رسم توضيحي للعنقود المجري "أس بي تي2349" الذي يعتبر أضخم كائن في الكون حتى الآن
قياسا إلينا نحن البشر، فإن كوكب الأرض يعتبر فائق الضخامة، فهو يزن ستة سبتيليونات كيلوغرام أو الرقم 6 متبوعا بـ24 صفرا، لكنه ليس حتى أكبر كوكب في المجموعة الشمسية، فهو قزم بالنسبة لكواكب عملاقة مثل نبتون وأورانوس وزحل وكبير الكواكب المشتري الذي يزن 1.9 أوكتيليون كيلوغرام أو الرقم 1.9 متبوعا بـ27 صفرا. فما هو أضخم كائن في الكون؟
لقد اكتشف الباحثون آلاف الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى، من بينها كواكب عديدة تجعل الكواكب العملاقة في مجموعتنا الشمسية تبدو ضئيلة الحجم جدا.
فعلى سبيل المثال، يعتبر الكوكب "أتش آر2562" المكتشف في 2016 أثقل كوكب خارج المجموعة الشمسية تم اكتشافه حتى الآن بكتلة تزيد ثلاثين مرة عن كتلة المشتري، وبمثل هذا الحجم احتار الفلكيون هل يصفون هذا العملاق على أنه قزم بني، مما يجعله نوعا من النجوم الصغيرة، أم يعتبرونه كوكبا عملاقا.
كما يمكن للنجوم نفسها أن تصل إلى أحجام هائلة، ويعتبر النجم "آر136أي1" أضخم نجم معروف لدينا، فكتلته تزيد عن كتلة شمسنا بنحو 265 إلى 315 مرة، حيث يبلغ وزنه 2 نونليون كيلوغرام أو الرقم 2 متبوعا بـ30 صفرا.
تبلغ كتلة المشتري 1.9 أوكتيليون كيلوغرام أو الرقم 1.9 متبوعا بـ27 صفرا (رويترز)
ويوجد هذا النجم على بعد 130 ألف سنة ضوئية في "سحابة ماجلان الكبيرة"، وهي مجرة رفيقة تدور حول مجرتنا درب التبانة، وهو من الكبر والسطوع لدرجة أن الضوء الذي ينبعث منه يمزقه فعليا، وفقا لدراسة نشرت في 2010 في دورية "الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية".
والإشعاعات الكهرومغناطيسية المتدفقة منه من القوة الكافية لحمل مواد من السطح، الأمر الذي يتسبب في فقدان النجم ما مقداره 16 مرة كتلة الأرض كل عام. وعلماء الفلك غير متأكدين تماما كيف يمكن لنجم ذاتي التدمير مثل هذا أن يتشكل وكم من الوقت سيتماسك.
بعد النجوم تأتي المجرات في المقاييس الكونية، فمجرتنا درب التبانة ذات حجم هائل يحير العقول حيث تمتد على مسافة مئة ألف سنة ضوئية من الطرف إلى الطرف، وتضم نحو مئتي مليار نجم، وكتلتها نحو 1.7 تريليون مرة كتلة شمسنا.
لكن على ضخامة مجرتنا فإنها لا تتنافس مع المجرة المركزية في "عنقود العنقاء" (Phoenix Cluster)، التي يبلغ قطرها 2.2 مليون سنة ضوئية وتضم ثلاثة تريليونات نجم، وفقا لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).
سحابة ماجلان الكبيرة تضم أكبر نجم تم رصده حتى الآن بكتلة تصل إلى 315 مرة عن كتلة شمسنا (eso.org)
وعنقود العنقاء بحد ذاته هو تراكم هائل لحوالي ألف مجرة تدور حول بعضها بعضا وتبعد 5.7 مليارات سنة ضوئية وذات كتلة إجمالية تبلغ نحو 2 كوادريليون شمس، أو الرقم 2 متبوعا بـ15 صفرا، وفقا لدراسة نشرت في دورية "نيتشر" عام 2012
لكن حتى هذا العنقود الهائل من المجرات لا يمكنه التنافس مع الكائن الأكثر ضخامة على الإطلاق في الكون، وهو عنقود مجرِّي اكتشف مؤخرا وأطلق عليه اسم "أس بي تي2349"، وتم وصفه في عدد 25 أبريل/نيسان من دورية "نيتشر" العلمية.
فهذا العنقود يضم أكثر من 14 مجرة فردية هائلة الحجم محشورة معا في مساحة لا تزيد كثيرا عن مجرة درب التبانة، ويتوقع علماء الفلك أن تتجمع هذه المجرات المنفردة في نهاية المطاف لتشكل مجرة واحدة عملاقة، ستكون الأكثر ضخامة في الكون.
لكن هذا بمثابة قمة جبل الجليد، فقد كشفت عمليات رصد أخرى أن البنية الكلية تحتوي على خمسين مجرة إضافية ستستقر كلها في جسم يعرف باسم الكتلة المجرية، حيث تدور العديد من المجرات حول بعضها بعضا. وتبلغ كتلة حامل الرقم القياسي السابق كأضخم كائن في الكون والذي يحمل اسم "عنقود أل غوردو" مما يعادل 3 كوادريليون شمس أو الرقم 3 متبوعا بـ15 صفرا، لكن من المرجح أن تتفوق عليها "أس بي تي2349" بأربعة أو خمسة أضعاف على الأقل.
وبالنظر إلى أن البشر لم يفتشوا سوى جزء صغير من السماء عن مثل هذه الأشياء، فإنه يمكن لأجسام أكثر ضخامة أن توجد في مكان ما في الكون الواسع.