سخرت من الإسلام. فاعتنقته !!
البرق يجلد هضبة[بوتشي]النيجيرية بقسوة، فتهمي دموع السماء، الكون قد التحف عباءته السوداء، ونجوم تحاول أن تومض من وراء السحب الداكنة وفي الدرب الموحل تمشي فتاة تشارك السماء البكاء، قد تورمت عيناها، واخضر وجهها من الركلات، وذئاب بشرية تدعوها للمبيت مصحوبة بابتسامات لزجة شيطانية.
ما قصة الفتاة؟!
إنها ابنة أكبر قسيس في المدينة وأشدهم كرهاً للإسلام وأهله، تسكن مع أبيها في بيتٍ يقع أمام مشروع دار المهتدين الجدد، اعتادت على التردد على دار المهتدين الجدد لتبيع لهم الأرز باللبن، وطبق تعده بنفسها.
كانت حين ذاك تستغل فرصة وجودها بينهم لتناقشهم، وتستفسر عن كل ما يتعلق بإسلامهم.
الشاب النحيل"أبو بكر"كان المشرف على مشروع المهتدين ذاك؛ فكانت تنهال عليه بأسئلتها التي لم يظنها ستنتهي يوماً، ولم يتململ منها مطلقاً، رغم خوفه من قدوم أبيها وإيساعه ضرباً حتى الموت لو أسلمت ابنته على يديه!!
دخلت الفتاة على "أبو بكر" يوماً فرأته يقوم بحركات غريبة؛ فبادرته بسؤال:"أنت أفريقي مثلنا..لماذا صلاتك مختلفة عنا؟!"فقال لها:"إني مسلم"!!
فقهقهت ضاحكة باستهزاء قائلة:"مسلم!!، ذلك المسلم الذي يتزوج أربعة نساء!!،ويغطي المرأة بأقمشة وكأنها مصابة بداء الفيل!!،المسلم الذي يخجل من أن ينظر مخلوق لنسائه!!"وارتفع صوتها بالضحك أكثر.
ابتسم أبو بكر - فلمعت أسنانه البيضاء- وقال لها بكل هدوء:"أقل ما يقال:نحن نحترم نساءنا؛ فلا يخرجن للجري وراء لقمة العيش، هن ملكات عندنا، نصونهن عن أعين الرجال، ونحفظهن من كيدهم".
تلعثمت الفتاة، وخرجت مسرعةً إلى بيتها، وملايين الأسئلة تلوكها بصمت.
تتابعت الأيام، وتحولت النقاشات المستفزة إلى حوارات هادئة، والكلمات إلى تيار يسري بالنفوس فيهزها هزا، وصارت العبارات قناعات ثابتة، ومن ثم تحولت القناعات إلى فعل.. وإرادة.. وإسلام.
أسلمت الفتاة.. وصارت تدعى [فوزية]، وتلقت - وما زالت تتلقى- من الإهانات والذل من أبيها ما لا يحتمله بشر، فهو قس المدينة وراهبها.
فما الذي أجبرها على الخروج تلك الساعة تحت هذه الأمطار بهذه الهيئة يا ترى؟!
ومع انبثاق صباح اليوم التالي جاء خبرها، أنها خرجت من بيتها مطرودة من أبيها القس، واحتارت الفتاة أين تذهب؟، وأين تبيت تلك الليلة المؤلمة؟، فإذا بها ترى أذرعاً دافئة مشرعة نحوها، لقد أبصرت من بعيد مئذنة جامع البيان؛ ففرحت وعدت ذلك بمثابة الحفظ الإلهي لها، باتت بالمسجد، وحين أصبح الصباح وجدها "الشيخ سليمان" إمام المسجد؛ فأرسلها لبيته، مخبراً إياها أنها من الآن أخت لنا جميعاً نحن المسلمين، وأسرَّ لأهل بيته بالعناية بها وتحملها مهما فعلت.
