قررت الحكومة الأميركية بشكل مفاجئ، وقف تمويل مشروع بحثي استمر لسنوات في الصين بملايين الدولارات، يهدف إلى البحث عن الفيروسات التاجية في الخفافيش.
ووفقا لعالم أميركي بارز، فإن القرار قد يحجب معلومات مهمة عن هذه الأنواع من الفيروسات، وربما يمهد الطريق أمام وباء جديد في المستقبل.
وفي بدايات المشروع المستمر منذ أكثر من 10 سنوات، كان الباحثون يقولون إنهم يعملون لتجنيب العالم أوبئة فيروسية في المستقبل، قد تكون مصدرها الخفافيش.
وكانت إدارة المشروع مسندة إلى مؤسسة أميركية غير ربحية تعرف باسم "إيكوهيلث أليانس"، ترسل فرقا بحثية إلى الصين لصيد الخفافيش وجمع عينات من دمها ولعابها وفضلاتها، والعمل على إنتاج لقاحات وعلاجات للفيروسات المكتشفة بها.
ونجح المشروع بالفعل في اكتشاف المئات من الفيروسات التاجية، من بينها فيروسات شديدة الشبه بفيروس كورونا المستجد الذي سبب وباء عالميا.
لكن في 25 من أبريل الجاري، أبلغت المعاهد الصحية الوطنية في الولايات المتحدة، التي كانت الجهة المانحة للمشروع، مؤسسة "إيكوهيلث أليانس" أن التمويل قد توقف، وفقا لموقع الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة.
وفي 17 أبريل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه أعطى تعليماته للتحقق مما إذا كان هناك أي تمويل أميركي مخصص لمعهد ووهان للفيروسات، الذي تشك الولايات المتحدة بأن فيروس كورونا المستجد قد "فر" منه.
وقال بيتر داسزاك رئيس مؤسسة "إيكوهيلث أليانس" إن الولايات المتحدة كان عليها التعاون مع السلطات الصينية لإجراء أبحاثها، في تفسير على ما يبدو لدعم أميركي بملايين الدولارات لجهات علمية صينية من بينها المعمل المذكور.
وأضاف: "لا يمكنك فقط الظهور كأميركي وقول: أريد معرفة الفيروسات التي لديكم. عليك أن تعمل بالتعاون مع الجهات المحلية وبإذن من الحكومة".
وتحدث داسزاك عن الإنجازات التي تحققت بفضل المشروع، قائلا: "الفريق والمتعاونون معه جمعوا في معهد ووهان للفيروسات حوالي 15 ألف عينة من الخفافيش. وحددوا بالفعل حوالي 400 فيروس تاجي جديد تماما. 50 من هذه الفيروسات تسببت في تفشي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (سارس) عام 2002، والآن جائحة (كوفيد 19)".