التربية الناجحة يَسعى كُل أب وأُم إلى تربية أبنائهم ليُصبحوا أفراداً محترمين وفاعلين في المُجتمع عندما ينضجون، وبناء شخصية الطفل تحتاج إلى بذل الجُهد مِن قِبل الوالدين، وتقديم الحُب غيرِ المشروط والكثير مِن الدعم، وفي حين أن التربية قد تكون عمليّة صعبة ومُرهقة أحياناً ولكن الاستِثمار في تربيةِ الأَبناء يعودُ عليهم بأفضل انطلاقة مُمكنة لِحياتهم.[١] Volume 0% تُشير الدِّراسات إلى أنَّ الأطفال الذين يُظهِرونَ سُلوكاً أفضل تمت تربيتهم من خِلال آباء استطاعوا أن يجمعوا بينَ الدفء والحساسية والتوقُعات السلوكية الواضحة، بالإضافةِ إلى تجنُّب الأساليب العنيفة، والإهمال، والحِماية الزائدة فإنّ هُناك العديد من المسؤوليات التي تقع على عاتقِ الوالدين ويجدُرُ بهم مُراعاتِها في تربيةِ أبنائِهم، ووِفقاً للجمعيّة الوطنية للعلوم فإنّ هُناك أربعة مسؤوليات يجب أن يُراعيها الوالدين في تربيةِ أبنائِهم:[٢] الحِفاظ على صحة الأطفال وسلامَتِهم. تعزيز رفاهِهم العاطفي. دعم الأطفال فكرياً. غرس المهارات الإجتماعية. نصائح لتربية الأبناء رعاية الأبناء وتكوين أُسرة مع الحفاظ على اتّزان الحياة الشخصية هو فنٌ لا يُتقنهُ الجميع، وهُناك بعض النصائح التي يُمكنها أن تصنعَ فارقاً في نتاجِ عمليّة التربية كما تجعل الحياة الأُسرية أكثرَ سلاسةً وخِفة:[٣] مَعرفة نقاط القُوة لدى الأبناء يكون الأطفال أكثر استعداداً لتصحيح سلوكياتهم غير المناسبة عندما تُصان كرامتُهم، ومعرفة نقاط القوة لديهم يُعزز ثقتهُم بأنفُسِهِم للقيام بجميع ما يعتقدون بأنهُ صعب.[٣] تعزيز الأبناء والثناء عليهم أكثر فعالية من العِقاب عِوضاً عن التركيز على نقاط الضعف لدى الأبناء، وعلى السلوكيّات غير المنُاسبة فإنّ إيجاد طريقة لإيصال الأبناء لأفضلِ ما يُمكنهُم القيام به ثم دعمهم وتعزيزهم والثناء عليهم هو الأسلوب الأفضل للتعامُل مع الأبناء، عندما يتعرض الأطفال للتشجيع فإنهم يكتسبون المهارات والمواهب لتعويض وتدارك أيّ خطأ.[٣] الابتِعاد عن ردود الفعل السلبية كالغضب والسُّخرية السلبية في التعامل مع المُشكلات السُّلوكية لدى الأبناء سوف تجعل الأمور أسوأ بالطبع، يُمكن استخدام إيحاءات بسيطة كتذكير يُحفّز الطفل للقيام بالفعل المطلوب منه بشكلٍ صحيح.[٣] الابتعاد عن المُقارنة مع الأقران يجب أن يَشعُر الأبناء بأنّهم مُتساوون في الحُب والمعاملة عند الوالدين، وإذا ما تمت مُقارنتهم فإن ذلك يولد مُنافسة بين الأبناء ويتسبب بالمشكلات.[٣] التربية بالقدوة الحسنة يُقلّد الأطفال آبائهم في كُل شيء، وإذا ما شاهد الطفل إحدى والديه يقوم بسلوكٍ خاطئ فإن ذلك بمثابةِ إذنٍ ضمني للقيام بالسلوكِ ذاته، لذلك يجب أن يَضبط الآباء أنفسهم ليكونوا قدوةً جيدة لأبنائهم.[٣] بناء ثقة الطفل في نفسِه تبدأ عملية بناء الثقة لدى الأطفال مُبكراً جداً، ففي أول سنوات الطفولة يرى الأطفالُ أنفُسهم بأعين الوالدين، ويتأثرون بالتعابير، والإيماءات، وحتى أبسط الكلمات التي يتلقّونها من الوالدين، ولذلك فإن الكلمات التي يقولها الوالدين والأفعال التي يقومون بها تجاه الطفل تؤثر في ثقتهِ بنفسهِ أكثرَ من أيِّ شيءٍ آخر.