بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التحذير من شهادة الزور
الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل
الحمدُ لله نحمَدُه، ونستعِينُه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعُوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ: فيا عباد الله:
اتَّقوا الله تعالى، واحذَرُوا من الوقوع فيما حرَّم الله، وابتَعِدوا عمَّا نهاكم عنه نبيُّكم صلوات الله وسلامه عليه فقد تجرَّأ الكثير من الناس على قول الزُّور وشهادة الزور، تجرَّأ الكثير بهذه الشهادة؛ إمَّا لينفع شخصًا في نظر الشاهد لقرابته أو لصداقته أو لعصبية، أو ليضرَّ شخصًا؛ إمَّا لعداوته، أو من أجل أنْ يتقرَّب بها للمسؤول لنفع دنيوي، فما أكثر الشاهدين بهذه الشهادة للأعراض المذكورة! وغيرها من أمور الدنيا التي أنست الكثير من الناس أمورَ الآخرة، وجرَّأتهم على الوقوع في المحرَّمات، ومُطاوَعة الهوى والنفس والشيطان، وما يدري هذا الشاهد المتجرِّئ على محارم الله أنَّه قد ارتكب بهذه الشهادة عدَّة محاذير منها:
الكذب والافتراء، والله سبحانه وتعالى قال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28].
ومنها أنَّه ضرَّ الذي شَهِدَ له وهو يظنُّ أنَّه ينفعه؛ حيث ساق إليه المال الحرام بشهادته الباطلة له، فوجبت له النار؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قضيت له من مال أخيه بغير حقٍّ فلا يأخُذه؛ فإنما أقطع له قطعة من نار))[1]؛ متفق عليه.
فحكم الحاكم لا يحلُّ حرامًا ولا يحرِّم حلالًا، فقد يُنهَى النزاع بشهادةٍ كاذبة يظنُّ القاضي أنها صحيحة، فليس له إلا الظاهر، وهي في الباطن كاذبة، شهادة زور تحمل شاهدها ذلك، وتجرَّأ المشهود على أخْذ الحرام بتلك الشهادة الكاذبة، فالحرام حرامٌ لا تحلُّه الشهادة الكاذبة.
ومن المحاذير التي ارتكبها الشاهد شهادة الزور، إنَّه ظلم المشهود عليه، فأخَذ ماله، أو عرضه، أو نفسه بتلك الشهادة الكاذبة، ومنها أنَّه أباحَ ما حرَّم الله - تعالى وعصمه من المال والدم والعرض؛ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور))[2]، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت؛ رواه البخاري.
وفي الأثر كما في الكبيرة الثامنة عشرة عدلت شهادة الزُّور الشرك بالله - تعالى مرتين وقال - تعالى -: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30].
فيا عباد الله:
ما أعظم ضرر شهادة الزُّور على المجتمع؛ لما يترتب عليها من مفاسد وارتكاب المحرَّمات، وما تُحدِثه من حقد وضغائن، وانتشارٍ للفوضى، وبلبلة أفكار، ووُقوعٍ في الرذائل وبُعد عن الفضائل، وما يحصل للشاهد نفسه من مضارَّ في دنياه وأُخراه؛ فإنَّه يُعاقَب في الدنيا بالتعزير والتشهير، وفي الحديث عن ابن عمر رضِي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لن تزولَ قدمُ شاهد الزُّور حتى يُوجب الله له النار))[3]؛ رواه ابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
كما أنَّ بعض الناس قد يكتم الشهادة إذا كان لديه لأحدٍ شهادةً تُبيِّن حقَّه وتظهره؛ وذلك إمَّا بُغضًا لصاحب الحق، أو عَداوة له، أو من أجل أنَّ المشهود عليه قريب أو صديق للشاهد، ويريد في نظره ألاَّ يضر المشهود عليه بشهادته، وهو لا يدري أنَّه قد ظلَم نفسه وظلَم صاحبه بكتْم الشهادة، وأعانَه على الباطل وأقرَّه عليه؛ والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾ [البقرة: 283].
قال ابن عباسٍ وغيره: شهادة الزُّور من أكبر الكبائر، وكتمانها كذلك.
ولا شكَّ يا عباد الله أنَّ شهادة الزُّور وكتمانها تعاونٌ على الباطل، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].
