هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

ورحل رمضان...

+4
saad design
nour aliman
حميد العامري
منصورة
8 مشترك

descriptionورحل رمضان... Emptyورحل رمضان...

more_horiz
رحل رمضان تاركا خلفه رسالة وداع لأمّة الإسلام، يوصي فيها عباد الله المسلمين وعباد الله التّائبين بالثّبات على الطّاعات والقربات إلى حين عودته في العام القادم بإذن الله.. فماذا ترانا فاعلون؟

وماذا نحن مؤمّلون؟

هل سنثبت بعد رمضان على طاعة الله كما كنّا في رمضان؟

وهل سندوم على ما كنّا عليه في شهر الإحسان؟

وهل سنحفظ العهد الذي قطعناه على أنفسنا في أول رمضان بأنّنا قد تبنا إلى الله وبدأنا صفحة جديدة من حياتنا؟

هل سنحافظ على هذه الصّفحة الجديدة ونعمرها بالطّاعات والقربات والصلوات والصّدقات وتلاوة الآيات؟

أم أنّنا سنطويها لنعود إلى ما كنّا عليه قبل رمضان؟

إنّنا نخشى أن يتكرّر معنا المشهد الذي اعتدناه في أعوام سابقة، حين تشكو المساجد إلى الله حالها بعد رمضان.. حين تنطلق حفلات الأعراس ويبدأ موسم الهجرة إلى الشّواطئ، لتنسي عباد الله المؤمنين صيامهم وقيامهم، وتنسيهم دعواتهم ودمعاتهم في صلاة التهجّد، وتنسيهم ختمات القرآن التي وفقوا لها في رمضان.. نخشى أن يتكرر ذات المشهد مرّة أخرى.. لكن ماذا لو عقد كلّ واحد منّا العزم بأن يخالف نفسه ويخزي قرينه وتكون حاله هذه المّرة مختلفة، فيعيش رمضان آخر في شوال وفي ذي القعدة وفي كلّ الشّهور، ويجعل حياته وأيامه كلّها رمضان.

نعم أخي المؤمن.. يا من تتمنّى أن يكون هذا العام مختلفا.. يا من تتمنّى وترجو أن تثبت على ما كنت عليه في رمضان.. رمضان لم يرحل بعد، فلا تزال في ساعات يمكن أن تكون حاسمة إن أحسنت استغلالها واستثمارها؛ فالأعمال بالخواتيم، وربّما يطّلع الله على صدقك وحرصك على الثبات في هذه السّاعات فيكتب لك الثّبات حتى الممات.

إياك أن تغريك نفسك بأنّ النّاس من حولك كلَّهم مثلك، يتوبون في رمضان ثمّ ينقضون غزلهم وتوبتهم بعد رمضان، وأنّ الصّلاح والثّبات كان في زمن مضى.. ألا فلتعلم أخي المؤمن أنّ في زماننا هذا الذي نعيشه عبادا لله صالحين، أنسُهم وراحتهم في طاعة الله، ولا يفتُرون عن الطّاعات في رمضان وفي غير رمضان.. رمضان بالنّسبة إليهم محطّة لزيادة الإيمان وتلمّس الحصاد وتصحيح الأخطاء وتكميل النّقائص.

ربّما تغرينا أنفسنا الأمّارة بالسّوء وتقول لنا: إنّ الصّلاح في هذا الزّمان صعب، وإنّ الثّبات ربّما يكون مستحيلا.. ألا فلنقرأ معا هذه النّماذج لأحوال عبادٍ مسلمين يعيشون في زماننا هذا وتحيط بهم الفتن كما تحيط بنا، ولديهم مشاغل كما لدينا، لكنّهم غالبوا أنفسهم بينما ركّنا نحن إلى أهواء أنفسنا.

