مشهد مقلق وملفت للانتباه سجلناه صبيحة السبت، نتيجة اصطفاف كبار السن في طوابير عبر مكاتب ومراكز البريد بالعاصمة لسحب معاشاتهم، مستهترين بوباء كورونا الذي حصد آلاف الأرواح في العالم، ضاربين تعليمات وزارتي البريد والعمل عرض الحائط، بالرغم من الإجراءات التسهيلية والمخففة التي اتخذت في هذا السياق والمتعلقة بـ”التوكيل” بعقلية “أنا ندي دراهمي”.
بدت شوارع العاصمة السبت لليوم الثاني على التوالي شبه خاوية من العباد، ونقص كبير في وسائل النقل، والمحلات جميعها مغلقة، إلا تلك الخاصة بالمواد الغذائية، إلى حد الآن كل الأمور عادية، لأنها تسبق الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية للحد من فيروس “كوفيد 19″، على شاكلة وقف وسائل النقل الجماعية العمومية والخاصة وغلق المقاهي والمطاعم بصفة مؤقتة وهذا إبتداء من اليوم، لكن الغريب في الأمر وأمام السكون الذي تعيشه عاصمة البلاد، تظهر الفئة الأكثر تعرضا للإصابة بفيروس كورونا وهذا بإجماع من الأطباء والمختصين وهم كبار السن يقفون في طوابير ويتدافعون في تمام الساعة الثامنة من صبيحة السبت للدخول إلى المكاتب والمراكز البريدية وهو ما وقفت عليه “الشروق” السبت.
الجولة التي قادتنا إلى عدد من المراكز والمكاتب البريدية انطلاقا من مكتب المحمدية وبالضبط “الديار الخمس”، مرورا بالمركز الواقع بحي عميروش بحسين داي ومكتب “البحر والشمس” وصولا إلى المركز البريدي بالقبة بينت أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة البريد لصالح المتقاعدين لم تجد نفعا، والأخطر من ذلك، فإن هؤلاء اصطفوا في طوابير طويلة دون احترام مسافة الأمان التي نصح بها الأطباء، بل بالعكس فإن “التلاصق” هو السائد في تلك الطوابير اللامتناهية، زد على ذلك الملاسنات المشحونة بينهم بسبب عدم احترام الطابور من جهة وتجاوزات الأولوية والمحسوبية التي لم يتقبلها المسنون الواقفون لمدة تزيد عن 3 ساعات من أجل “حفنة مال”.
وتفاديا للاحتكاك بفئة هؤلاء، فضلنا أن نسأل باحترام مسافة الأمان وارتداء الكمامة، شيخا طاعنا في السن، وقلنا له بالحرف الواحد “لماذا أتيت إلى هنا اليوم.. يمكنك أن ترسل أحد أبنائك لسحب معاشك..؟”، فرد قائلا “ما ندير لمان لا في وليدي ولا في بنتي.. جيت نجبد دراهمي أنا لتعبت فيهم..”، قبل أن تقاطعه الحديث عجوز وتقول “أنا ندي دراهمي.. هم “أولادها”.. ما يسقسوش عليا كي توصل الشهرية يجبدوها هما.. أبدا”.
تركنا هؤلاء في طوابيرهم في انتظار وصول دورهم لسحب أموالهم الشهرية، ونحن نتساءل عن جدوى التدابير والإجراءات التي إتخذتها مؤسسة البريد لتفادي إنتشار فيروس كورونا في مراكزها ومكاتبها والتي تسمح بسحب معاشات المتقاعدين والمسنين عن طريق “الوكالة”، لنصل في الأخير إلى أن كبار السن لا يفهمون سوى لغة “ندي دراهمي أنا.. ماشي واحد آخر”.
بدت شوارع العاصمة السبت لليوم الثاني على التوالي شبه خاوية من العباد، ونقص كبير في وسائل النقل، والمحلات جميعها مغلقة، إلا تلك الخاصة بالمواد الغذائية، إلى حد الآن كل الأمور عادية، لأنها تسبق الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية للحد من فيروس “كوفيد 19″، على شاكلة وقف وسائل النقل الجماعية العمومية والخاصة وغلق المقاهي والمطاعم بصفة مؤقتة وهذا إبتداء من اليوم، لكن الغريب في الأمر وأمام السكون الذي تعيشه عاصمة البلاد، تظهر الفئة الأكثر تعرضا للإصابة بفيروس كورونا وهذا بإجماع من الأطباء والمختصين وهم كبار السن يقفون في طوابير ويتدافعون في تمام الساعة الثامنة من صبيحة السبت للدخول إلى المكاتب والمراكز البريدية وهو ما وقفت عليه “الشروق” السبت.
الجولة التي قادتنا إلى عدد من المراكز والمكاتب البريدية انطلاقا من مكتب المحمدية وبالضبط “الديار الخمس”، مرورا بالمركز الواقع بحي عميروش بحسين داي ومكتب “البحر والشمس” وصولا إلى المركز البريدي بالقبة بينت أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة البريد لصالح المتقاعدين لم تجد نفعا، والأخطر من ذلك، فإن هؤلاء اصطفوا في طوابير طويلة دون احترام مسافة الأمان التي نصح بها الأطباء، بل بالعكس فإن “التلاصق” هو السائد في تلك الطوابير اللامتناهية، زد على ذلك الملاسنات المشحونة بينهم بسبب عدم احترام الطابور من جهة وتجاوزات الأولوية والمحسوبية التي لم يتقبلها المسنون الواقفون لمدة تزيد عن 3 ساعات من أجل “حفنة مال”.
وتفاديا للاحتكاك بفئة هؤلاء، فضلنا أن نسأل باحترام مسافة الأمان وارتداء الكمامة، شيخا طاعنا في السن، وقلنا له بالحرف الواحد “لماذا أتيت إلى هنا اليوم.. يمكنك أن ترسل أحد أبنائك لسحب معاشك..؟”، فرد قائلا “ما ندير لمان لا في وليدي ولا في بنتي.. جيت نجبد دراهمي أنا لتعبت فيهم..”، قبل أن تقاطعه الحديث عجوز وتقول “أنا ندي دراهمي.. هم “أولادها”.. ما يسقسوش عليا كي توصل الشهرية يجبدوها هما.. أبدا”.
تركنا هؤلاء في طوابيرهم في انتظار وصول دورهم لسحب أموالهم الشهرية، ونحن نتساءل عن جدوى التدابير والإجراءات التي إتخذتها مؤسسة البريد لتفادي إنتشار فيروس كورونا في مراكزها ومكاتبها والتي تسمح بسحب معاشات المتقاعدين والمسنين عن طريق “الوكالة”، لنصل في الأخير إلى أن كبار السن لا يفهمون سوى لغة “ندي دراهمي أنا.. ماشي واحد آخر”.