دين للفرد والدولة والمجتمع
محمد سلامي
هذا الإسلام ليس إسما جميلا فحسب، ولكنه نظام سنه الله لنا لنعيش وفق أحكامه في حياتنا الخاصة والعامة، لأنه يصوغ حياة الفرد والجماعة، وليس هناك قانون أو مذهب يقبل أن يتبناه الناس شعارا أو تلاوة وتزينا به ويعملوا بقانون غيره، ولا يعتبرهم من أهله، فكيف يقبل هذا دين الله ؟! لأن مقتضى الشريعة وغايتها هي التطبيق والتسيير، حتى وإن لم يكن في ذلك القانون أمر خاص بتطبيق تلك الأحكام الموجودة في طياته، أو نهي عن اتّباع غيره، فكيف إذا أمر ونهى وحذر؟!
ومرجعية المسلم هي شرع الله وحده في حياته كلها، ولا يصح أن يتبع المسلم شرع الله وحده في صلاته، فإن اعترضته قضية مع الناس اتبع شرعا آخر وتركه، مع أن فيه فصل وحكم ما بينه وبينهم، فالحكم لله في كل شيء، كما أنه إذا حَزبه أمر دعا الله وحده دون غيره.
قال الله -عز وجل-: ]وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ[ ]الشورى: 10[، فالرجوع إلى الله عند الإختلاف عبادة مثل التوكل عليه والإنابة إليه.
وانظر إلى ذلك المزج العميق –الذي يثير التأمل والتدبر- بين الشعائر وشرائع الحياة العامة، حيث أن قوانين الزواج والطلاق والميراث والسياسة والإقتصاد والحرب والعقوبات تتلى وترتل أثناء الصلاة وتربط بالغيب، ويبتغى بها الدار الآخرة، مثلها مثل الصلاة والصيام، فأي مكان للعلمانية هنا؟ وأي نصيب لأهلها من الإسلام؟
وانظر إلى قول الله -مثلا-: ]وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ[ ]الشورى: 37/39[، حيث جمع بين الأخلاق والصلاة والشورى والصدقة ومكافحة الظلم.
وقال الله -تعالى- في بداية سورة النور: ]سُورَةٌ أَنْزَلَْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا[، ثم مضى في تقرير الأحكام الشرعية الإجتماعية، فدل على أن ذلك كله من دين الله شعائر وشرائع، خاصة وعامة، وأن دين الله لا بد أن يهيمن على الحياة، ويشرف على تنظيمها.
فالإسلام لا يقر تلك الاٍزدواجية وذلك الفصام النكد بين حياة الفرد وحياة الجماعة، وبين العقائد والمعاملات، وذلك العداء بين المادة والروح، وغير ذلك من الإختلالات التي تصنعها الحياة الجاهلية، والمسلمون يخضعون لله وحده في صلاتهم وصيامهم، ويخضعون لله وحده في حياتهم كلها، ولا نتصور غير ذلك، ومن خالف هذا فقد جعل لله أندادا يسوّيهم برب العالمين.
يقول الله -تعالى-: ]يَا أَيُّهاَ الّذين آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ[ ]البقرة: 183[، ويقول أيضاً قبلها: ]يَأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الٌقِصَاصُ[ ]البقرة: 178[، فبأي حجة يفرق أقوام بين تلك الآيات وغيرها والله قد مزجها مزجاً، وكلها من عند الله؟! وبأي دليل يقول آخرون أن هذا الشطر من الآية الواحدة إذا استبدل به أحد قانوناً آخر يكفر والشطر الآخر لا يكفر به؟! إنهم مطالبون بالحجة، وأنّى لهم؟ فهل أذن الله لهؤلاء في الحجر على دينه وعزله عن الجزء الأوسع من ميادين الحياة؟
إن الإسلام بما أنه دين الله يغطي كل تصرفات الإنسان المتعلقة بالعقل والقلب والجوارح، وهو شامل لكل جزئيات الحياة الفكرية والعاطفية والعملية، فلا يبقى فيها حظ لغير الله، لا كالمِلل البشرية التي حُصرت عن الحياة العامة في هذا العصر الذي سيطرت فيه العلمانية الغربية على ربوع الأرض.
لكن القوم جعلوا مجال الإسلام هو هامش الحياة الخاصة للإنسان، فيما يتعلق بعلاقته مع ربه كفرد، ولا يربطونه بالحياة الجماعية، إلا من ناحية الأخلاق لا التنظيم، حتى يعبّدوا الناس لنظامهم، فأفرغوا شريعة الله من أكثر أحكامها.
