حديث: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء))؛ رواه البخاري.
• الإﻧﺰﺍﻝ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ: ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ.
ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ:
ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ الأﺳﺒﺎﺏ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ الأﺻﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻳﺆﻳﺪﻩ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻔﻄﺮﺓ؛ ﻓﺎﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻩ، ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﺎ علمًا ﻭﺟﺮﻯ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻤﻪ، ﻭﻧﻔﺬﺕ ﺑﻬﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ، ﻭﻳﺴﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻟﻔﻌﻞ الأﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭ.
ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ: ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻣﻀﺎﺭﻫﻤﺎ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ يسره ﺍﻟﻠﻪ لأﻳﺴﺮ الأﻣﻮﺭ، ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺻﻠﺤﻬﺎ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ، ﻭﺍﻟﺸﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻴﻪ الأﻣﺮ، ﻭﻋﻤﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻘﺘﻀﻲ: ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ الأﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻟﻬﺎ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺗﻘﺎﻭﻣﻬﺎ، ﺗﺪﻓﻊ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ، ﻭﺗﺮﻓﻊ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻔﻪ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ: ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﻃﺐ الأﺑﺪﺍﻥ، ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻃﺐ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ الأﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ، ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ، ﺷﺮﺡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ؛ لأﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ الأﺩﻭﺍﺀ ﻟﻬﺎ ﺃﺩﻭﻳﺔ، فينبغي ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ.
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ الأﻣﺮﺍﺽ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺀ، ﻛﺎﻟﺴﻞ ﻭﻧﺤﻮﻩ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ، ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ، ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺼﺪﺍﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮﻣﻪ.
ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻄﺐ:
ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ، ﺑﺄلا ﻳﺄﻛﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻭﻳﻨﻬﻀﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ انهضامًا تامًّا، ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ الأﻧﻔﻊ ﻣﻦ الأﻏﺬﻳﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ ﺣﺎﻟﺔ الأﻗﻄﺎﺭ ﻭالأﺷﺨﺎﺹ ﻭالأﺣﻮﺍﻝ، ولا ﻳﻤﺘﻠﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ اﻣﺘﻼﺀ ﻳﻀﺮﻩ ﻣﺰﺍﻭﻟﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﺗﻬﻀﻴﻤﻪ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31]، ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺆﺫﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﺍﺭﻫﺎ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ، ﺛﻢ ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻦ ﺍلاﺳﺘﻔﺮﺍﻍ، ﻭﺣﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ الأﺩﻭﻳﺔ، ﻓﻬﻮ الأﻭﻟﻰ ﻭالأﻧﻔﻊ، ﻓﺈﻥ ﺍﺿﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃلا ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺇلا ﻋﺎﺭﻑ ﻭﻃﺒﻴﺐ ﺣﺎﺫﻕ.
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻭﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ، ﺧﻴﺮ ﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻱ الأﻋﻀﺎﺀ ﻭالأﻋﺼﺎﺏ ﻭالأﻭﺗﺎﺭ، ﻭﺗﺰﻳﻞ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ، ﻭﺗﻬﻀﻢ الأﻏﺬﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ، ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻄﺐ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻨﺪ الأﻃﺒﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ الأﺻﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ، ﻭﺻﺢ ﻋﻨﻪ - صلى الله عليه وسلم -: ((ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ: ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ، ﺃﻭ ﻛﻴﺔ ﺑﻨﺎﺭ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺷﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﺍﺀ))، والله أعلم.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء))؛ رواه البخاري.
• الإﻧﺰﺍﻝ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ: ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ.
ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ:
ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ الأﺳﺒﺎﺏ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ الأﺻﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻳﺆﻳﺪﻩ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻔﻄﺮﺓ؛ ﻓﺎﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻩ، ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﺎ علمًا ﻭﺟﺮﻯ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻤﻪ، ﻭﻧﻔﺬﺕ ﺑﻬﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ، ﻭﻳﺴﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻟﻔﻌﻞ الأﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭ.
ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ: ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻣﻀﺎﺭﻫﻤﺎ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ يسره ﺍﻟﻠﻪ لأﻳﺴﺮ الأﻣﻮﺭ، ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺻﻠﺤﻬﺎ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ، ﻭﺍﻟﺸﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻴﻪ الأﻣﺮ، ﻭﻋﻤﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻘﺘﻀﻲ: ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ الأﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻟﻬﺎ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺗﻘﺎﻭﻣﻬﺎ، ﺗﺪﻓﻊ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ، ﻭﺗﺮﻓﻊ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻔﻪ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ: ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﻃﺐ الأﺑﺪﺍﻥ، ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻃﺐ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ الأﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ، ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ، ﺷﺮﺡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ؛ لأﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ الأﺩﻭﺍﺀ ﻟﻬﺎ ﺃﺩﻭﻳﺔ، فينبغي ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ.
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ الأﻣﺮﺍﺽ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺀ، ﻛﺎﻟﺴﻞ ﻭﻧﺤﻮﻩ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ، ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ، ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺼﺪﺍﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮﻣﻪ.
ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻄﺐ:
ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ، ﺑﺄلا ﻳﺄﻛﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻭﻳﻨﻬﻀﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ انهضامًا تامًّا، ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ الأﻧﻔﻊ ﻣﻦ الأﻏﺬﻳﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ ﺣﺎﻟﺔ الأﻗﻄﺎﺭ ﻭالأﺷﺨﺎﺹ ﻭالأﺣﻮﺍﻝ، ولا ﻳﻤﺘﻠﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ اﻣﺘﻼﺀ ﻳﻀﺮﻩ ﻣﺰﺍﻭﻟﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﺗﻬﻀﻴﻤﻪ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31]، ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺆﺫﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﺍﺭﻫﺎ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ، ﺛﻢ ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻦ ﺍلاﺳﺘﻔﺮﺍﻍ، ﻭﺣﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ الأﺩﻭﻳﺔ، ﻓﻬﻮ الأﻭﻟﻰ ﻭالأﻧﻔﻊ، ﻓﺈﻥ ﺍﺿﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃلا ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺇلا ﻋﺎﺭﻑ ﻭﻃﺒﻴﺐ ﺣﺎﺫﻕ.
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻭﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ، ﺧﻴﺮ ﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻱ الأﻋﻀﺎﺀ ﻭالأﻋﺼﺎﺏ ﻭالأﻭﺗﺎﺭ، ﻭﺗﺰﻳﻞ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ، ﻭﺗﻬﻀﻢ الأﻏﺬﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ، ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻄﺐ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻨﺪ الأﻃﺒﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ الأﺻﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ، ﻭﺻﺢ ﻋﻨﻪ - صلى الله عليه وسلم -: ((ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ: ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ، ﺃﻭ ﻛﻴﺔ ﺑﻨﺎﺭ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺷﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﺍﺀ))، والله أعلم.