مكثت الفتاة مع زوجة "الشيخ سليمان" أياما طوالاً، كان له بالغ الأثر في صقل إسلامها ذا العهد الجديد؛ فقد أبصرت عن كثب كيف هي حياة المسلمين؟، وكيف هم متحابون، متآلفون، محافظون على رضا الله ومرضاته؛ فازدادت قناعتها بالإسلام، وزاد بذاك تمسكها به.
إلا أن الأيام ليست متشابهة، ووالدها لن يدعها وشأنها؛ فقد جُن جنونه، وأخذ يبحث عنها، واتخذ من شياطين الإنس له عوناً عليها؛ فأضرموا الشر في قلبه، حتى غدا كنيران النمرود التي أشعلها ليحرق سيدنا إبراهيم عليه السلام، جاء بعدته وعتاده وبيده بندقيته القديمة، وحاصر منزل "الشيخ سليمان"، وهدد بحرق المنزل بمن فيه إن لم تخرج ابنته.
أما أخينا "أبو بكر" فقد طالبه المسلمون بالمدينة أن يختفي عن الأعين؛ فلو وجده لجعل دمه يسيل في قُداس الأحد بكنيستهم.
كيف لا؟، وهو من كان سبباً في إسلام ابنته، واعتناقها عقيدة التوحيد، التي لا تؤمن بوجود ثلاثة يُعبَدون كما هم فاعلون.
خرج "الشيخ سليمان"، وأخبره أن ابنته لم يمسسها سوء، وهي في بيته عزيزة كريمة؛ فطلب الأب رؤيتها؛ فخرجت له، وفرائصها ترتعد خوفاً، وأنفاسها تكاد تنقطع من فرط رعبها.
أمرها أن تصحبه للمنزل؛ فرفضت؛ لأنها تعلم ما ستجد هناك؛ فاستشاط غضباً، وأمر شياطينه بإضرام النار، ليحترق قلب الفتاة وقلوب المسلمين قهراً قبل اشتعال البيت.
وفي الوقت الحرج جاءت الشرطة، وأخمدت النار، وفرقت الجموع.
طلب الأب من السلطات أن ترجع ابنته لمنزلها؛ فرفضوا، وعين المسلمون لها محامياً ليدافع عنها، وحكم القانون: أن الفتاة راشدة، ويحق لها أن تختار الديانة التي تقتنع بها، ولها حرية تقرير حياتها كيف ستكون.
سارت الجموع المسلمة بالمدينة بعد نهاية القضية تهتف بفرح: "فوزية منا، فوزية أختنا، فوزية مسلمة"؛ فالحماسة الدينية لدى الأفارقة في نيجيريا عجيبة؛ فهم أقوياء على الكفار، رحماء بينهم، يساندون بعضهم ويقفون سوياً؛ كالبنيان المرصوص.
غطت الحدث وسائل الإعلام بالمدينة، وأصبح القس غارق بهمه، ولا سبيل لابنته، إلا أن حكمة "الشيخ سليمان" جاءت كالبلسم على قلب والدي الفتاة، حيث استضافهما في بيته، وأكرمهما، وجاء لهما بابنتهما ليرياها، وخير الفتاة حينها أن ترجع مع والديها أو أن تبقى لديه مع أبنائه.
قفز والدها ليعانق "الشيخ سليمان"، وبكت الأم كثيراً، من يعي أن ذاك القس الهائج قد لان الآن... موقف "الشيخ سليمان"، ومعاملته إياهم بالحسنى؛ جعلتهم يدركون ويبصرون بأم عينهم أن الإسلام سلام ورحمة، ليس كما يظنونه إرهاب، وظلم، وزواج من أربع نساء!!
عادت "فوزية" لمنزل والدها مكرمة مصونة، بحجابها عادت، بعزتها عادت، بإيمانها الذي يملأ قلبها عادت، فائزة بهداية الله، وبحب المسلمين لها.
ولذا أسماها المسلمون هنا: "فوزية".
