ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻜﻢ ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺇﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﺳﺮﻕ !
ﻳﺌﺲ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﺃﺧﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻋﻘﺪﻭﺍ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﻳﺘﺸﺎﻭﺭﻭﻥ ﻓﻴﻪ ..
ﻭﻫﻢ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻳﺘﻨﺎﺟﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ :
} ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺳﺘﻴﺄﺳﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺧﻠﺼﻮﺍ ﻧﺠﻴﺎ ﻗﺎﻝ ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﺃﻟﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻛﻢ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻮﺛﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺘﻢ ﻓﻲ ﻳﻮﺳﻒ {
ﺇﻥ ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﻟﻴﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺛﻖ ﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﺘﻔﺮﻳﻄﻬﻢ ﻓﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..
ﻭﻳﻘﺮﻥ ﻫﺬﻩ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺛﻢ ﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡ ﺃﻻ ﻳﺒﺮﺡ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻻ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺃﺑﺎﻩ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺃﻭ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﺤﻜﻢ ﻓﻴﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﻭﻳﻨﺼﺎﻉ :
} ﻓﻠﻦ ﺃﺑﺮﺡ ﺍﻻﺭﺽ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺃﺑﻲ ﺃﻭ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ {
ﺃﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻓﻴﺨﺒﺮﻭﻩ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﺳﺮﻕ ﻓﺄُﺧﺬ ﺑﻤﺎ ﺳﺮﻕ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﻩ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺑﻪ ..
ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﻳﺌﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ﻓﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﻛﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ..
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ، ﻓﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺒﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻟﻠﻐﻴﺐ :
} ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻜﻢ ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺇﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﺳﺮﻕ ﻭﻣﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻟﻠﻐﻴﺐ ﺣﺎﻓﻈﻴﻦ {
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻓﻠﻴﺴﺄﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻣﺼﺮ، ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﺳﻢ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ..
ﻭﻟﻴﺴﺄﻝ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻓﺎﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺩ ﻣﺼﺮ ﻟﺘﻤﺘﺎﺭ ﺍﻟﻐﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ :
} ﻭﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺒﻠﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﻧﺎ ﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ...{
( ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )
ﻳﺌﺲ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﺃﺧﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻋﻘﺪﻭﺍ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﻳﺘﺸﺎﻭﺭﻭﻥ ﻓﻴﻪ ..
ﻭﻫﻢ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻳﺘﻨﺎﺟﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ :
} ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺳﺘﻴﺄﺳﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺧﻠﺼﻮﺍ ﻧﺠﻴﺎ ﻗﺎﻝ ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﺃﻟﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻛﻢ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻮﺛﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺘﻢ ﻓﻲ ﻳﻮﺳﻒ {
ﺇﻥ ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﻟﻴﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺛﻖ ﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﺘﻔﺮﻳﻄﻬﻢ ﻓﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..
ﻭﻳﻘﺮﻥ ﻫﺬﻩ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺛﻢ ﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡ ﺃﻻ ﻳﺒﺮﺡ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻻ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺃﺑﺎﻩ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺃﻭ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﺤﻜﻢ ﻓﻴﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﻭﻳﻨﺼﺎﻉ :
} ﻓﻠﻦ ﺃﺑﺮﺡ ﺍﻻﺭﺽ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺃﺑﻲ ﺃﻭ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ {
ﺃﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻓﻴﺨﺒﺮﻭﻩ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﺳﺮﻕ ﻓﺄُﺧﺬ ﺑﻤﺎ ﺳﺮﻕ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﻩ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺑﻪ ..
ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﻳﺌﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ﻓﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﻛﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ..
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ، ﻓﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺒﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻟﻠﻐﻴﺐ :
} ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻜﻢ ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺇﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﺳﺮﻕ ﻭﻣﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻟﻠﻐﻴﺐ ﺣﺎﻓﻈﻴﻦ {
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻓﻠﻴﺴﺄﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻣﺼﺮ، ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﺳﻢ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ..
ﻭﻟﻴﺴﺄﻝ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻓﺎﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺩ ﻣﺼﺮ ﻟﺘﻤﺘﺎﺭ ﺍﻟﻐﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ :
} ﻭﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺒﻠﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﻧﺎ ﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ...{
( ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )