ألن يكون من الرائع إن استطعت كسب المال من المنزل، وتحقيق المزيد من الحرية والوقت والاستقلالية؟
الإجابة هي: قطعًا! فأسلوب حياة رواد الأعمال الرقمي هذا يناسب الجميع دون شك، ولهذا السبب بالذات انتشرت محاولات النصب تحت عنوان (الربح عن طريق الانترنت) لأشخاص يبيعون منتجات وبرامج رديئة ووهمية.
وبقليل من البحث، يصبح من السهل فصل الأكاذيب عن الحقيقة.
ما هو الاحتيال عبر الإنترنت؟
تحديد ماهية الاحتيال ليس سهلاً دائمًا.
فالاحتيال -بحسب ويكيبيديا- هو محاولة سلب شخص ما نقوده عبر كسب ثقتك في البداية.
لكن، بهذا التعريف، يمكن القول بأن جميع مطاعم الوجبات السريعة تخدعنا من خلال وضع صور مزيّفة للبرغر الكبير الشهي، في حين أن ما يبيعونه حقًا لا يتعدى كونه: خبز مع بهارات، وقطعة صغيرة من اللحم مدفونة وسطه!
لذا، ما يجعل عملية الاحتيال كذلك، ليس واضحًا.
تتمثل أحدى الأساليب الشائعة في عالم جني المال عن طريق الإنترنت في بيع جزء من (النتيجة) فحسب. إما لأن البائع لا يعرف سوى جزئية محددة.. فيحاول بيعك إياها، أو لأنه يحاول نصب فخ لك (لتثق به وتطالب بالمزيد).
على سبيل المثال، شاهدت مؤخرًا دورة تدريبية لتعليم أسرار تصدّر فيديوهاتك صفحات اليوتيوب الأولى. لا يمكن لأحد أن يقدم وعدًا كهذا، وإذا عثر أحدهم -مصادفةً- على "حيلة" بسيطة ونجحت بالفعل، فلن يشاركها بالتأكيد مشاركتها علنًا، بل وحتى وإن شاركها، فلن يستمر أثرها لوقتٍ طويل بسبب خوارزميات اليوتيوب!
مع نهاية الدورة، فوجئت بالمحاضر يقول: "على الأرجح، لن تعمل هذه الاستراتيجية مع مقاطع الفيديو ضمن مجالات تحتدّ فيها المنافسة، إنما لا شكّ بأنها ستعمل حين تنخفض المنافسة". حقًا!؟
إذًا، كما نلاحظ، فالدورة لم تف بما وعدت به.
ومع ذلك، تضمنت بعض المعلومات الجيدة حقًا، ومن الواضح أن صاحبها بذل الكثير من الجهد في صنعها.
لذلك ، هل كانت تلك عملية احتيال؟ لسوء الحظ، وعلى الرغم من أن الدورة قدمت بعض المعلومات الجيدة، إلا أن صاحبها استخدام "طُعمًا" لبيعها. قد يسميّ البعض ذلك (احتيالًا).
كيف تكتشف الطرق الوهمية للربح من الانترنت؟
قد تبدو النصائح الـ 5 التالية (أو المؤشرات التي يجب مراقبتها) بديهية للبعض. ومع ذلك، قد لا يمنعنا كونها بديهية من اتخاذ قرارات سيئة، خاصة أن الأمر يتعلق بالمال.
للوعود بحياة أفضل "جاذبية" تدفع بالأذكياء لأن يقعوا ضحية لهؤلاء المحتالين!
1. هل تحلم بتحقيق الثراء السريع؟
أشهر الطرق (وأسهلها اكتشافًا)، فالكل يعلم بأن كسب المال عن طريق الانترنيت يحتاج لبعض الوقت.بعض هذه الحيل مفضوحة حيث تزعم أنه يمكنك تحقيق الثراء من خلال عملية بسيطة من 3 خطوات.
إليك مثالًا جيدًا على عملية احتيال:
لا يفصلك عن تحقيق (1 مليون دولار خلال شهر) سوى 3 خطوات:
الخطوة 1 / "إعداد حساب وتسجيل الدخول".
الخطوة 2 / اتباع الخطوات الواردة في دورتنا التدريبية خطوة بخطوة.
الخطوة 3 / "تلقي المال على حسابك المصرفي".
أهذا كل ما عليّ فعله؟ التسجيل في الدورة التدريبية، ثم استقبال المال في حسابي المصريف والاستمتاع بالحياة بعدها؟
لا يمكن لأي شخص جني المال بهذه السهولة. (في الواقع، صاحب الدورة التدريبية فعلها!)
والآن، دعنا نتحدث بجديّة
تدعي بعض هذه البرامج أنه يمكنك الحصول على 10-20$ لقاء قضائك بعض الدقائق في إنجاز مهمة بسيطة، هذا يعني مئات الدولارات في الساعة.
أنا لا أقول أنه من المستحيل كسب مئات الدولارات في الساعة، لكن لو كانت هناك طريقة مضمونة (مثل وضع 10$ في جهاز، ليُخرجها لك 20$) لوظفت الشركات شخصًا أو أكثر لإنجاز هذه المهمة، ودفعت لهم أجورهم، ثم ملأت حساباتها البنكية بالمال المتبقي، ليتقاعد أصحابها في الثلاثينات! والسبب في أن لا أحد يفعل ذلك هو بأن كسب المال ليس بهذه السهولة.
