نبذة عن الدولة الرستمية :
أسست الكثير الدول الإسلامية منذ القدم، لتبقى حاضرة في تاريخ البشرية، وذلك بسبب ما بنيت عليه مثل تلك الدول من مبادئ راسخة وأصول عريقة، فكانت دول إسلامية يشهد لها بتقوى من عاش فيها وكان شاهدا على بنائها وقيامها كدولة، وعند الحديث عن تلك الدول لا بد من ذكر اسم الدولة الرستمية احدى الدول الإسلامية المتميزة بصفات نادرا لا نجدها في باقي الدول.
تعريف الدولة الرستمية :
هي دولة قامت وأسست في المغرب الأوسط ( الجزائر ) سنة 777م وبقيت حتى سنة 909 م، تنسب هذه الدولة إلى مؤسسها الأول عبد الرحمن بن رستم زعيم الخوارج الإباضية، عرف عن الدولة الرستمية بنظام الشورى المعمول به, وعدالة أئمتها وصلاحهم وإخلاصهم في العمل، كما أنها دولة احتضنت جميع المذاهب الإسلامية المعروفة دون وجود تفرقة أو عنصرية بين تلك المذاهب فكانوا جميعهم يمارسون عباداتهم بكل حرية وبعيدا عن الخوف، حيث كان لهم مساجدهم وبيوتهم التي يعيشون داخلها مع كل الحقوق التي يجب على أي دولة توفيرها لمواطنيها، وبذلك يمكن القول أن عبد الرحمن بن رستم نجح في إدارة دولته التي تولى خلافتها من بعده ابنه عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الذي بقي حاكما للدولة الرستمية ما يقارب العشرون عاما ليتولى من بعده ابنه افلح بن عبد الوهاب الذي حكم الدولة الرستمية لأكثر من خمسين عاما ومن ثم تولى حكم الدولة مجموعة من الأمراء كان أخرهم اليقظان بن أبي اليقظان.
أسماء اشهر مدن الدولة الرستمية :
كان للدولة الرستمية عدة مدن كان أشهرها المدن التالية:
*مدينة تيهرت وهي عاصمة الدولة الرستمية
*مدينة وهران
*مدينة الشلف
*مدينة الغدير
*مدينة الخضراء.
اهتمامات الدولة الرستمية في ذلك الوقت :
قام سكان هذه الدولة وعلمائها ببعض الأعمال التي عملت على تحسين المستوى الاقتصادي للدولة وقد برز دورهم في كل من:
> الزراعة، فهي دولة عرف عنها بكثرة بساتينها التي كانت تستخدم لزراعة الحبوب والسمسم والكتان بالإضافة إلى النخيل وبعض أنواع الفواكه.
> بناء الأحواض للحفاظ على مياه الأمطار من الجفاف
> اهتم البعض بتربية الأغنام والمواشي التي كانت تشكل لهم مصدر تجاره رائع
> عملوا على إنشاء المكتبات العلمية والتي تحتوي على الكثير من الكتب ذات القيمة العلمية العالية.