هذا أحدهم، يتحدّث عنه ابنه يقول: كنت مع والدي في السيارة وكان هناك زحام شديد في الطريق، قال والدي: أقرب مسجد قف عنده نريد أن ندرك تكبيرة الاحرام مع الإمام، فقلت: أمامنا مسجد كبير يا والدي لعلنا ندرك فيه الصّلاة، فوصلنا في الركعة الثانية، ثم بعد انتهاء الصلاة رأيت أبي يبكي ويمسح الدموع عن وجهه. فقلت له: مابك يا والدي؟! قال: والله ياولدي، لي تسع سنوات، هذه أول مرة تفوتني تكبيرة الإحرام في المسجد.. تسع سنوات لم تفته تكبيرة الإحرام مع الإمام وحينما فاتته بكى بقلبه قبل عينيه وتحسّر على فوات فضل حرص عليه 9 سنوات كاملة.. وهذا صالح آخر نحسبه كذلك، يقول عنه صديقه: اتصلت بصديقي قبل أيام أسلم عليه، فدار الحوار بيننا ثم قال: اليوم والله أنا متعب نفسياً. قلت: سلامات بإذن الله. خيرا. قال: والله العظيم لي أكثر من 20 سنة لم تفتني صلاة الفجر في الوقت، بل أستيقظ بفضل الله قبل الفجر بساعة وأقرأ جزءً ثم أصلي ما كتب الله لي ثم أذهب إلى المسجد، أما اليوم فقد فاتتني ركعة وأدركت الركعة الثانية من صلاة الفجر. قلت له: جزاك الله خيراً على حرصك وهمتك العالية، وأسال الله أن يبارك لك في وقتك وعمرك وعملك.. وهذا صالح آخر نحسبه كذلك، تروي عنه إحدى اليتيمات أنّه ومن يوم توفي والدها ظلّ يطرق بابهم بعد صلاة كل جمعة ويضع لهم ما يحتاجونه خلال الأسبوع وينصرف. تقول: 15 عاما لم ينقطع عن هذا، ووالله إنّنا لا نعلم من هو!..

رجل صالح آخر، لما توفي زارت منزلَ أهله امرأة معها ثلاث بنات جامعيات، وقالت: بناتي اليتيمات كان يكفلهنّ منذ كنّ في الابتدائي.. وهذا صالح آخر نحسبه كذلك، دأب كل أسبوع، بعد صلاة الجمعة، على دعوة البسطاء من عمال وفقراء الحي إلى الغداء.. وهذه عجوز صالحة، نحسبها كذلك، على كبرها، تضع الماء للقطط عصر كلّ يوم كميعادٍ مُهم لا تتخلّف عنه، تجدّد الماء كل يوم وترفض أن يبقى متّسخًا.. وهذه معلّمة صالحة، نحسبها كذلك، يوم تسلمت عملها، قامت بفرش مصلى المدرسة واشترت له مكيفا على حسابها، وظلّت تتعاهده وتلتقي فيه بالزّميلات والعاملات تذكّرهنّ وتنصحهنّ…
هذا الخير وهذا الصّلاح ليس مقصورا على المسلمين في بلاد الإسلام، بل إنّ بين عباد الله المسلمين في بلاد الغرب، من يسطّرون أروع النّماذج في التمسّك بدين الله والصّبر عليه، ولعلّنا نكتفي بنموذج واحد رواه العالم السّوداني الشّيخ جعفر شيخ إدريس، حيث يقول: رأيتُ في المركز الإسلاميّ بمونتريال بكندا شابًا قد أسلم حديثًا، ويصلّي جميع الصلوات جماعةً في المركز الإسلاميّ، وقد أخبرني إمامُ المسجد أنّ هذا الشاب منذ أن دخل في الإسلام وهو لايترك فرضًا من الفروض مع الجماعة بهذا المركز صيفًا ولا شتاءً، حتى في شهور الثلوج والبرد الشديد، وأنه يقطع في سبيل ذلك طريقًا يستغرق منه كل مرة حوالي نصف ساعة، يقول الشّيخ جعفر إدريس: فكلمتُ ذلك الشاب لأقنعه بأنه في ذلك يشق على نفسه، فقال لي: ياشيخ؛ أمَا قرأتَ قول الله تعالى ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب))(الحج 32)، والمساجد من شعائر الله، فأنا أريد أن أعظّم شعائر الله تعالى. قال الشّيخ: فوالله لقد انقطعت حجّتي، وسكتّ.


