مرض الرّوماتيزم هو أحد أمراض جهاز المناعة التي تُؤثّر على أجزاءٍ مُختلفةٍ من جسم الإنسان، حيث يَحدث الْتهابٌ مُزمِن في المفاصل والأنسجة الضّامة مُسبّبةً التورّم والآلام الشّديدة لِلمريض. يحدثُ الرّوماتيزم بِسبب خللٍ في جهاز المناعة؛ فبدلاً من حماية الجسم من البكتيريا أو الفيروسات التي تُهاجم الجسم، يُخطِئ جهاز المناعة بِمُهاجمة الأنسجة الضّامة داخل المَفاصل وأجهزةٍ أُخرى من جسم الإنسان مثل الرّئتين، والجلد، والعيون، والقلب، والأوعية الدمويّة، ونتيجةً لذلك الالْتهاب يَحدث تَآكلٌ في العظام وتَشوُّهات في المفاصل، وفي الحالات الشّديدة يُسبِّب الرّوماتيزم عجْزاً جسَديّاً ووظيفيّاً لِلمريض.[١] أنواع مرض الرّوماتيزم يُقسَم مرض الروماتيزم إلى نوعين:[٢] النّوع الأول: أمراض غير الْتهابيّة، حيث يحدث التّآكل في المفاصل دون حدوث الْتهاب في الأنسجة المُحيطة بها، وتَشمل مرض تآكل العظام التنكّسي، ومرض هشاشة العظام. النّوع الثّاني: أمراض الْتهابيّة تؤثّر على العظام، والمفاصل، والعضلات، وتُقسَم إلى نوْعين: أمراض الْتهابيّة غير مِفصليّة: حيث تُصيب الأنسجة الضّامة والعضلات، ومثال عليها مرض تَصلُّب الجلد، والذئْبيّة الحماميّة الشّاملة، ومتلازمة شوغرن، وغيرها من الأمراض. أمراض التهابيّة مِفْصليّة: تُؤثّر على المفاصل والأنسجة المًحيطة بها، ومثال عليها مرض الْتهاب المفاصل الروماتويدي، والنّقرص، وحمّى الرّوماتيزم، وروماتيزم القلب، والتهاب الفقار القسطيّ، ومتلازمة كوشينغ، وغيرها من الأمراض. حُمَّى الروماتيزم هو نوع من أمراض الرّوماتيزم الالْتهابيّة يحدث بشكل مُفاجئ بعد التهاب اللّوزتين، وتُسبّبه البكتيريا الكرويّة السبْحيّة العقديّة (بالإنجليزيّة: streptococcus)، ويكون هذا المرض مُصاحباً لبعض الأعراض، منها:[٣] الضّعف العام وفقدان الشّهية. يُسبّب الْتهاباً في الغشاء المُحيط للقلب وهو الأكثر خطورة، حيث قد يُؤدّي إلى حدوث روماتيزم القلب أو قُصور في القلب. يكون حجم المِفصل أكبر عادةً، ومنتفخاً وذا لون أحمر، ويكون لمْسه مُؤلماً لِلمريض. وأكثر المفاصل تأثّراً هي الرّكبتين، والرّسغين، والكوعين، والكاحلين. يُؤثّر الالْتهاب على الجهاز العصبيّ، ممّا يُؤدّي إلى الإصابة بمرض الرَقّاص سيدنهام (بالإنجليزية: Sydenham's chorea)، حيث تحدث حركات اهتزازيّة لاإراديّة سريعةٍ غير مُتناسقةٍ، وغير مُنتظمةٍ، ويُؤثّر في الحالات الشّديدة على عضلات الذّراعين، والأرْجل، والوجه، فَيحدث لدى المريض ضعْفٌ في أداء بعض المَهمّات، مثل التحكّم بإمْساك القلم عند الكتابة، والقدرة على الكلام بشكل صحيح. في بعض الأحيان يظهر طفحٌ جلديّ أحمر اللّون بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة بالبكتيريا السبحيّة العقديّة. أسباب مرض الرّوماتيزم يحدث الرّوماتيزم بسبب مُهاجمة جهاز المناعة للأنسجة المُحيطة بالمفاصل، وحتّى الآن لم يستطع العلماء تحديد سبب حدوث هذا الخلل في جهاز المناعة، لكن وجدوا أنّ هنالك عواملَ تزيد من احتماليّةِ الإصابة بمرض الرّوماتيزم منها:[١] الجنس: وُجِدَ أنّ نسبة الإصابة لدى الإناث أعلى من الذّكور. العمر: على الرّغم من أنّ الروماتيزم قد يحدث في أيّ سنّ، إلا أنّه أكثر شيوعاً للحدوث في الفترة العُمْريّة 40-60 عاماً. التّاريخ الوراثيّ: وجود شخص مُصاب بالرّوماتيزم يزيد من احتماليّة إصابة أقربائه بالمرض. التّدخين. السُّمنة. الإصابة بعدوى بكتيريّة أو فيروسيّة كما هو الحال في حُمّى الرّوماتيزم. التعرّض المُستمرّ للبرودة والرّطوبة.[٤] علاج الرّوماتيزم لا يوجد علاج نهائيّ لمرض الرّوماتيزم بمُختلف أنواعه، بل يتمّ تخفيف أعراض المرض والحدّ من تطوّره باسْتخدام أدويةٍ مُختلفة مثل مُسكنّات الألم والكورتيزون، وكذلك تعليم المريض اتّباع أساليبَ جديدةٍ للقيام بأنشطته اليوميّة، واستخدام الأجهزة المُساعِدة لتقليل الجهد والضّغط على المَفاصل والعظام.