة من الشرك : أعظم ما أمر به التوحيد ، وأكبر ما نهى عنه الشرك، وأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وهذا هو معظم الدين وما بعده من الشرائع تابع له
والدليل على فرض الصيام: قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } إلى قوله: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه } [البقرة:183-185]
والدليل على فرض الحج : قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت } [آل عمران:97]
وأصول الإيمان ستة:
أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره ودليله ما في ((الصحيح)) من حديث عمر بن الخطاب "
كما قلنا الرجل هنا يحفظ الطفل السؤال والجواب وهو لن يفهم ماهية الدين ولا الملائكة ولا القدر لكونها أمور غيبية لا يحس بها ولا يشعر كما أن بعض الأمور المذكورة كالصلاة والزكاة والصوم والحج ليست مفروضة ومن ثم كان المعروف ان الصلاة لا تعلم حتى السابعة لأن الطفل تراه فقط مقلد للكبار يفعل أفعال الصلاة ولكنه لا يدرى ما الفائدة ولا الغرض منها
وأكمل الرجل كلامه قائلا:
"س6: وإذا قيل لك : من نبيك؟
ج: فقل : نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف اصطفاه الله تعالى من قريش وهم صفوة ولد إسماعيل، وبعثه إلى الأحمر والأسود، وأنزل عليه الكتاب والحكمة تدعي الناس إلى إخلاص العبادة و ترك ما كانوا يعبدون من دون الله من : الأصنام – الأحجار- والأشجار، والأنبياء، والصالحين، والملائكة، وغيره
فدعى الناس إلى ترك الشرك وقاتلهم إلى تركه وأن تخلصوا لعبادة الله كمال قال تعالى : {قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا} [الجن:20]
وقال تعالى: { قل الله أعبد مخلصا له ديني } [الزمر:14]
وقال تعالى: { قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب } [الرعد:36]
وقال تعالى: {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون (64) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين (65) بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} [الزمر:64-66]
ومن أصول الإيمان المنجي من الكفر: الإيمان بالبعث، والنشر، والجزاء، والحساب، والجنة، والنار حق
قال تعالى:{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} [طه:55]
وقال تعالى:{ وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [الرعد:5]
وفي الآية دليل على أن مجحد البعث كفر كفرا يوجب الخلود في النار
أعاذنا الله من الكفر وأعمال الكفر فضمت هذه الآيات بيان ما بعث به النبي - صلى الله عليه وسلم - من إخلاص العبادة لله، والنهي عن عبادة غير الله وقصر العبادة على العبادة، وهذا دينه الذي دعى الناس إليه، وجاهدهم عليه كما قال تعالى: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } [الأنفال:39]
وقد بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة، فدعا الناس إلى الإخلاص، وترك عبادة ما سوى الله نحوا من عشر سنين، ثم عرج به إلى السماء وفرض عليه الصلوات الخمس من غير واسطة بينه وبين الله تعالى في ذلك، ثم أمر بعد ذلك بالهجرة فهاجر إلى المدينة، وأمر بالجهاد، فجاهد في الله حق جهاده نحوا من عشر سنين حتى دخل الناس في دين الله أفواجا، فلما تمت ثلاث وستون سنة – والحمد لله – تم الدين وبلغ البلاغ من إخبار الله تعالى له بقبضه صلوات الله عليه وسلم
وأول الرسل نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مما قال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} [النساء:163]
وقال تعالى: { وما محمد إلا رسول } [آل عمران:144]
وقال تعالى: { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما } [الأحزاب:40]
وأفضل الرسل: نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأفضل البشر بعد الأنبياء صلى الله عليهم وسلم: أبو بكر رضي الله عنه ، وعمر رضي الله عنه، وعثمان رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه ورضي الله عنهم أجمعين
وخير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وعيسى - صلى الله عليه وسلم - ينزل من السماء ويقتل الدجال"
كلام لن يستفيد منه الطفل فى الدين من خلال معرفة سلسلة النسب وعدد سنوات الدعوة وعدد سنوات حياة النبى(ص) فكما قلنا الأطفال يستفيدون من الأحكام العملية فى حياتهم ولم يستفيدوا شىء من تلك المعرفة فتلك المعلومات لا تعرف الطفل او حراما
كما أن العديد مما ذكره يخالف القرآن كتفضيل النبى(ص) على بقية الأنبياء(ص) حيث علمنا الله أن المؤمنون لا يفرقون بين الرسل (ص) فى شىء بقوله على لسانهم " لا نفرق بين أحد من رسله"
وكذلك الأمر فى أفضلية أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فالمؤمنون فى عهد النبى (ص) كلهم رضى الله عنهم وجعلهم قسمين المجاهدون قبل فتح مكة فهم الفضل الذين يتولون المناصب بينما من المجاهدون بعد الفتح لا يتولون تلك المناصب حتى يموت كلب المجاهدين قبل الفتح ولم يحدد الله أسماء أحد منهم ومن ثم فالله وحده هو ألعلم كما قال تعالى :
"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
والنبى (ص) لن يخالف هذا الأمر الإلهى فيقول أنه خير الرسل أو الأنبياء فى الروايات كما أنه تروى عنه روايات أخرى تناقض تلك العقيدة الفاسدة مثل "لا ينبغى لأحد ان يقول أنه خير من يونس بن متى" وهو فى البخارى ومسلم وغيرهم
وكما سبق القول الواجب هو :
تعليم الأطفال بنين وبنات الأحكام العملية التى يحتاجونها فى حياتهم استغلال قوة حفظ الأطفال فى حفظ بعض أو كل القرآن
وأما تعليمهم العقيدة بالتحفيظ فهو أمر محال فالعقيدة تتكون بالتفكير التدريجى فحتى لو ضربنا بعض الأمثلة المادية لتعريف الطفل بالله من الممكن فمثلا:
إذا قلنا إن الله كان قبل كل شىء مثل أن كل ابن له أب قبله جاء منه فسينتهى إلى السؤال ومن كان قبل الله أو من خلق الله أو من أبوه
ومثلا إذا قلنا له إن الله لا يرى كالكهرباء ولكن آثاره ترى كما ترى آثار الكهرباء فى المصباح سيقول لنا أقوال مثل الهواء لا يرى أو الكلام لا يرى ومن ثم لن نصل معه إلى حل لأن هذا الكلام قد يقوده إلى إنكار وجود الله لأننا نشبه فيه الله بالخلق مخالفين قوله تعالى "ليس كمثله شىء"