مدينة روما مدينة روما (بالإنجليزيّة: Rome) هي عاصمة الجمهوريّة الإيطاليّة، ومركز الحضارة الرومانيّة العريقة. تُعدّ مدينة روما مركز روحي وفعلي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية وأتباعها حول العالم، إلى جانب مكانتها كمركز لذروة الإنجاز الفني والفكري، وجميع هذه العناصر جعلتها اليوم عاصمة سياسية متميّزة، ومركزاً دينياً روحانياً، ونصب تذكاري للماضي. تتمتّع روما حديثاً بمكانة مرموقة بين المدن الأوروبيّة، فهي عاصمة الجمال والتاريخ، وهي مركز جذب سياحيّ هام.[١] Volume 0% روما مدينة التلال السبع تُسمّى روما بمدينة التلال السبع؛ وذلك لوقوع مدينة روما القديمة على سبعة تلال؛ حيث بُنيَت مدينة رومولوس التاريخيّة على هضبة بالاتين،[٢] وكان سبب بناء روما على تلّة هو تسهيل الدفاع عن المدينة وللسيطرة على ضفاف نهر التيبر،[١] أما التلال الستة الباقية، فهي: هضبة كابيتولين، وهضبة كيرينال، وهضبة فيمينال، وهضبة إسكيلين، وهضبة كايلان، وهضبة أفنتين،[٢] وتأتي أهميّة الهضبات من الأديان القديمة؛ حيث كانت تُعد الأماكن المرتفعة أماكن ذات قدسيّة وتُستخدم للعبادة، وفيها يتم تقديم التضحيات للآلهة في دلالة على مدى الإخلاص في العبادة.[٣] جغرافيّة روما تقع مدينة روما في إقليم لاتسيو، في قلب شبه الجزيرة الإيطاليّة، وتقع على ضفاف نهر التيبر، وتبعُد حوالي 24كم عن البحر التيراني،[١] وترتفع 52 متراً عن مستوى سطح البحر،[٤] وتبلع مساحة روما الإجماليّة 1,285كم2[١]، ويبلغ تعدادها السكانيّ 2,873,494 نسمة، وذلك وفق إحصائيات عام 2016م.[٥] تتمتع روما بمُناخ حار وجاف في فصل الصيف، وتصل درجات الحرارة إلى 24 درجة مئوية، ولكن تنخفض درجات الحرارة قليلاً ليلاً بفعل الرياح التي تهب من البحر التيراني. في فصليّ الربيع والخريف، تشهد المدينة أعلى معدل أمطار يصل إلى 750مم سنوياً. أما في فصل الشتاء، فتشهد المدينة تساقط للثلوج أحياناً، وأحياناً يكون شتاءً معتدلاً، وتصل درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى 10 درجات مئويّة، كما تشهد المدينة هبوب رياح باردة من الشمال بشكل متكرر.[١] تاريخ روما تُشير الأساطير أن مدينة روما تأسّست على يد رومولوس في عام 713ق.م، ولكنّ أصولها تعود إلى تاريخ أقدم من ذلك؛ حيثُ تأسست المدينة بفضل تجارة الملح التي كانت تمرّ من نهر التيبر في طريقها إلى الساحل، بالقرب من التلال السبعة التي بُنيَت عليها المدينة، ومن المُعتَقَد أن المدينة كانت محكومة من قِبَل ملوك الإتروسكي، ثم استبدلَها الملوك بجمهوريّة رومانيّة توسّعت حتى البحر الأبيض المتوسط، ثم أصبح حكامها أباطرة بعد حكم الإمبراطور أغسطس الذي تُوفيّ عام 14 ق.م، وفي هذه الفترة، أصبحت روما مركزاً للإمبراطوريّة ومركزاً حصارياً هاماً.[٦] بعد تولّي الإمبراطور قسطنطين الحكم، أحدث تغييرات هامّة في المدينة، أولها تحويل الدين الرئيسي للمدينة إلى المسيحيّة، والثاني هو بناء عاصمة القسطنطينية في الشرق ليتم إدارة الإمبراطوريّة من جميع الأجزاء، وبعد موت قسطنطين، تراجعت مكانة روما والإمبراطورية الغربية، وباءت محاولات البيزنطيين في السيطرة عليها في الفشل، وهنا كانت فرصة البابويّة في السيطرة على المدينة بقيادة البابا غريغوري الأول في القرن السادس الميلادي، وبدأت أهمية روما الدينية بالبروز، وأصبحت مركزاً دينياً للبابوية.