[٥] وفي حال حمّى الرّوماتيزم يتركّز العلاج في الرّاحة التّامة في الفراش خلال المرحلة النّشطة من المرض، ويبقى المريض في الفراش إلى أن تخفّ الحرارة ويخفّ الْتهاب المفاصل والقلب كذلك، ومن ثمّ يُنصَح المريض بالحركة تدريجيّاً، إضافة إلى العلاج الدوائيّ.[٦] العلاج الدوائيّ البنسلين أو المُضادّات الحيويّة: يُستعمَل للقضاء على البكتيريا المُسبّبة للالتهاب كما في حال حمّى الرّوماتيزم، حيث يتمّ علاج بقايا البكتيريا العُقديّة، ويُستخدَم الفينوكسيميثل بنسلين، ويُعطَى عن طريق الفم 250 ميلليغرام كل 6 ساعات يوميّاً، أو 500 ميلليغرام كل 12 ساعة لمدّة عشرة أيّام.[٧] وفي حالة وجود حساسيّة للبنسلين تُستخدَم مُضادّات الإريثروميسين أو التيتراسايكلين. الأسبرين: يُعطى مريض الرّوماتيزم 3 غرام/اليوم الواحد مُقسّمةٌ على عدّة جرعات، أمّا مريض حمّى الرّوماتيزم يُعطى 80 ميلليغرام/ كيلوغرام/اليوم الواحد على أربع جرعات مُتساوية وبما لا يتجاوز 6.5 غرام يوميّاً، وبعد مرور أسبوع إلى أسبوعين تُقلَّل الجرعة إلى 60 -70ميلليغرام/ كيلوغرام /اليوم الواحد، ويُعتَبَر الأسبرين فعّال جدّاً في علاج هذا المرض.[٨] الكورتيزون: يعمل على تخفيف الالتهاب والألم، وإبطاء تدهور حالة المفاصل والأنسجة، حيث يُعطى المريض 60-120 ميلليغرام يوميّاً مُقسّمةٌ إلى أربع جرعات حتّى تخفّ أعراض المَرض، ويَصل مُعدّل ترَسّب كريات الدّم الحمراء إلى الوضع الطبيعيّ، وبعدها لا يتمّ إيقاف الجرعة بشكل مُفاجئ، وإنّما يتمّ تخفيضها تدريجيّاً خلال فترة أسبوعين.[٩] مُضادّات الروماتيزم المُعدّلة لسَيْر المرض: تُعطى هذه الأدوية لِتبطِّئ تطوّر المرض وحماية المَفاصل من التشوّه الدّائم، ومثال عليها الميثوتريكسيت (بالإنجليزيّة: methotrexate)، والهيدروكسيكلوروكوين (بالإنجليزيّة: hydroxychloroquine).[١] بالنّسبة إلى مرَض الرّقاص سيدينهام عند مَرضى حُمّى الرّوماتيزم فهو الأصعب علاجاً؛ وذلك بِسبب الحركات اللاإراديّة التي تتداخل مع أداء المريض لِوظائفه اليوميّة. لذا يجب أولاً وضْع المريض في بيئة هادئة واسْتخدام المُهدّئات التي من أشهرها دواء الهالوبيريدول (بالإنجليزية: haloperidol)، كذلك تمَّ إثبات أن دواء الكارباميزيبين (بالإنجليزيّة: carbamazepine) الذي يُستخدَم في علاج التشنّجات، وهو فعّال لعلاج هذا المرَض.[١٠] العلاج بالأعشاب هناك طرق أُخرى لعلاج مرض الرّوماتيزم بالأعشاب، لكن لم يَثبُت حتّى الآن مدى فعاليّة هذه الأعشاب في تخفيف أعراض الرّوماتيزم، لذا يجب على المريض اسْتشارة الطّبيب قبل اسْتخدامها لِتجنُّب حدوث أيّة مُضاعفات، ومنها: الزّنجبيل: يعمل الزَّنجبيل على علاج الالْتهابات المُصاحبة للرّوماتيزم.[١١] أوراق الصّفصاف: يُمكِن تَناوُل الأوراق مُباشرةً عن طريق المضغ، أو استخدامه جافّاً ومطحوناً، ويُضاف منه مِلعقةٌ صغيرة أو ملعقتين إلى الماء المغليّ ويُشرَب يوميّاً في الصّباح والمساء، ويُستَفاد منه لِتخفيف آلام المفاصل.[١٢] عصيرالجريب فروت: يُستَفاد منه في تخفيف التهاب أنسجة المفاصل، حيث يُنصَح بِشُرب كوبٍ واحدٍ يوميّاً.[١٣] الصّبّار: يُستفاد من خصائصه العلاجيّة لِتخْفيف آلام المفاصل.[١٤] زيت الكافور: لتخفيف آلام المفاصل؛ يتم خلط مِلعقة كبيرة من الكافور المَطحون مع كأسٍ ساخنٍ وليس مَغليّاً من زيت جوز الهند، ويُدلّك به المنطقة المُؤلمة.[١٥] القرفة: تحتوي القرفة على موادٍّ مُضادّة لالتهاب الرّوماتيزم.[١٦] زيت الحبّة السّوداء: يُمكن تناول كبسولات زيت الحبّة السّوداء مرّتين يوميّاً لتخفيف تورّم المَفاصل وفترة التيبُّس الصباحيّ.[١٧]