المصدر: موقع دعوتها
البرق يجلد هضبة[بوتشي]النيجيرية بقسوة، فتهمي دموع السماء، الكون قد التحف عباءته السوداء، ونجوم تحاول أن تومض من وراء السحب الداكنة وفي الدرب الموحل تمشي فتاة تشارك السماء البكاء، قد تورمت عيناها، واخضر وجهها من الركلات، وذئاب بشرية تدعوها للمبيت مصحوبة بابتسامات لزجة شيطانية.
ما قصة الفتاة؟!
إنها ابنة أكبر قسيس في المدينة وأشدهم كرهاً للإسلام وأهله، تسكن مع أبيها في بيتٍ يقع أمام مشروع دار المهتدين الجدد، اعتادت على التردد على دار المهتدين الجدد لتبيع لهم الأرز باللبن، وطبق تعده بنفسها.
كانت حين ذاك تستغل فرصة وجودها بينهم لتناقشهم، وتستفسر عن كل ما يتعلق بإسلامهم.
الشاب النحيل"أبو بكر"كان المشرف على مشروع المهتدين ذاك؛ فكانت تنهال عليه بأسئلتها التي لم يظنها ستنتهي يوماً، ولم يتململ منها مطلقاً، رغم خوفه من قدوم أبيها وإيساعه ضرباً حتى الموت لو أسلمت ابنته على يديه!!
دخلت الفتاة على "أبو بكر" يوماً فرأته يقوم بحركات غريبة؛ فبادرته بسؤال:"أنت أفريقي مثلنا..لماذا صلاتك مختلفة عنا؟!"فقال لها:"إني مسلم"!!
فقهقهت ضاحكة باستهزاء قائلة:"مسلم!!، ذلك المسلم الذي يتزوج أربعة نساء!!،ويغطي المرأة بأقمشة وكأنها مصابة بداء الفيل!!،المسلم الذي يخجل من أن ينظر مخلوق لنسائه!!"وارتفع صوتها بالضحك أكثر.
ابتسم أبو بكر - فلمعت أسنانه البيضاء- وقال لها بكل هدوء:"أقل ما يقال:نحن نحترم نساءنا؛ فلا يخرجن للجري وراء لقمة العيش، هن ملكات عندنا، نصونهن عن أعين الرجال، ونحفظهن من كيدهم".
تلعثمت الفتاة، وخرجت مسرعةً إلى بيتها، وملايين الأسئلة تلوكها بصمت.
تتابعت الأيام، وتحولت النقاشات المستفزة إلى حوارات هادئة، والكلمات إلى تيار يسري بالنفوس فيهزها هزا، وصارت العبارات قناعات ثابتة، ومن ثم تحولت القناعات إلى فعل.. وإرادة.. وإسلام.
أسلمت الفتاة.. وصارت تدعى [فوزية]، وتلقت - وما زالت تتلقى- من الإهانات والذل من أبيها ما لا يحتمله بشر، فهو قس المدينة وراهبها.
فما الذي أجبرها على الخروج تلك الساعة تحت هذه الأمطار بهذه الهيئة يا ترى؟!
ومع انبثاق صباح اليوم التالي جاء خبرها، أنها خرجت من بيتها مطرودة من أبيها القس، واحتارت الفتاة أين تذهب؟، وأين تبيت تلك الليلة المؤلمة؟، فإذا بها ترى أذرعاً دافئة مشرعة نحوها، لقد أبصرت من بعيد مئذنة جامع البيان؛ ففرحت وعدت ذلك بمثابة الحفظ الإلهي لها، باتت بالمسجد، وحين أصبح الصباح وجدها "الشيخ سليمان" إمام المسجد؛ فأرسلها لبيته، مخبراً إياها أنها من الآن أخت لنا جميعاً نحن المسلمين، وأسرَّ لأهل بيته بالعناية بها وتحملها مهما فعلت.