فاتَّقوا الله يا عباد الله في أموركم، لا يحملنَّكم الهوى وطاعته الشيطان على الوقوع فيما يُسخِط الله، ويُورِدكم موارد العطب والهلاك، ولا تظنُّوا أنَّ ما خفي على الناس يخفى على الله، فستنطق الجوارح وتشهد على أصحابها.
قال - تعالى -: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24].
فكلُّ شيء مُدوَّن ومحفوظ، والله يعلم السرَّ وأخفى، فاحذروا الوقوع فيما يسخط الربَّ جلَّ وعلا واربؤوا بأنفُسكم عن رذائل الأعمال، وتحروا الصدق والعدل في أقوالكم وأعمالكم، تفلحوا وتنجوا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8].
بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.
أقول هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
واعلَموا أنَّ الكثير من الناس قد ابتُلِي بالهوى، وطاعة النفس والشيطان، والتعصُّب للقبيلة، ومن تربطه به رابطه دنيويَّة، وبهذا نسي أو تناسى عواقبَ وآثار ما يُقدِم عليه من قول زور، وشهادة زور، وتعريض نفسه لعُقوبات الدنيا والآخِرة، وما يتركه هذا العمل الخبيث من آثارٍ سيِّئة في المجتمع، فما أكثر ضرره، وما أشد تأثيره! فإنَّ المجتمع الذي تنتشر فيه هذه الأمراض يكون مجتمعًا متفككًا متعاديًا، يسعى بعضه للانتقام من البعض الآخر، فحياته حياة تعاسة وشقاء، ولا شكَّ أنَّ هذا ناتجٌ عن قلَّة الإيمان، والبُعد عن آداب وتعاليم الإسلام، فاتَّقوا الله يا عباد الله، وأصلِحُوا ما فسد من أحوالكم، وعالجوا ما مرض من نفوسكم، وتخلَّقوا بأخلاق نبيِّكم صلوات الله وسلامه عليه فلا خير إلا دلَّنا عليه، ولا شرَّ إلا حذَّرَنا منه.
[1] البخاري: (2458) - الفتح: 5/128، ومسلم: [4 - (1713)] بنحوه.
[2] البخاري: (2654) - الفتح: 5/309، ومسلم: [143 - (87)].
[3] ابن ماجه: (2373).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التحذير من شهادة الزور
الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل
الحمدُ لله نحمَدُه، ونستعِينُه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعُوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ: فيا عباد الله:
اتَّقوا الله تعالى، واحذَرُوا من الوقوع فيما حرَّم الله، وابتَعِدوا عمَّا نهاكم عنه نبيُّكم صلوات الله وسلامه عليه فقد تجرَّأ الكثير من الناس على قول الزُّور وشهادة الزور، تجرَّأ الكثير بهذه الشهادة؛ إمَّا لينفع شخصًا في نظر الشاهد لقرابته أو لصداقته أو لعصبية، أو ليضرَّ شخصًا؛ إمَّا لعداوته، أو من أجل أنْ يتقرَّب بها للمسؤول لنفع دنيوي، فما أكثر الشاهدين بهذه الشهادة للأعراض المذكورة! وغيرها من أمور الدنيا التي أنست الكثير من الناس أمورَ الآخرة، وجرَّأتهم على الوقوع في المحرَّمات، ومُطاوَعة الهوى والنفس والشيطان، وما يدري هذا الشاهد المتجرِّئ على محارم الله أنَّه قد ارتكب بهذه الشهادة عدَّة محاذير منها:
الكذب والافتراء، والله سبحانه وتعالى قال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28].
ومنها أنَّه ضرَّ الذي شَهِدَ له وهو يظنُّ أنَّه ينفعه؛ حيث ساق إليه المال الحرام بشهادته الباطلة له، فوجبت له النار؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قضيت له من مال أخيه بغير حقٍّ فلا يأخُذه؛ فإنما أقطع له قطعة من نار))[1]؛ متفق عليه.
فحكم الحاكم لا يحلُّ حرامًا ولا يحرِّم حلالًا، فقد يُنهَى النزاع بشهادةٍ كاذبة يظنُّ القاضي أنها صحيحة، فليس له إلا الظاهر، وهي في الباطن كاذبة، شهادة زور تحمل شاهدها ذلك، وتجرَّأ المشهود على أخْذ الحرام بتلك الشهادة الكاذبة، فالحرام حرامٌ لا تحلُّه الشهادة الكاذبة.
