يعتبر التخطيط الجيد السبيل الوحيد للحامل المصابة بالروماتيزم, حيث يسهم التخطيط السليم للعلاج من خلال استبدال بعض الأدوية الضارة بالجنين وموعد حدوث الحمل وفترة ما بعد الولادة في تجنب المخاطر المحتملة بالنسبة للأم والجنين.
تقول الطبيبة الألمانية ريبيكا فيشر بيتس إن هناك حوالي 300 صورة مختلفة من الأمراض الروماتيزمية، يمكن أن تتخذ مسارات مختلفة، مشيرة إلى أن ما بين 0.5 إلى 1% يعانين في جميع أنحاء العالم من التهاب المفاصل الروماتويدي. وتحدث الإصابة بهذا المرض لدى النساء بمعدل ثلاثة أضعاف الرجال. كما يتم تشخيص الحالة لدى خُمس النساء قبل إنجاب الطفل الأول.
وأضافت بيتس، عضو الجمعية الألمانية لأمراض الروماتيزم، أنه في السابق كان الأطباء ينصحون النساء المصابات بالروماتيزم بعدم إنجاب الأطفال، أما الآن فقد تغير هذا الوضع، حيث يمكن التخطيط لفترة الحمل والفترة اللاحقة لها بشكل مثالي، بحيث يمكن تجنب مضاعفات هذا المرض على الأم والجنين على حد سواء.
نمو الجنين
استطاعت بعض الدراسات إثبات أن النساء اللائي يعانين من التهاب المفاصل الروماتويدي غالباً ما يظهر لديهن حالات تباطؤ نمو الجنين في الرحم والولادة المبكرة. وأشار كريستيان ألبرينغ، رئيس الجمعية الألمانية لأطباء النساء والولادة، إلى أنه قد تحدث حالات تسمم الحمل مع ارتفاع كبير في ضغط الدم أثناء الولادة.
ويتابع ألبرينغ: "نقوم بمتابعة مريضات التهاب المفاصل الروماتويدي جيداً". وأثناء فترة الحمل تتحسن حالة الآلام وتورمات المفاصل مع نصف النساء تقريباً، بسبب تغير الوضع الهرموني. ومع ذلك يجب على المرأة الحامل أن تضع في اعتبارها حدوث تدهور في حالة المرض بعد الولادة، حيث تكون الأعراض أكثر شدةً، وبالتالي تظهر الحاجة إلى تعاطي أدوية أقوى. وغالباً ما يمر مرض التهاب المفاصل الروماتويدي بمراحل، وتنصح الطبيبة الألمانية بيتس المريضات بالحمل في الفترة التي يكون فيها الروماتيزم في حالة مستقرة. علاوة على أنه ينبغي الاستمرار في تعاطي الأدوية الأكثر أمناً، وذلك للحد من مخاطر نوبات المرض التي قد تظهر بسبب مضاعفات الحمل.
تجنب الأدوية الضارة
أيضاً يجب الامتناع عن تعاطي الأدوية الضارة بالأجنة والعقاقير الأخرى في الوقت المناسب، على الأقل قبل ثلاثة شهور من حدوث الحمل, نظراً لأنها قد تؤدي إلى زيادة نسبة التشوهات الخلقية في الجنين.
حاصرات ألفا
ومازالت بعض النقاشات تدور حالياً حول الأدوية الجديدة مثل حاصرات ألفا لعامل نخر الورم"TNF alpha"، التي تتوافر في الأسواق منذ 10 إلى 20 سنة. وأشارت بيتس إلى أنه تم تحليل بيانات حوالي 1000 حالة حمل تم خلالها تعاطي حاصرات ألفا لعامل نخر الورم "TNF alpha" في المراحل الأولى من الحمل، مشيرة إلى أنه لا يوجد حالياً أي دليل على زيادة التشوهات.