ايها الصائم
ان لحرارة الوداع فيها ما فيها من لوعة وأسى فإذا كان المودع هو الحبيب المبجل ،
إذا كان المودع الذي نقف جميعًا لتوديعه هو صاحب الفضل علينا جميعًا ..
إذا كان المودع هو من أحببناه ، وغمر حبّه قلوبنا ..
إذا كان من نودّعه هو من فرحنا بمقدمه ..
إذا كان من نودّعه هو من استمتعنا ببقائه معنا ..
إذا كان من نودّعه من رأينا من خيره الكثير والكثير ..
إذا كان من نودعّه من عشنا أيامًا وليالٍ عامرة في ظل وجوده معنا ..
إذا كان كل ذلك ، فلا شك أنّ الوداع سيكون مؤلمًا
رمضان العظيم .. رمضان الكريم .. رمضان المبارك ..
يؤذن برحيل وما هي إلا ساعات قلائل وتُقوّض خيامه ، تنتهي أيامه ، وتنمحي لياليه
رمضان على وشك الرحيل ،
إنها لحظات صعبة في وداع هذا الشهر الكريم
لحظات يذكرها أهل الإيمان .. يذكرها العبّاد
لحظات يبكيها من تلا القرآن واستمتع بآياته العذبة في هذا الشهر الكريم
لحظات يبكيها المعتكف في معتكفه
لحظات يبكيها من أقبل على الله في هذا الشهر الكريم
لحظات يبكيها حتى العصاة
الذين وجدوا في رمضان متسعًا رحبًا فسيحًا للإقبال على الله عز وجل ..
كم أدبروا عن الله وبعدوا وابتعدوا حتى طردوا ،
وإذ بهم في رمضان يعودون إلى الله عز وجل فيقفون بين يدي مولاهم ومليكهم تائبين آيبين منيبين.
هذا الشهر العظيم الذي أنزل الله عز وجل فيه النور والضياء
( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )
هذا الشهر يؤذن برحيل ، وينادي الرحيل .. الرحيل ،
وقلوبنا عليه حزينة والدمعة في أعيننا نتمالك أنفسنا قبل أن تسقط على رحيل هذا الشهر.
فيا شهر لا تبعد لك الخير كلهُ
يا شهر لا تبعد لك الخير كله
فربّ محروم ببرك أولاه
ويا شهر لا تبعد لك الخير كله
فيا ربّ عاصٍ لجأ إلى الله عز وجل في هذا الشهر الكريم