مكثت الفتاة مع زوجة "الشيخ سليمان" أياما طوالاً، كان له بالغ الأثر في صقل إسلامها ذا العهد الجديد؛ فقد أبصرت عن كثب كيف هي حياة المسلمين؟، وكيف هم متحابون، متآلفون، محافظون على رضا الله ومرضاته؛ فازدادت قناعتها بالإسلام، وزاد بذاك تمسكها به.
إلا أن الأيام ليست متشابهة، ووالدها لن يدعها وشأنها؛ فقد جُن جنونه، وأخذ يبحث عنها، واتخذ من شياطين الإنس له عوناً عليها؛ فأضرموا الشر في قلبه، حتى غدا كنيران النمرود التي أشعلها ليحرق سيدنا إبراهيم عليه السلام، جاء بعدته وعتاده وبيده بندقيته القديمة، وحاصر منزل "الشيخ سليمان"، وهدد بحرق المنزل بمن فيه إن لم تخرج ابنته.
أما أخينا "أبو بكر" فقد طالبه المسلمون بالمدينة أن يختفي عن الأعين؛ فلو وجده لجعل دمه يسيل في قُداس الأحد بكنيستهم.
كيف لا؟، وهو من كان سبباً في إسلام ابنته، واعتناقها عقيدة التوحيد، التي لا تؤمن بوجود ثلاثة يُعبَدون كما هم فاعلون.
خرج "الشيخ سليمان"، وأخبره أن ابنته لم يمسسها سوء، وهي في بيته عزيزة كريمة؛ فطلب الأب رؤيتها؛ فخرجت له، وفرائصها ترتعد خوفاً، وأنفاسها تكاد تنقطع من فرط رعبها.
أمرها أن تصحبه للمنزل؛ فرفضت؛ لأنها تعلم ما ستجد هناك؛ فاستشاط غضباً، وأمر شياطينه بإضرام النار، ليحترق قلب الفتاة وقلوب المسلمين قهراً قبل اشتعال البيت.
وفي الوقت الحرج جاءت الشرطة، وأخمدت النار، وفرقت الجموع.
طلب الأب من السلطات أن ترجع ابنته لمنزلها؛ فرفضوا، وعين المسلمون لها محامياً ليدافع عنها، وحكم القانون: أن الفتاة راشدة، ويحق لها أن تختار الديانة التي تقتنع بها، ولها حرية تقرير حياتها كيف ستكون.
سارت الجموع المسلمة بالمدينة بعد نهاية القضية تهتف بفرح: "فوزية منا، فوزية أختنا، فوزية مسلمة"؛ فالحماسة الدينية لدى الأفارقة في نيجيريا عجيبة؛ فهم أقوياء على الكفار، رحماء بينهم، يساندون بعضهم ويقفون سوياً؛ كالبنيان المرصوص.
غطت الحدث وسائل الإعلام بالمدينة، وأصبح القس غارق بهمه، ولا سبيل لابنته، إلا أن حكمة "الشيخ سليمان" جاءت كالبلسم على قلب والدي الفتاة، حيث استضافهما في بيته، وأكرمهما، وجاء لهما بابنتهما ليرياها، وخير الفتاة حينها أن ترجع مع والديها أو أن تبقى لديه مع أبنائه.
قفز والدها ليعانق "الشيخ سليمان"، وبكت الأم كثيراً، من يعي أن ذاك القس الهائج قد لان الآن... موقف "الشيخ سليمان"، ومعاملته إياهم بالحسنى؛ جعلتهم يدركون ويبصرون بأم عينهم أن الإسلام سلام ورحمة، ليس كما يظنونه إرهاب، وظلم، وزواج من أربع نساء!!
عادت "فوزية" لمنزل والدها مكرمة مصونة، بحجابها عادت، بعزتها عادت، بإيمانها الذي يملأ قلبها عادت، فائزة بهداية الله، وبحب المسلمين لها.
ولذا أسماها المسلمون هنا: "فوزية".
المصدر: موقع دعوتها