غنيمة الأيام الباقية من رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأيامُ والليالي الباقيةُ من شهر رمضان، والأواخرُ من العشر الأواخر، لهي أوقاتٌ ثمينة، وفُرَصُ غنيمة، فعلينا بالاجتهاد فيها بالأعمال الصالحات، والمسابقةِ إلى الخيرات، مادمنا في موسم الخير قبل الفوات، كلُ ذلك اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره رجاءَ موافقةِ ليلة القدر التي فيها يفرق كل أمر حكيم.
من الاجتهاد في العشر الأواخر؛ التهجدُ بالليل وقيامُه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"..هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا دخل العشر، أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر" [1].
ومعنى قولها: شد المئزر هو كناية عن ترك معاشرة النساء والجماع، وقيل المراد به: التشمير في العبادة، ومعنى قولها: أحيا الليل، يحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ويحتمل إحياء غالبه، ولعل هذا أقرب إلى الصواب.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "وما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام ليلة حتى الصباح" [2].
قال النووي -رحمه الله- على إحياء الليل والجد: "يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان، وإحياء لياليه بالعبادات".
إن قيام الليل من صفات عباد الله المتقين الذين يتركون النوم أكثر الليل، اشتغالًا بالعبادة؛ من صلاة وقراءة واستغفار.
قال -تعالى-: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 17، 18].
قال الحسن -رحمه الله-: "قاموا الليل إلى وقت السحر، ثم جلسوا يستغفرون" وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يصلي من الليل، ثم يقول يا نافع هل جاء السحر؟ فإذا قال نعم، أقيل على الدعاء والاستغفار حتى يصبح [3].
وقال ابن جرير عن حاطب قال: "سمعت رجلًا في السحر في ناحية المسجد وهو يقول: رب أمرتني فأطعتك، وهذا السحر فاغفر لي، فنظرت فإذا ابن مسعود -رضي الله عنه-" [4].
وكم مرةً يستغفر في السحر؟
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كنا نؤمر إذا صلينا من الليل أن نستغفر في آخر السحر سبعين مرة" [5].
ومن الاجتهاد في العشر، تحري ليلة القدر، وذلك بقيامها على وجه الإيمان والاحتساب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [6].
ولقد أشاد الله بفضل ليلة القدر، فقال -سبحانه-: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
ويحصل في ليلة القدر أن يفرق فيها كلُ أمر حكيم من عند الله -تعالى-، قال -عز وجل- في سورة الدخان: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ
(3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الدخان: 1- 6].
فهي ليلة مباركة، ووقتها في العشر الأواخر من رمضان، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» [7].
وقد أخفى الله علَمها على العباد رحمة بهم ليكثر عملُهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء والاستغفار والصدقة فيزدادوا قُرْبًا من الله وثوابًا.
هذه الليالي والأيام المباركة والباقيةُ من شهر رمضان تعد من فرص الخير، ومن مواسم الفضل، وهي أرجى ما يكون لموافقة ليلة القدر.
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأيامُ والليالي الباقيةُ من شهر رمضان، والأواخرُ من العشر الأواخر، لهي أوقاتٌ ثمينة، وفُرَصُ غنيمة، فعلينا بالاجتهاد فيها بالأعمال الصالحات، والمسابقةِ إلى الخيرات، مادمنا في موسم الخير قبل الفوات، كلُ ذلك اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره رجاءَ موافقةِ ليلة القدر التي فيها يفرق كل أمر حكيم.
من الاجتهاد في العشر الأواخر؛ التهجدُ بالليل وقيامُه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"..هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا دخل العشر، أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر" [1].
ومعنى قولها: شد المئزر هو كناية عن ترك معاشرة النساء والجماع، وقيل المراد به: التشمير في العبادة، ومعنى قولها: أحيا الليل، يحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ويحتمل إحياء غالبه، ولعل هذا أقرب إلى الصواب.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "وما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام ليلة حتى الصباح" [2].
قال النووي -رحمه الله- على إحياء الليل والجد: "يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان، وإحياء لياليه بالعبادات".
إن قيام الليل من صفات عباد الله المتقين الذين يتركون النوم أكثر الليل، اشتغالًا بالعبادة؛ من صلاة وقراءة واستغفار.
قال -تعالى-: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 17، 18].
قال الحسن -رحمه الله-: "قاموا الليل إلى وقت السحر، ثم جلسوا يستغفرون" وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يصلي من الليل، ثم يقول يا نافع هل جاء السحر؟ فإذا قال نعم، أقيل على الدعاء والاستغفار حتى يصبح [3].
وقال ابن جرير عن حاطب قال: "سمعت رجلًا في السحر في ناحية المسجد وهو يقول: رب أمرتني فأطعتك، وهذا السحر فاغفر لي، فنظرت فإذا ابن مسعود -رضي الله عنه-" [4].
وكم مرةً يستغفر في السحر؟
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كنا نؤمر إذا صلينا من الليل أن نستغفر في آخر السحر سبعين مرة" [5].
ومن الاجتهاد في العشر، تحري ليلة القدر، وذلك بقيامها على وجه الإيمان والاحتساب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [6].
ولقد أشاد الله بفضل ليلة القدر، فقال -سبحانه-: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
ويحصل في ليلة القدر أن يفرق فيها كلُ أمر حكيم من عند الله -تعالى-، قال -عز وجل- في سورة الدخان: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ
(3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الدخان: 1- 6].
فهي ليلة مباركة، ووقتها في العشر الأواخر من رمضان، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» [7].
وقد أخفى الله علَمها على العباد رحمة بهم ليكثر عملُهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء والاستغفار والصدقة فيزدادوا قُرْبًا من الله وثوابًا.
هذه الليالي والأيام المباركة والباقيةُ من شهر رمضان تعد من فرص الخير، ومن مواسم الفضل، وهي أرجى ما يكون لموافقة ليلة القدر.