ومن المحاذير التي ارتكبها الشاهد شهادة الزور، إنَّه ظلم المشهود عليه، فأخَذ ماله، أو عرضه، أو نفسه بتلك الشهادة الكاذبة، ومنها أنَّه أباحَ ما حرَّم الله - تعالى وعصمه من المال والدم والعرض؛ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور))[2]، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت؛ رواه البخاري.
وفي الأثر كما في الكبيرة الثامنة عشرة عدلت شهادة الزُّور الشرك بالله - تعالى مرتين وقال - تعالى -: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30].
فيا عباد الله:
ما أعظم ضرر شهادة الزُّور على المجتمع؛ لما يترتب عليها من مفاسد وارتكاب المحرَّمات، وما تُحدِثه من حقد وضغائن، وانتشارٍ للفوضى، وبلبلة أفكار، ووُقوعٍ في الرذائل وبُعد عن الفضائل، وما يحصل للشاهد نفسه من مضارَّ في دنياه وأُخراه؛ فإنَّه يُعاقَب في الدنيا بالتعزير والتشهير، وفي الحديث عن ابن عمر رضِي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لن تزولَ قدمُ شاهد الزُّور حتى يُوجب الله له النار))[3]؛ رواه ابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
كما أنَّ بعض الناس قد يكتم الشهادة إذا كان لديه لأحدٍ شهادةً تُبيِّن حقَّه وتظهره؛ وذلك إمَّا بُغضًا لصاحب الحق، أو عَداوة له، أو من أجل أنَّ المشهود عليه قريب أو صديق للشاهد، ويريد في نظره ألاَّ يضر المشهود عليه بشهادته، وهو لا يدري أنَّه قد ظلَم نفسه وظلَم صاحبه بكتْم الشهادة، وأعانَه على الباطل وأقرَّه عليه؛ والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾ [البقرة: 283].
قال ابن عباسٍ وغيره: شهادة الزُّور من أكبر الكبائر، وكتمانها كذلك.
ولا شكَّ يا عباد الله أنَّ شهادة الزُّور وكتمانها تعاونٌ على الباطل، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].
فاتَّقوا الله يا عباد الله في أموركم، لا يحملنَّكم الهوى وطاعته الشيطان على الوقوع فيما يُسخِط الله، ويُورِدكم موارد العطب والهلاك، ولا تظنُّوا أنَّ ما خفي على الناس يخفى على الله، فستنطق الجوارح وتشهد على أصحابها.
قال - تعالى -: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24].
فكلُّ شيء مُدوَّن ومحفوظ، والله يعلم السرَّ وأخفى، فاحذروا الوقوع فيما يسخط الربَّ جلَّ وعلا واربؤوا بأنفُسكم عن رذائل الأعمال، وتحروا الصدق والعدل في أقوالكم وأعمالكم، تفلحوا وتنجوا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8].
بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.
أقول هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
واعلَموا أنَّ الكثير من الناس قد ابتُلِي بالهوى، وطاعة النفس والشيطان، والتعصُّب للقبيلة، ومن تربطه به رابطه دنيويَّة، وبهذا نسي أو تناسى عواقبَ وآثار ما يُقدِم عليه من قول زور، وشهادة زور، وتعريض نفسه لعُقوبات الدنيا والآخِرة، وما يتركه هذا العمل الخبيث من آثارٍ سيِّئة في المجتمع، فما أكثر ضرره، وما أشد تأثيره! فإنَّ المجتمع الذي تنتشر فيه هذه الأمراض يكون مجتمعًا متفككًا متعاديًا، يسعى بعضه للانتقام من البعض الآخر، فحياته حياة تعاسة وشقاء، ولا شكَّ أنَّ هذا ناتجٌ عن قلَّة الإيمان، والبُعد عن آداب وتعاليم الإسلام، فاتَّقوا الله يا عباد الله، وأصلِحُوا ما فسد من أحوالكم، وعالجوا ما مرض من نفوسكم، وتخلَّقوا بأخلاق نبيِّكم صلوات الله وسلامه عليه فلا خير إلا دلَّنا عليه، ولا شرَّ إلا حذَّرَنا منه.
[1] البخاري: (2458) - الفتح: 5/128، ومسلم: [4 - (1713)] بنحوه.
[2] البخاري: (2654) - الفتح: 5/309، ومسلم: [143 - (87)].
[3] ابن ماجه: (2373).