ﻗﺼﺔ ﺇﺳﻼﻡ ﻋﻤﺮ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﺎﻣﻼ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﻣﺒﻴﺘﺎً ﻧﻴﺔ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻋﺘﺮﺿﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺯﻫﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻳﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﺤﺬﺭﻩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻪ ﺃﻥّ ﺑﻨﻮ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﺑﻨﻮ ﺯﻫﺮﺓ ﻟﻦ ﻳﺴﻜﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﺄﻥّ ﺃﺧﺘﻪ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻤﺎ، ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﺨﺒﺮ ﺇﺳﻼﻡ ﺃﺧﺘﻪ ﺣﺘّﻰ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻣﻐﻀﺒﺎً، ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺣﺘّﻰ ﺃﺣﺲ ﺧﺒﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﻷﺭﺕ ﺑﻘﺪﻭﻣﻪ ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺒﺎﺏ ﻳﺪﺍﺭﺱ ﺃﺧﺖ ﻋﻤﺮ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﺛﻢّ ﺍﻗﺘﺤﻢ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺯﻭﺝ ﺃﺧﺘﻪ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺩﻳﻨﻚ، ﻓﻐﻀﺐ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻭﻃﺌﻪ ﻭﻃﺌﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً، ﺛﻢّ ﻃﻠﺐ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻮﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺃﺧﺘﻪ ﺃﻧﻚ ﻣﺸﺮﻙ ﻭﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻳﻤﺴﻪ ﺇﻻ ﻃﺎﻫﺮ، ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻋﻤﺮ ﺛﻢّ ﻗﺮﺃ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﻃﻪ ﺣﺘّﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇِﻧَّﻨِﻲ ﺃَﻧَﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﺎ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻧَﺎ ﻓَﺎﻋْﺒُﺪْﻧِﻲ ﻭَﺃَﻗِﻢِ ﺍﻟﺼَّﻠَﺎﺓَ ﻟِﺬِﻛْﺮِﻱ ) ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺩﻟﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﺪﻟﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎ، ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺃﺧﺘﻪ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺧﺸﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﻴﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺣﻤﺰﺓ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﻪ، ﻭﺇﻥ ﻳﺮﺩ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻦ ﻗﺘﻠﻪ ﻫﻴﻨﺎً ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﺛﻢّ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻣﻊ ﺛﻮﺑﻪ ﻓﻬﺪﺩﻩ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﺛﻢّ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧّﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢّ ﺃﻋﻠﻦ ﺇﺳﻼﻣﻪ . ﺃﺛﺮ ﺇﺳﻼﻡ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺈﺳﻼﻡ ﻋﻤﺮ ﻓﺮﺣﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﻃﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﻼ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻓﻔﻴﻢ ﺍﻻﺧﺘﻔﺎﺀ، ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺭﻗﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﻫﻮ ﻛﺘﻴﺒﺘﻴﻦ، ﻛﺘﻴﺒﺔ ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﺣﻤﺰﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ، ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺇﺳﻼﻣﻬﻢ، ﻭﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺷﻌﺎﺋﺮﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺑﻼ ﻭﺟﻞ ﺃﻭ ﺧﻮﻑ