بسم الله الرحمن الرحيم
حالة الضيق النفسي المفاجىء
أحيانا ما يصيب الشخص حالة من الانغلاق والضيق النفسي الوجداني، يشعرعندها بعدم الرغبة في عمل اي إنجاز، أو حتى القرب من الطاعات أيا كانت.
تتصف تلك اللحظات بعدة مواصفات من أهمها شعور بتكدس القلب على ما فيه، وعدم القدرة على الوصف لما يستشعر به الإنسان في نفسه، وحزنه غير المفهوم الاسباب، وشعوره بالفشل في بعض الأحيان، وتكاسله عن أداء الطاعات، مع افتقاد النشاط، وافتقاد القدرة على استحضار القلب، بل قد يمتد ذلك الى سوء الخلق مع الوالدين والمقربين، والرغبة في الصمت... وغيرها مما يعرفه الجميع.
وغالبا ما يكون توصيف النفسيون لتلك الحالة هو توصيف بنوع من أنواع الاكتئاب "البسيط" أو المؤقت أو ثنائية القطب البسيطة، ويصفون في ذلك أدوية كيميائية مضادة للاكتئاب ويصفون خطوات عملية من قبيل الخروج للمتنزهات، والانشغال بالأعمال وغيرها وعادة ما تجد المرء الذي يعاني من ذلك لا يستطيع تنفيذ ذلك!
علماء النفس ليس عندهم جواب محدد لأسباب تلك الحالة، وغاية ما يقولونه هو إرجاع ذلك لتراكم سلبي من المواقف، وزيادة أو نقص في إفراز هرموني، أو خلل في آداء كيميائي ما..
وكل ما يقولونه قد يكون صحيحا وصائبا، وفي أحيان كثيرة ينتج العلاج الطبي النفسي تحسنا نسبيا..
لكن التشخيص عادة لايقوم على تحليلات معملية أو غيره، فيظل الأمر رهنا بتقدير الطبيب النفسي، بل وتجربته الدوائية والعلاجية، مما يمكن معه أن تطول المدة، ويغير الطبيب أكثر من دواء على المريض ليرى أثره، كما أن تناول جرعات تلك الأدوية قد يستغرق فترات طويلة، قد تؤثر سلبا على نفس المرء، وتجعله رهينا لها، وتجعله يعتبر نفسه مريضا نفسيا مما قد يؤثر عليه سلبا..!
وبالعموم فلا ننصح بالمسارعة إلى العلاجات النفسية الطبية في مثل تلك الحالات البسيطة والمؤقتة والعارضة، وإنما يلجأ إليها في الحالات التي تفشل فيها المعالجات الأخرى ..
حديثي بالطبع عن الآلام النفسية الطارئة والمؤقتة، ولاشك أن منها ما هو مزمن أوبسبب عضوي فعلي، فههنا نحتاج لتعاون الطب النفسي مع العلاج الإيماني ..
ولاشك أن العلاج الإيماني لا يتعارض مع العلاج النفسي الطبي، بل يدعمه ويقويه، ومعظم الأطباء النفسيين النابهين يهتمون بتقوية الإيمان والثقة بالله سبحانه في علاه.
العلاج الإيماني علاج فعال إذ يدرب المرء على التصرف كلما عاودته تلك المشاعر، وعندما أسميه علاجا فإنما اقصد التسمية العرفية لذلك، وإلا فاللجوء إلى العبادة والاستغفار والاستعاذة من الشيطان هي أمور مأمور بها دوما وهي طريق أهل الإيمان، ولا يجب تناولها أو ممارستها بغرض مؤقت أو لحالة بعينها وإغفالها في أخرى ..
سبب هذه الحالة فيما ترى الرؤية الإسلامية هي مجموعة آثار لطبيعة النفس وحساسيتها، وأثر المواقف السلبية، وبعد الإنسان عن ذكر الله سبحانه، وأثر الشيطان وتسلطه على المرء، وحالة القبول النفسي لآثاره السيئة، فالشيطان يريد دوما بث الحزن في نفس المؤمنين، وتحميلهم الهموم، ليقعدهم عن الصالحات، ويقعدهم عن الإنجازات.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله من الحزن والهم، فعن أنس ابن مالك رضي الله عنه أنه كان كثيرا ما كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «للَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ»(رواه البخاري)، وعن عبد الله بن مسعود قال: «إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثُمَّ قَرَأَ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}»(رواه الترمذي وهو صحيح موقوفا).
وهناك عدة أمور مهمة تساعد على الخروج من تلك الحالة : (وهي نصائح قائمة حتى مع قرار البدء في العلاج الطبي النفسي).
أولها: اللجوء لله سبحانه ومناجاته بالمشكلة ودعائه ورجائه..
وثانيها التزام ذكر الله سبحانه والاستعاذة من الهم والحزن ومن الشيطان.
وثالثها: أن يفتح لنفسه طرائق من الخير غير تلك التي يستشعر انها مغلقة أمامه، فلئن استشعر انغلاقا تجاه الصلاة فليقم بالصدقة وليسارع إليها، وإن كسلت نفسه تجاهها فليهتم برعاية يتيم وكفالته، أو ليبادر بزيارة المرضى أو مثاله..
ورابعها: تغيير الأجواء المحيطة، وتغيير المعطيات الموجودة من حوله.
والخامس: الاستفادة بصحبة يحبها ويرتاح لها.
السادس: دور الدعم النفسي ممن يتصف بالثقة والخبرة والعلم ..
سابعا:إن وجد في نفسه راحة وانفتاحا فليلجأ إلى القرآن الكريم ولستزد منه .. يقول سبحانه: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد :28]؛ وليبادر إلى الصلاة، يقول سبحانه: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} بالبقرة: جزء من الآية 45].