هكذا يعيش المسلمون الجدد الإسلام بقلوبهم وأرواحهم، وهكذا يعظّمون شرائعه وشعائره؛ الواحد منهم ما أن يعتنق الإسلام حتى يحسّ بأنّه قد ظفر بأعظم كنز في الوجود، ويرى أنّه ينبغي أن يصبغ حياته كلّها بهذا الدّين، ويعيشه واقعا في كلّ صغيرة وكبيرة من حياته، ويسعى لتقديم ما أمكنه تقديمه لخدمته والدّعوة إليه والذّود عنه، على النّقيض تماما ممّا نعيشه نحن الذين ولدنا وترعرعنا على هذا الدّين، لكنّنا لم نعرف قدره، فأعطيناه هوامش حياتنا وفضول أوقاتنا، ونظرنا إليه على أنّه تكاليف نتملّص من بعضها لأتفه الأسباب، ونؤدّي بعضها خوفا من العقاب، وحدود نلزم بعضها على مضض، ونتعدّى بعضها بأوهى الأعذار والحجج.. فهل يليق أن يقدّم المسلمون الجدد في الغرب أروع النّماذج في الثّبات على دين الله وفي الصّبر على طاعة الله، بينما نصرّ نحن المسلمين في بلاد الإسلام على التعامل مع ديننا على أنّه حمل ثقيل نتحيّن الفرص لإلقائه عن عواتقنا.. نصلّي في بيوت الله في رمضان، ونقرأ القرآن ونتصدّق، ثمّ نودّع المساجد ونهجر القرآن وننسى الصّدقات في أوّل يوم من شوال!!!

ألا فلنتّق الله ولنجاهد أنفسنا الأمارة بالسّوء على الثّبات على طاعة الله؛ فالله الذي يرانا ويحصي أعمالنا في رمضان، يرانا ويحصي أعمالنا في شوال وذي القعدة وغيرها من الشّهور.. إنّنا متى ما أصرّينا على نقض الغزل وعلى الرّوغان في ديننا، فلن نكون أعزّ على الله ممّن قال فيهم: ((الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُون))، وربّما يستبدلنا الله بقوم آخرين ((وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم)).

descriptionورحل رمضان... Emptyرد: ورحل رمضان...

more_horiz
شكرا لجهودك
بارك الله بك

descriptionورحل رمضان... Emptyرد: ورحل رمضان...

more_horiz
موضوع رائع جدا
و طرح مميز
شكرا لكم
و فى انتظار جديدكم

descriptionورحل رمضان... Emptyرد: ورحل رمضان...

more_horiz
موضوع اكثر من رائع
جزاك الله الف خير في ميزان حسناتك يارب
ونتظر جديد مواضيعك الرائعة والمفيدة
تحياتي لك
gg444g 

descriptionورحل رمضان... Emptyرد: ورحل رمضان...

more_horiz
جزاك الله خيرا وجعلها  بموازين حسناتك
تقبل مروري rendeer

descriptionورحل رمضان... Emptyرد: ورحل رمضان...

more_horiz
بارك الله فيك  gg444g

رمضان كريم على كل الأمة الإسلامية  king

descriptionورحل رمضان... Emptyرد: ورحل رمضان...

more_horiz
[b]بارك الله فيك [/b] ورحل رمضان... 886773

descriptionورحل رمضان... Emptyرد: ورحل رمضان...

more_horiz
موضوع مميز وراااائع

يعطيك العافية وبانتظار عطائك وجديدك دائما

تحياتي لك

::yaho::

descriptionورحل رمضان... Emptyرد: ورحل رمضان...

more_horiz
باركـ الله فيكـ .... وصح ابدانكــ



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي