إذا كنت تضرب كفاً بكف وأنت تستحضر إلى ذهنك*ذكرياترمضان منذ سنين وسنين مضت وتقارنه برمضان الآن ثم تتنهد وتقول ليت الزمان يعود يوماً، أو تبسمت كلما مرت عليك ذكرى قديمة لرمضان كفراشة رقيقة تنثر البهجة بألوانها الخلابة وتداعب النسيم بجناحيها، في كلا الحالتين أنت*بالتأكيد من جيل الثمانينيات أو التسعينيات، الجيلين الأوفر حظاً بين الأجيال الحديثة بأكملها.
تلك الأجيال التي كانت تنتظر رمضان من السنة للأخرى لتصنع أجمل الذكريات على الإطلاق.
رمضان زمان :
كان الجميع يترقب رمضان بفارغ الصبر والكثير من اللهفة، في انتظار التجمعات العائلية التي كانت تخلو من كل شيء عدا الدفء الأسري الناتج عن الحب، في انتظار مدفع الإفطار لكي تسمع طنين الملاعق وهي تصطك في الأطباق وصوت الضحكات وهي تدوي في كل منزل وكل بيت.
وكان ذلك قبل ظهور القنوات الفضائية التي قد ينقضي عمرك الآن وأنت تحاول حصرها، وقبل ظهور الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي التي قطعت التواصل الاجتماعي وفرّقت الناس بعضها عن الآخر.
كانت المسلسلات الكرتونية وفوازير رمضان هي كل ما يميز شهر رمضان الكريم، تلك المسلسلات التي ارتبطت بشهر رمضان الكريم أمثال بوجي وطمطم وعم شكشك، وظاظا وجرجير، وعالم سمسم والمغامرون الخمسة، وفطوطة، وبكار والتي كانت تُصنع خصيصاً للصغار ولكن يصطف حولها جميع أفراد العائلة صغاراً وكبار .
كانت البساطة تسود كل شيء في هذا الشهر المبارك.
أما عن رمضان الآن والذي يأتي بصخب إعلامي مزعج للمسلسلات التي غلب عليها كل ما هو كريه للعين والسمع والفكر، والتي جعلت الغالبية العظمى لا ترى في رمضان سوى أنه شهر المسلسلات ونسوا أنه شهر العبادة والتقرب إلى الله وغفران الذنوب وصلة الرحم والتجمع الأسري والعائلي.