حالة الضيق النفسي المفاجىء
أحيانا ما يصيب الشخص حالة من الانغلاق والضيق النفسي الوجداني، يشعرعندها بعدم الرغبة في عمل اي إنجاز، أو حتى القرب من الطاعات أيا كانت.
تتصف تلك اللحظات بعدة مواصفات من أهمها شعور بتكدس القلب على ما فيه، وعدم القدرة على الوصف لما يستشعر به الإنسان في نفسه، وحزنه غير المفهوم الاسباب، وشعوره بالفشل في بعض الأحيان، وتكاسله عن أداء الطاعات، مع افتقاد النشاط، وافتقاد القدرة على استحضار القلب، بل قد يمتد ذلك الى سوء الخلق مع الوالدين والمقربين، والرغبة في الصمت... وغيرها مما يعرفه الجميع.
وغالبا ما يكون توصيف النفسيون لتلك الحالة هو توصيف بنوع من أنواع الاكتئاب "البسيط" أو المؤقت أو ثنائية القطب البسيطة، ويصفون في ذلك أدوية كيميائية مضادة للاكتئاب ويصفون خطوات عملية من قبيل الخروج للمتنزهات، والانشغال بالأعمال وغيرها وعادة ما تجد المرء الذي يعاني من ذلك لا يستطيع تنفيذ ذلك!
علماء النفس ليس عندهم جواب محدد لأسباب تلك الحالة، وغاية ما يقولونه هو إرجاع ذلك لتراكم سلبي من المواقف، وزيادة أو نقص في إفراز هرموني، أو خلل في آداء كيميائي ما..
وكل ما يقولونه قد يكون صحيحا وصائبا، وفي أحيان كثيرة ينتج العلاج الطبي النفسي تحسنا نسبيا..
لكن التشخيص عادة لايقوم على تحليلات معملية أو غيره، فيظل الأمر رهنا بتقدير الطبيب النفسي، بل وتجربته الدوائية والعلاجية، مما يمكن معه أن تطول المدة، ويغير الطبيب أكثر من دواء على المريض ليرى أثره، كما أن تناول جرعات تلك الأدوية قد يستغرق فترات طويلة، قد تؤثر سلبا على نفس المرء، وتجعله رهينا لها، وتجعله يعتبر نفسه مريضا نفسيا مما قد يؤثر عليه سلبا..!
وبالعموم فلا ننصح بالمسارعة إلى العلاجات النفسية الطبية في مثل تلك الحالات البسيطة والمؤقتة والعارضة، وإنما يلجأ إليها في الحالات التي تفشل فيها المعالجات الأخرى ..
حديثي بالطبع عن الآلام النفسية الطارئة والمؤقتة، ولاشك أن منها ما هو مزمن أوبسبب عضوي فعلي، فههنا نحتاج لتعاون الطب النفسي مع العلاج الإيماني ..
ولاشك أن العلاج الإيماني لا يتعارض مع العلاج النفسي الطبي، بل يدعمه ويقويه، ومعظم الأطباء النفسيين النابهين يهتمون بتقوية الإيمان والثقة بالله سبحانه في علاه.
العلاج الإيماني علاج فعال إذ يدرب المرء على التصرف كلما عاودته تلك المشاعر، وعندما أسميه علاجا فإنما اقصد التسمية العرفية لذلك، وإلا فاللجوء إلى العبادة والاستغفار والاستعاذة من الشيطان هي أمور مأمور بها دوما وهي طريق أهل الإيمان، ولا يجب تناولها أو ممارستها بغرض مؤقت أو لحالة بعينها وإغفالها في أخرى ..
سبب هذه الحالة فيما ترى الرؤية الإسلامية هي مجموعة آثار لطبيعة النفس وحساسيتها، وأثر المواقف السلبية، وبعد الإنسان عن ذكر الله سبحانه، وأثر الشيطان وتسلطه على المرء، وحالة القبول النفسي لآثاره السيئة، فالشيطان يريد دوما بث الحزن في نفس المؤمنين، وتحميلهم الهموم، ليقعدهم عن الصالحات، ويقعدهم عن الإنجازات.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله من الحزن والهم، فعن أنس ابن مالك رضي الله عنه أنه كان كثيرا ما كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «للَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ»(رواه البخاري)، وعن عبد الله بن مسعود قال: «إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثُمَّ قَرَأَ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}»(رواه الترمذي وهو صحيح موقوفا).
وهناك عدة أمور مهمة تساعد على الخروج من تلك الحالة : (وهي نصائح قائمة حتى مع قرار البدء في العلاج الطبي النفسي).
أولها: اللجوء لله سبحانه ومناجاته بالمشكلة ودعائه ورجائه..
وثانيها التزام ذكر الله سبحانه والاستعاذة من الهم والحزن ومن الشيطان.
وثالثها: أن يفتح لنفسه طرائق من الخير غير تلك التي يستشعر انها مغلقة أمامه، فلئن استشعر انغلاقا تجاه الصلاة فليقم بالصدقة وليسارع إليها، وإن كسلت نفسه تجاهها فليهتم برعاية يتيم وكفالته، أو ليبادر بزيارة المرضى أو مثاله..
ورابعها: تغيير الأجواء المحيطة، وتغيير المعطيات الموجودة من حوله.
والخامس: الاستفادة بصحبة يحبها ويرتاح لها.
السادس: دور الدعم النفسي ممن يتصف بالثقة والخبرة والعلم ..
سابعا:إن وجد في نفسه راحة وانفتاحا فليلجأ إلى القرآن الكريم ولستزد منه .. يقول سبحانه: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد :28]؛ وليبادر إلى الصلاة، يقول سبحانه: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} بالبقرة: جزء من الآية 45].