[٦] في عام 1305م، أُجبرت البابوية على الانتقال إلى مدينة أفينيون؛ وقد أدى غيابها إلى انقسام ديني. وفي عام 1420م، استعادت البابوية السيطرة على روما، وبسبب كثرة الانقسام الذي مرّت به المدينة، انتهت بالسقوط، وبعد سقوطها، تم إعادة بناء المدينة، ودخلت روما عصر جديد أُطلق عليه عصر النهضة، وازدهرت المدينة بشكل كبير. بعد هذا الازدهار، بدأت أعداد الحجاج بالتناقص، وبدأ اهتمام الحجاج بالأماكن الدينيّة البابوية بالانخفاض، وانتقل التركيز الأوروبيّ من إيطاليا إلى فرنسا؛ مما أدّى إلى تراجع مكانة روما،[٦] وفي عام 1848م، اندلعت ثورة في مدينة روما، وأُخرجت البابويّة منها، وتم إعلان الجمهوريّة الرومانيّة، ولكن سقطت بعد هجوم القوات الفرنسية. استمرّت المقاومة الإيطالية حتى استطاعت القضاء على القوات الفرنسية، وفي عام 1871م أُخرِجَ آخر جندي فرنسي من المدينة، وأُعلِنَت روما عاصمة الجمهورية الإيطاليّة.[٦] معالم روما نظراً للتاريخ العريق الذي تتمتع به مدينة روما، تضم المدينة العديد من المعالم التاريخيّة والدينيّة العريقة التي تُعتبر مصدر جذبٍ سياحيّ لملايين السياح سنوياً، ومن أبرز هذه المعالم: الكولوسيوم: هو مدرّج قديم تعود بداية بناؤه لعام 72م في عهد الإمبراطور فسبازيان، وتم إنهاؤه في عام 80م في عهد ابنه الإمبراطور تيتوس، وتم ترميمه عدة مرات لاحقاً. يقع الكولوسيوم إلى الشرق من المنتدى الروماني، وتم وضع تصميم عمليّ ذي مدخل يتكوّن من 80 قوساً؛ مما سيسمح لأكثر من 55,000 مشاهد بالدخول بسهولة إليه. يبلغ طول الكولوسيوم 188 متراً وعرضه 156 متراً.[٧] البانثيون: هو معبد رومانيّ مُكرّس لعبادة جميع آلهة روما الوثنية، وتم بناؤه بين عاميّ 118م و125م، وقد بناه الإمبراطور هادريان كبديل لمعبد ماركوس فيبسانيوس أغريبا الذي بُنيَ عام 27 ق.م. بعد أن حُرِقَ بالكامل في عام 80م، وبدأ استخدام البانثيون ككنيسة منذ عام 608م. يُعدّ مبنى البانثيون أحد أكثر التحف المماريّة تميُّزاً في العالم؛ حيث يتكوّن من سلسلة من الأقواس الرائعة الصنع، و8 أرصفة تدعم 8 أقواس مدوّرة تنتهي بقُبّة متقنة الصُنع.[٨] نافورة تريفي: هي نافورة كبيرة تحتوي على تماثيل لآلهة، وهي مستوحاة من أقواس النصر الرومانية، وهي أكبر وأشهر نافورة في روما؛ حيث يبلغ طولها 25.9 متراً وعرضها 19.8 متراً، وتصميم النافورة الحالي يعود إلى عام 1732م؛ حيثُ تمّ تصميمها على يد *-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*ولا سالفي، وتم إنهاؤها في عام 1762م. ويتوسّط التماثيل تمثال نيبتون إله البحر مُحاط بتمثالين لترايتون، أحدهما يصارع لركوب حصان البحر، والآخر يركب حيوان هادئ، ويمثّل هذان التمثالان حالات البحر في هيجانه وهدوئه. يتّبع الزوار الذين يزرورن النافورة عادة رميّ عملة معدنية في النافورة لضمان عودتهم إلى روما.[٩] المنتدى الروماني: هو ميدان عامّ كان يُعتبر قلب المدينة القديمة النابض؛ حيثُ كانت تتركّز الأعمال والتجارة والشؤون الإداريّة للحكومة. تم تصميم المنتدى الروماني على يد المهندس المعامريّ ماركو فيتروفيو، وكان المنتدى مكان قيام أهم المباني في المدينة، مثل قوس سبتيموس سيفيروس الذي كان يُستخدَم لإلقاء الخطابات العامّة، كما يشمل المنتدى قوس تيتوس، ومعبد زحل، وكنيسة سان لوكا ومارتينا، ومعبد فيستا، وجميعها مربوطة عبر طريق ساكرا فيا الرئيسي.[١٠] نافورة الأنهار الأربعة: هي نافورة تقع في ساحة نافونا بالقرب من قصر بامفيلي. في عام 1647م قرر البابا إينوسنت العاشر إنشاء مسلّة مركزيّة إلى جانب نافورة في الساحة في محاولة لتجميل الحيّ، وتم الإعلان عن مسابقة لأفضل تصميم، وتم أمر المصمم جان لورينزو برنيني بالبدء في تنفيذ تصميم النافورة، وتُمثّل التماثيل الأربعّة آلهة الأنهار الأربعة العظيمة التي كانت معروفة في ذلك الوقت للجغرافيين، وهي: النيل، والغانج، والدانوب، وريو دي لا بلاتا، وكل تمثال كان مربوط بحيوان أو نبات يشتهر به النهر. تم إنهاء العمل على النافورة في عام 1651م.[١١]