[٤] تخصيص الوقت الكافي للأطفال قَضاء الوقت الكافي بصُحبةِ الطفل رُبما يكونُ أمراً صعباً على الآباء العاملين لانشغالهم في العمل ومسؤولياتِ الحياة اليومية، إلا أنّهُ متطلّبٌ ضروري للتربية السليمة، حيث أنه ليس من الضرورة أن يكون هذا الوقتُ طويلاً، فالاستيقاظُ مُبكراً في الصباح وقضاء الوقت مع الأطفال قبل ذهابهم إلى المدرسة أو تخصيصِ ليلة في الأسبوع للحديث مع الأطفال والتنزه وممارسة الأنشطة سويةً تُحسّن العلاقة بين الوالدين والطفل، وتدعم نفسية الطفل وتجعل عملية التربية أكثر فاعلية.[٤] أنماط التربية يَختلف الآباء في الأساليب المُتّبعة لتربية الأبناء، وذلك حسب الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها كل مُربي، وتُشير أنماط التربية إلى الأساليب التي يستعملها الآباء في تربية أبنائهم، وهُناك أربعة أنماط أساسية للتربية:[٥] نمط التربية المُتسلّط يَضع الآباء والأُمهات قواعد غير قابلة للنّقاش وتوقُّعات غير مرنة لأبنائهم، ويَكثُر استعمال العقاب في هذا النمط عندما يُخالف الأبناء القواعد المُنضبطة التي يضعُها الآباء، وعادةً ما يكون التواصل باتّجاهٍ واحد دون السماح للأبناء بالنّقاش وإبداء الآراء.[٥] نمط التربية المُتساهل يتعامل الآباء والأمّهات من هذا النمط مع أبنائهم كأصدقاء لهم، ويتركون الفُرصة للأبناء لفعل ما يريدونهُ مع توفير الحدِّ الأدنى من التوجيه، كما يضعُ الآباء توقعات قليلة ومرِنة لأبنائهم، ويكونُ التواصل فعّالاً ممّا يُغذي شخصية الأبناء.[٥] نمط التربية غير المُشارك يُعطي الآباء من هذا النمط الحُرية المُطلقة لأبنائهم لفعل ما يحلو لهُم مع عدم المُشاركة بالتوجيه ويبقون بعيداً عن طريقهم إمّا لِنقص المعرفة أو لقلّة الاهتمام بالتربية والأبناء، ولا يضعون أيّة توقعات لأبنائهم، كما أنّ التواصل يكونُ محدوداً، ولهذا فإن هذا النوع من التربية لا يُغذّي شخصية الأبناء ولا يمنحُهم الحُب.[٥] نمط التربية المُنضبط يكون الآباء من هذا النّمط منطقيّون ومُغذّون لشخصية أبنائهم، فهم يضعونَ توقّعاتٍ واضحة لأبنائهم ويخلقونَ تواصلاً فعّالاً معهم، وتكون القواعد التي يضعُها الوالدين مُحدّدة وواضحة كما يتم مُناقشة الأسباب التي وُضعت لأجلها هذه القواعد، ولذلك يُعتبر هذا النوع من التربية أكثر الأنماط فعالية، حيث أنهُ يخلق الانضباط الذاتي لدى الأبناء، ويُعلّمهم أن يُفكّروا لأنفُسهم.[٥] مواصفات المُربي الجيد المشكلات السلوكية التي تحدث عند الطفل يُمكن تدارُكها وحلّها بتقوية العلاقة بين المُربّي والطفل، ومن أهم الخطوات التي يُمكن أن يُقدم عليها المُربي لتحسين العلاقة بينه وبين طفله هي إظهار الحُب والتعاطف، والكثير من الحُب لا يُفسد الطفل، ولكن الأشياء التي تُعطى للطفل بدافع الحب كالتساهل وتخفيض التوقّعات ومنح الممتلكات المادية هي ما تفعل ذلك، كما أن المشاركة بالحضور المادي والمعنوي والتضحية أحياناً بالأشياء التي يريد المُربي فعلها لأجل الأشياء التي يُريد الطفل فعلها تُحدثُ تطوراً ملحوظاً في العلاقة بينه وبين الطفل، ومن المُهم وضع قواعد مُعينة ليتّبعها الطفل، فإذا لم يتعلّم الطفل اتّباع القواعد مُبكراً فإنّه سوف يواجه صعوبة كبيرة في ضبط وتوجيه نفسه عندما يكبُر، كما يجب مُراعاة الثبات في القواعد التي تم وضعها مُسبقاً وفي التعامل مع الطفل، حيثُ أنّ التذبذب في التعامل سوف يؤدي إلى تشويش الطّفل.
منقووووووووووووووووول