بعد الولادة مباشرة يكون نوم الرضيع غير منتظم، وكثيراً ما ينام النهار كله ويصحو الليل كله، لكن بعد مرور شهرين أو ثلاثة على الأكثر، يمكن للأم تدريب صغيرها على النوم مبكرًا نوعاً ما والبقاء نائمًا أغلب ساعات الليل مع الاستيقاظ للرضاعة فقط.
والأمر ليس يسيراً لذلك فهو يستلزم منك القيام ببعض الأمور..
المراحل العمرية:
الشهور الثلاثة الأولى:
لا تحاولي في البداية تنظيم الأمر، بل نظمي نفسك تبعًا له، استغلي نومه ونامي بجواره.
بعد إتمامه منتصف الشهر الثاني ستجدين أن نومه قد انتظم تدريجيًا وأصبح يزيد في الليل ويقل في النهار عن ذي قبل.
من الشهر الرابع إلى السادس:
من الطبيعي أن يبدأ نومهم في الاعتدال ويأخذ شكلًا منظمًا ويمكن أن ينام الرضيع من 8 إلى 12 ساعة في الليل لا تنقطع إلا مرة أو اثنتين على الأكثر للرضاعة.
من الشهر السادس سينتظم نومه تمامًا، حتى وإن ظل لما بعد الشهر الثالث يعاني من نوم غير منتظم لا تعوديه على عادات لازمة للنوم كالهز أو المشي به أو حمله؛ بل حاولي أن تجعليه ينام في سريره، لكن اجعلي سريره معك في الغرفة حتى لا تضطري إلى الانتقال إلى غرفته كلما استيقظ، وبعد انتظام نومه يمكنك نقل السرير لغرفته.
خصصي وقت ما قبل النوم لملاعبته:
لا تتركيه للقيلولة أكثر من ساعة ونصف نهارًا أو ساعتين على الأكثر، ولتكن في وقت مبكر بعد الظهر مثلًا ليستطيع النوم في وقت مبكر نوعًا ما من الليل.
كيفية التدريب:
الخطوة الأولى:
وضع نظام نوم محدد للنوم كأن تقومي بتحميمه بماء دافئ مع تدلكيه بزيت أطفال له رائحة مميزة ترتبط معه بالنوم كرائحة اللافندر خاصة أنها رائحة مهدئة.
الخطوة الثانية:
علميه الفرق بين الليل والنهار.. أيقظيه مبكرًا بأن ترفعي الستائر أو تنقليه لمكان به ضوء النهار، أما في الليل فهيئي الجو الهادئ له، احتضنيه وهدهديه قليلًا وغني له.
الخطوة الثالثة:
اجعلي وقت النهار وقت اللعب والأغاني الحماسية والكلام، ووقت الليل وقت الهدوء والسكينة والصوت الهادئ .
الخطوة الرابعة:
حددي وقتاً للنوم قبل موعد نومك بساعتين على الأقل؛ لأنه سيحتاج وقتًا كي يرضخ لك وينام، واعلمي أنك ستعانين من ساعة أو اثنتين من البكاء المتواصل عندما يدخل السرير وقد يكون حظك حسنًا ويعتاد على هذا النظام سريعًا.. اصبري وتذكري أنك تعملين على فائدته وفائدتك على المدى البعيد.
في الغالب سيظل يبكي لفترة لن تزيد عن النصف ساعة ثم سييأس وينام، وفي خلال أيام سيعتاد الأمر.
الخطوة الخامسة:
الإصرار والاستمرار على ما قمت به، حاولي أن تبدئي الأمر في إجازة نهاية الأسبوع إن كنت امرأة عاملة حتى لا تكوني مرهقة بالدرجة التي تتمنين فيها النوم فيجعلك هذا عصبية. أو اتفقي مع زوجك كي تنالي قسطًا من النوم خلال النهار ويعتني هو بالصغير لتصبري على بكائه أيام التدريب.
لن تستغرق هذه الخطة سوى أسبوع على الأكثر حتى يتم نجاحها على أكمل وجه.
أخطاء تقع فيها الأمهات:
بعض التصورات الخاطئة عن عدم إمكانية تدريب الرضيع:
عدم تعويده على روتين محدد للنوم.
الانفعال والتوتر والعصبية.
عدم الحرص على تهيئة الجو في غرفته من حيث الهدوء والتهوية ودرجة الضوء المناسبة وخلافه.
– واذا تأخرتِ يمكنك التعليم من سن ثلاث سنوات والمرحلة الأولى التى يجب البدء بها هي.
* التغلب على الخوف:
إذا منحت طفلك فرصة النوم في غرفة مستقلة، فأنت تتيحين له فرصة التغلب على الخوف من أي شيء وفي أي مكان، فبقاء الطفل في أجواء آمنة في غرفة نومه المستقلة تجعله يتجول في أي مكان في المنزل بلا مخاوف ولا هواجس، بذلك يستطيع الذهاب للحمام لقضاء الحاجة ليلا، ويستطيع أيضا أن يتناول كوبا من الماء دون أن تستيقظي من النوم.
أن ينام طفلك في غرفة نوم مستقلة، ومع استمرار الأيام والليالي، ستجدين أن طفلك نمت فيه سمة الاعتماد على الذات، والتخلص من الاعتماد الكلي أو الزائد على الأم والأب، كما تجعله يشعر بتحقيق الذات كونه يعتمد على نفسه في قضاء احتياجاته العادية، وهذا يشعره بالقوة والعصامية، أي الرغبة في عمل كل أشيائه بنفسه دون الاعتماد على الآخرين.
* اكتساب الاستقلالية:
إن تعلم طفلك الاعتماد على الذات يؤدي بشخصيته إلى اكتساب الاستقلالية، والتمتع مستقبلا بشخصية مستقلة عن تبعية الآخرين، تظهر مبادئها بقوة وطلاقة، ولا تنتظر أن يمنحها أحد ما تريد، بل هي التي تمنح نفسها كل شيء، وهذا ينتج عنه صفات جميلة في شخصية طفلك، مثل أن يكون شخصا متعاونا، مجتهدا، مبادرا، منظما.
* حماية للطفل وأمن لنفسه:
يرى التربويون أن نوم الطفل في غرفة مستقلة حماية لشخصيته وأمن لنفسه، حيث إن نوم بعض الأطفال بجانب أمهاتهم وآبائهم يشكل عليهم خطرًا دون أن يشعر الوالدان، فكثير من الاضطرابات النفسية التي تحضر عند الأطباء والمتخصصين النفسيين يكون سببها تعرض الطفل لمشاهد فوق طاقته النفسية، لا يستطيع استيعابها، ومن ثم لا يتحدث عنها، لكن تبقى في اللاوعي، وتظهر عندما يكبر الطفل على شكل اضطراب نفسي أو سلوكي، وحماية للطفل من ذلك كله يفضل أن يعوده الوالدان على النوم مستقلا في سريره الخاص وغرفته الخاصة