بسم الله الرحمن الرحيم
العظة والبيان بفضل إمساك اللسان
كتب / صلاح عامر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبً} ا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فقد قال تعالى: ﴿ { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ﴾ [ق: 18]، وقال تعالى: ﴿ { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } ﴾ [الإسراء: 53]، وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت» ))[1].
وعن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه، أضمن له الجنة» ))[2]، وفي رواية: (( «من توكل لي ما بين رجليه وما بين لَحْيَيْهِ، توكلت له بالجنة» ))[3].
وعن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «أيمنُ امرئٍ وأشأمه ما بين لحييه، قال وهب: يعني: لسانه» ))[4].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» ))[5].
وعن حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه» ))[6].
وعن عقبة بن عامر قال: «أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر، أملِكْ لسانك، وابكِ على خطيئتك، ولْيَسَعْكَ بيتُك» [7]، وفي رواية الترمذي:«قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: املُكْ عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك» .
وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صمت نجا»[8].
وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: ((أوصى ابن مسعود أبا عبيدة ابنه بثلاث كلمات: أي بني، أوصيك بتقوى الله، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك، وأمسِكْ عليك لسانك))[9].
وعن سفيان بن عبدالله الثقفي قال: «قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به، قال: قل: ربي الله ثم استقم، قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عليَّ؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: هذا» [10].
وعن أبي سعيد الخدري رفعه قال: «إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان فتقول: اتقِ الله فينا؛ فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوججتَ اعوججنا» [11].
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يهوِي بها في جهنم[12]، وفي رواية: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزِلُّ بها في النار أبْعَدَ مما بين المشرق))[13]، وفي رواية: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا، يهوي بها سبعين خريفًا في النار))» [14].
وعن بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظنُّ أن تبلغ ما بلغتْ، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه»[15].
وعن البراء بن عازب قال: «جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، علمني عملًا يدخلني الجنة، فقال: لئن كنتَ أقصرتَ الخُطبةَ، لقد أعرضتَ المسألة، أعتقِ النَّسَمَةَ، وفكَّ الرقبة، فقال: يا رسول الله، أوَلَيْستا بواحدة؟ قال: لا، إن عتق النسمة أن تفرَّدَ بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها، والمنحةُ الوَكُوفُ، والفَيْءُ على ذي الرحم الظالم، فإن لم تُطِقْ ذلك، فأطعمِ الجائع، واسقِ الظمآنَ، وأمُرْ بالمعروف، وانْهَ عن المنكر، فإن لم تُطِقْ ذلك، فكفَّ لسانك إلا من الخير» [16]، وفي رواية ابن حبان: ((والفيء على ذي الرحم القاطع))، والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن لم تطق ذلك، فكفَّ لسانك إلا من الخير)).
وعن أبي هريرة قال: «قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة يُذكَر من كثرة صلاتها، وصيامها، وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يُذكَر من قلة صيامها، وصدقتها، وصلاتها، وإنها تصدق بالأثوار من الأقِطِ، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في الجنة» [17].
وعن معاذ بن جبل قال: « ((كنتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يُدخِلُني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلُّك على أبواب الخير: الصوم جُنَّةٌ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: ﴿ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } ﴾ [السجدة: 16]، حتى بلغ ﴿ {يَعْمَلُونَ } ﴾ [السجدة: 17]، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده، وذُروةِ سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذُروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كفَّ عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يُكِبُّ الناس في النار على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم)» )[18].
وعن أسلم قال: (( «إن عمرَ دخل يومًا على أبي بكر الصديق رضي الله عنهم وهو يجبِذُ لسانه، فقال عمر: مَهْ غفر الله لك، فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد» ))[19].
العظة والبيان بفضل إمساك اللسان
كتب / صلاح عامر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبً} ا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فقد قال تعالى: ﴿ { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ﴾ [ق: 18]، وقال تعالى: ﴿ { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } ﴾ [الإسراء: 53]، وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت» ))[1].
وعن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه، أضمن له الجنة» ))[2]، وفي رواية: (( «من توكل لي ما بين رجليه وما بين لَحْيَيْهِ، توكلت له بالجنة» ))[3].
وعن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «أيمنُ امرئٍ وأشأمه ما بين لحييه، قال وهب: يعني: لسانه» ))[4].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» ))[5].
وعن حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه» ))[6].
وعن عقبة بن عامر قال: «أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر، أملِكْ لسانك، وابكِ على خطيئتك، ولْيَسَعْكَ بيتُك» [7]، وفي رواية الترمذي:«قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: املُكْ عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك» .
وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صمت نجا»[8].
وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: ((أوصى ابن مسعود أبا عبيدة ابنه بثلاث كلمات: أي بني، أوصيك بتقوى الله، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك، وأمسِكْ عليك لسانك))[9].
وعن سفيان بن عبدالله الثقفي قال: «قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به، قال: قل: ربي الله ثم استقم، قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عليَّ؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: هذا» [10].
وعن أبي سعيد الخدري رفعه قال: «إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان فتقول: اتقِ الله فينا؛ فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوججتَ اعوججنا» [11].
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يهوِي بها في جهنم[12]، وفي رواية: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزِلُّ بها في النار أبْعَدَ مما بين المشرق))[13]، وفي رواية: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا، يهوي بها سبعين خريفًا في النار))» [14].
وعن بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظنُّ أن تبلغ ما بلغتْ، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه»[15].
وعن البراء بن عازب قال: «جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، علمني عملًا يدخلني الجنة، فقال: لئن كنتَ أقصرتَ الخُطبةَ، لقد أعرضتَ المسألة، أعتقِ النَّسَمَةَ، وفكَّ الرقبة، فقال: يا رسول الله، أوَلَيْستا بواحدة؟ قال: لا، إن عتق النسمة أن تفرَّدَ بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها، والمنحةُ الوَكُوفُ، والفَيْءُ على ذي الرحم الظالم، فإن لم تُطِقْ ذلك، فأطعمِ الجائع، واسقِ الظمآنَ، وأمُرْ بالمعروف، وانْهَ عن المنكر، فإن لم تُطِقْ ذلك، فكفَّ لسانك إلا من الخير» [16]، وفي رواية ابن حبان: ((والفيء على ذي الرحم القاطع))، والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن لم تطق ذلك، فكفَّ لسانك إلا من الخير)).
وعن أبي هريرة قال: «قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة يُذكَر من كثرة صلاتها، وصيامها، وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يُذكَر من قلة صيامها، وصدقتها، وصلاتها، وإنها تصدق بالأثوار من الأقِطِ، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في الجنة» [17].
وعن معاذ بن جبل قال: « ((كنتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يُدخِلُني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلُّك على أبواب الخير: الصوم جُنَّةٌ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: ﴿ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } ﴾ [السجدة: 16]، حتى بلغ ﴿ {يَعْمَلُونَ } ﴾ [السجدة: 17]، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده، وذُروةِ سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذُروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كفَّ عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يُكِبُّ الناس في النار على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم)» )[18].
وعن أسلم قال: (( «إن عمرَ دخل يومًا على أبي بكر الصديق رضي الله عنهم وهو يجبِذُ لسانه، فقال عمر: مَهْ غفر الله لك، فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد» ))[19].