محمد سلامي
هذا الإسلام ليس إسما جميلا فحسب، ولكنه نظام سنه الله لنا لنعيش وفق أحكامه في حياتنا الخاصة والعامة، لأنه يصوغ حياة الفرد والجماعة، وليس هناك قانون أو مذهب يقبل أن يتبناه الناس شعارا أو تلاوة وتزينا به ويعملوا بقانون غيره، ولا يعتبرهم من أهله، فكيف يقبل هذا دين الله ؟! لأن مقتضى الشريعة وغايتها هي التطبيق والتسيير، حتى وإن لم يكن في ذلك القانون أمر خاص بتطبيق تلك الأحكام الموجودة في طياته، أو نهي عن اتّباع غيره، فكيف إذا أمر ونهى وحذر؟!
ومرجعية المسلم هي شرع الله وحده في حياته كلها، ولا يصح أن يتبع المسلم شرع الله وحده في صلاته، فإن اعترضته قضية مع الناس اتبع شرعا آخر وتركه، مع أن فيه فصل وحكم ما بينه وبينهم، فالحكم لله في كل شيء، كما أنه إذا حَزبه أمر دعا الله وحده دون غيره.
قال الله -عز وجل-: ]وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ[ ]الشورى: 10[، فالرجوع إلى الله عند الإختلاف عبادة مثل التوكل عليه والإنابة إليه.
وانظر إلى ذلك المزج العميق –الذي يثير التأمل والتدبر- بين الشعائر وشرائع الحياة العامة، حيث أن قوانين الزواج والطلاق والميراث والسياسة والإقتصاد والحرب والعقوبات تتلى وترتل أثناء الصلاة وتربط بالغيب، ويبتغى بها الدار الآخرة، مثلها مثل الصلاة والصيام، فأي مكان للعلمانية هنا؟ وأي نصيب لأهلها من الإسلام؟
وانظر إلى قول الله -مثلا-: ]وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ[ ]الشورى: 37/39[، حيث جمع بين الأخلاق والصلاة والشورى والصدقة ومكافحة الظلم.
وقال الله -تعالى- في بداية سورة النور: ]سُورَةٌ أَنْزَلَْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا[، ثم مضى في تقرير الأحكام الشرعية الإجتماعية، فدل على أن ذلك كله من دين الله شعائر وشرائع، خاصة وعامة، وأن دين الله لا بد أن يهيمن على الحياة، ويشرف على تنظيمها.
فالإسلام لا يقر تلك الاٍزدواجية وذلك الفصام النكد بين حياة الفرد وحياة الجماعة، وبين العقائد والمعاملات، وذلك العداء بين المادة والروح، وغير ذلك من الإختلالات التي تصنعها الحياة الجاهلية، والمسلمون يخضعون لله وحده في صلاتهم وصيامهم، ويخضعون لله وحده في حياتهم كلها، ولا نتصور غير ذلك، ومن خالف هذا فقد جعل لله أندادا يسوّيهم برب العالمين.
يقول الله -تعالى-: ]يَا أَيُّهاَ الّذين آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ[ ]البقرة: 183[، ويقول أيضاً قبلها: ]يَأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الٌقِصَاصُ[ ]البقرة: 178[، فبأي حجة يفرق أقوام بين تلك الآيات وغيرها والله قد مزجها مزجاً، وكلها من عند الله؟! وبأي دليل يقول آخرون أن هذا الشطر من الآية الواحدة إذا استبدل به أحد قانوناً آخر يكفر والشطر الآخر لا يكفر به؟! إنهم مطالبون بالحجة، وأنّى لهم؟ فهل أذن الله لهؤلاء في الحجر على دينه وعزله عن الجزء الأوسع من ميادين الحياة؟
إن الإسلام بما أنه دين الله يغطي كل تصرفات الإنسان المتعلقة بالعقل والقلب والجوارح، وهو شامل لكل جزئيات الحياة الفكرية والعاطفية والعملية، فلا يبقى فيها حظ لغير الله، لا كالمِلل البشرية التي حُصرت عن الحياة العامة في هذا العصر الذي سيطرت فيه العلمانية الغربية على ربوع الأرض.
لكن القوم جعلوا مجال الإسلام هو هامش الحياة الخاصة للإنسان، فيما يتعلق بعلاقته مع ربه كفرد، ولا يربطونه بالحياة الجماعية، إلا من ناحية الأخلاق لا التنظيم، حتى يعبّدوا الناس لنظامهم، فأفرغوا شريعة الله من أكثر أحكامها.