2. ادفع أولًا.. ثم سنخبرك بالسرّ
إذا كنت شخصًا طبيعًا مثلي، فلن تضع بطاقاتك الاعتمادية في جهاز دفع دون أن تعرف بالضبط ما الذي تدفع مقابله.تنطبق ذات القاعدة عند شراء شيء ما عبر الإنترنت.
ومع ذلك، فإن العديد من أصحاب هذه الحيل ينتهجون طريقة مختلفة. فهم يطلبون المال مقدمًا. ويُظهرون أمامك صفحة تتضمن نتائج بعض الصفقات الناجحة، ليخبروك بأنك ستعرف "السر" الحقيقي فقط إن دفعت الرسوم.
والحقيقة هي أنه لا يوجد أي "سر".
كسب المال عبر الإنترنت كأي عملٍ آخر: يتطلب العمل وعليك أن تتعلم كيفية القيام بذلك.
لا أحد يبيع "سرّ" إصلاح السيارات. أو "سر" العزف على البيانو.
جميعها مهارات تتطلب المعرفة والتدريب والممارسة.
وإذا كنت تبحث عن دروس للعزف على البيانو، فلن يتمّ إرسالك إلى صفحة مع زر "اشتر الآن".
ما قد تراه على الأرجح هو وصف الدورة الذي يحدد كل شيء ستتعلمه، وجدولًا زمنيًا، وربما حتى أهداف ونتائج الدورة.
عادةً ما يشرح البرنامج (الشرعي) لجني الأموال عبر الإنترنت، على الأقل بعض التفاصيل، ما الذي يقومون بتدريسه وما الذي ستفعله.
3. ادفع (.)$ للحصول على النسخة التجريبية، مع ضمان لاسترداد المال
وضعت نقطة واحدة فقط بين قوسين، لأن المبلغ قد لا يتعدى الـ 1$!لكن لماذا قد يطلب أحدهم طلبًا كهذا؟
للأمانة، لا تُعتبر هذه الطريقة أسلوب احتيال، إلا أن طلبًا كهذا هدفه تحديد تصنيفك (كمشترٍ جاد/مجرد زائر)، وهو ما تُبنى عليه الخطوة التالية.
لا يعني ذلك -ظاهريًا- أنك تتعرض لمحاولة خداع. لكنه شيء يجب أن تكون على دراية به.
4. هل تأذن لنا بتجديد الخدمة تلقائيًا؟
كثيرًا ما تتضمن المواقع القائمة على نظام العضوية/الاشتراكات (والتي تأتي مع نسخة تجريبية مخفضة) أمرًا قد يغفل عنه الكثيرون: سياسة التجديد التلقائي.قبل التسجيل، من الأفضل إجراء بعض البحث. لا تنسى أنك تزودّ تلك المواقع بمعلومات حساسة (أهمها: بيانات حسابك البنكي أو بطاقتك الأئتمانية). لذا احرص على التأكد من أن نظام الدفع لديهم آمن، اتصل بالدعم الفني واسألهم عن سياسة وإجراءات الإلغاء الخاصة بالموقع. على سبيل المثال: هل يحتاجون إلى 30 يومًا قبل الإلغاء؟
عملية احتيال كهذه يمكن أن تنجح (حتى إن التزموا بالإلغاء فعلًا)، يكفيّ أن يفوتروا كل مشترك على الأيام الثلاثين قبل الإلغاء، وسيحققون ثروة. سيحارب البعض من أجل استعادة أموالهم، لكن الكثيرون سيكونون سعداء بإلغاء الاشتراك ويعتبروا رسوم الشهر الأول (ضريبة التجربة).
وربما يحتالون عليك بطريقة أخرى: كأن تشتري منتجًا ظنًا منك أنه لمرة واحدة، لتكتشف في النهاية أنه يعمل بأسلوب الاشتراك الشهري. لا يخبرك الجميع بذلك عند التسجيل!
5. السيد مجهول!
إذا لم تجد وسيلة واضحة للتواصل، فاعتبر ذلك بمثابة علامة تحذير كبيرة!قد تصادف نظام ربحي يدعي أنه سيعلمك كيفية الحصول على إيراد بـ 5 (وحتى 6 أصفار)، ولكن طريقة التواصل الوحيدة بينك وبين منشئه هي عنوان بريد إلكتروني غامض!
الشركات القانونية، وخاصة تلك التي تتحدث عن تحقيق مثل هذه المبالغ، ستعرض معلومات حول من يملك الشركة ومن يديرها وما إلى ذلك.
عادة ما يكون لديهم نموذج "الاتصال" أو القدرة على فتح بطاقة دعم فني.
عند إنفاق مبلغ كبير من المال (كما تتطلب العديد من هذه البرامج)، يجب أن تكون قادرًا على الاتصال بالدعم قبل الشراء.
أرسل إليهم رسالة، واسألهم سؤالًا عن البرنامج، وتأكد من أن هناك شخص ما بالفعل على الطرف الآخر قبل تحويل الأموال والاشتراك.