لم تعد صغيراتنا كما كن، لم يعد إدراكهن لمواقف الحياة المختلفة ساذجا كما كان، اختفت البراءة وغابت عن الكثيرات لتأتي مثل هذه العبارة على لسان ابنة العشر سنوات: "إذا ابتسم ابتسمت الدنيا، وإذا تجاهلني اسودت الدنيا ولم يصبح لها طعم.. إنني ألمح له ولكنه يؤكد طبيعة العلاقة كمدرس وتلميذة، وإذا اهتم بزميلة أو تحدث معها أغير بشدة"!! ومع كل هذا التغير يأتي السؤال كيف نتعامل مع نضج بناتنا المبكر؟
فلننتبه مبكرًا:
إن إحساسنا السائد بأن ابنتنا لم تكبر وأنها ما زالت في نظرنا طفلة، يجب أن نفيق منه مبكرا جدا لأن الواقع اختلف.. علينا ألا نقارن حتى بناتنا الصغيرات بأخواتهن الأكبر، فخمس سنوات من الزمن أصبحت تعني جيلا جديدًا بمشاعر جديدة وأفكار مختلفة.
فلنتحدث نحن قبل أن يفاجئونا:
إن التصور النمطي الذي نقارن فيه أنفسنا بأطفالنا الحاليين تصور خاطئ.. إننا كنا في مثل سنهم في منتهى البراءة.. لا نعرف شيئا.. إننا لم نعرف أشياء كثيرة إلا على أعتاب الجامعة أو الزواج، كل هذا أصبح لا يصلح؛ لأن الحقيقة أنهم يعرفون أكثر مما نتصور أو نتخيل.. فأفضل لنا أن نتحاور معهم ونفتح قلوبنا وصدورنا وعقولنا لنعرف ماذا يعرفون، ليس تفتيشا بوليسيا لكشف الأسرار، ولكنه اقتراب يؤدي للفضفضة الطبيعية.. لتقول كل شيء وتسأل عن كل ما لا تعرف.. ببساطة.. بسلاسة بهدوء.. من غير أي انزعاج أو اندهاش، فقد مضى زمن الدهشة.
كوني بقرب ابنتك في عالمها أو عوالمها:
لا تنعزلي عن ابنتك بحجة أنك لا تفهمين في الكمبيوتر أو الشات أو الإنترنت.. فهذا يعطيها أولا إحساسا بالانفصال عنك، ثم الاستقلال التام بنفسها مع أمان شديد أنك لن تكتشفي ما تفعل.. وأنه لا جدوى من اشتراكك أو إشراكك معها، فأنت لا تعرفين ولا تفهمين، ويتولد لديها شعور بالتميز فهي مصدر الإلهام لنفسها، وهي تعرف أكثر منك، فمتى قابلتها مشكلة فلن تسألك لأنك في الحقيقة لا تعرفين.. فيتكون لديها عالم الأسرار الصغيرة الذي تغلقه على نفسها ولن تسمح لأحد بدخوله.
تحاوري معها في العلاقات مع الآخرين:
وخاصة زملاءها البنين ومشاعرها نحوهم.. ونحو مدرسيها الرجال ومدربيها الرياضيين.. أوجدي لها إجابات عن أسئلة حول مشاعر تحس بها، أو أنقذيها من خوف من أقوال أو أفعال تتحرش بها.. وطمئنيها.. لرغبة لا تعرف كيف تتعامل معها قد تجعلها تتغاضى عن بعض الأقوال أو التصرفات.
كوني صديقة لها ولصديقاتها:
العبي معها ومعهن.. اضحكي معها ومعهن.. كوني مستودع أسرارهن الصغيرة.. أشعريهن بفهمك وتفاهمك.. كوني مصدر فخر لطفلتك أمامهن.. اجعلي صاحباتها يحسدنها عليك.
اجعلي كل الأمور مطروحة للحوار وللنقاش:
"لا خطوط حمراء".. ولا مناطق محظورة ولا كلمات ممنوعة.. أنصتي بهدوء وعمق ولا تردي بانفعال أو بدون تفكير.. إذا لم تعرفي الرد فأعطي نفسك فرصة للسؤال والاستفسار حتى لا تفقدي خط الاتصال.
اقرئي كل ما يقال عن التعامل مع المراهقات وكيفية إعدادهن لسن المراهقة وكيفية التعامل معهن، فالحقيقة أنه قد أصبح في بيتك مراهقة قبل الأوان.. تعاملي مع الحقيقة فالإنكار لا يفيد.