فوائد شهر رمضان يعدّ شهر رمضان من أفضل شهور العام، وهو الشهر الذي يصوم فيه المسلمون جميعاً، ففيه خيرٌ كبير، وبركةٌ تعمّ الجميع، كما أنّ صيامه يشتمل على العديد من الفوائد والميزات، فهو شهرٌ يعلّم الإنسان الصّبر، ويدرّبه على ضبط جوارحه وأعصابه، فالنفس بطبعها أمّارةٌ بالسوء، فيأتي هذا الشهر ليكبح جماحها ويكفّها عن التفلّت منه دون أن يدري، كما أنّ الإنسان في شهر رمضان يقاسم غيره من الفقراء والمحتاجين جوعهم وحاجاتهم، فيحسّ معهم بآلامهم وضيق حالهم، مما يدفعه إلى مدّ يد العون لهم، فينتشر بذلك التضامن والتكافل الاجتماعي بين المجتمع المسلم، ومع مرور أيام هذا الشهر الفضيل يظهر للإنسان ما يملكه من قوة إرادة، وقدرةٍ على هزيمة الشهوات، من شهوة الأكل، والشرب، والفرج، فيعلم حينها أنّه قادرٌ بالتأكيد على استثمار إرادته تلك للنجاح في حياته وتحقيق ما يريد من أهداف، والصيام كذلك فرصة للتلذذ بعبادة الله سبحانه وتعالى، فتنسحب تلك اللّذة إلى الطاعات الأخرى أيضاً كالصلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله عز وجل.[١] وممّا يستشعره الإنسان في صيامه لشهر رمضان أنّ الطعام والشراب ليسا كلّ شيء في حياة الإنسان، بل إنّ هناك معانٍ أعمق وأعظم منها كالعبودية الخالصة لله عز وجل، والالتزام بأوامره وتوجيهاته، فحقيقة الإنسان أنّه ليس مجرد جسد، بل هو أولاً روحٌ تحتاج إلى الإيمان واليقين، ومع ذلك فإنّ جسد الإنسان يرتاح بالصيام أيضاً ويستفيد منه، فالإنسان لا يتوقف عن الطعام على مدار العام إلّا في شهر رمضان، فيكون بمثابة تمرين ورياضة حقيقيّة لجسده، حتى يزداد بها مناعة وصبراً في مواجهة كدر ومصاعب الحياة، ولرمضان قدرة على طرد الملل من حياة الإنسان أيضاً، فتجده قبل حلوله ينتظره بلهفة وشوق، وعند اقتراب موعد انتهائه يشعر بالحسرة والندم على ما فرّط فيه، ويظلّ في أثنائه مستشعراً لمعاني التجديد، بانتقاله من عبادةٍ إلى عبادةٍ أخرى، فالتنوّع في العبادات يقذف في قلب الإنسان النشاط وحبّ المزيد على الدوام، وأخيراً فإنّ رمضان يدفع الإنسان إلى العمل، والاجتهاد، والاستزادة، فكلّما امتلأ قلب الإنسان بالإيمان ازداد حرصاً ورغبةً في الإنجاز.[١] كيفية الاستفادة من شهر رمضان لا بدّ للإنسان من الحرص على تحصيل أكبر استفادة من شهر رمضان المبارك، وفيما يأتي معيناتٌ ووسائل لتحقيق ذلك:[٢] تجديد النية والعزم على الاجتهاد في تحصيل الأجور والبركات والزيادة في الأعمال الصالحة خلال رمضان. التوبة إلى الله تعالى عن الذنوب والمعاصي، فالتوبة خيرٌ عملٌ يستقبل به الإنسانُ شهر رمضان المبارك، وهي دليل عزمٍ وصدق في الرغبة بما عند الله عز وجل. الاستماع إلى بعض الدروس والمحاضرات عن شهر رمضان المبارك، ممّا يزيد في علم الإنسان وعمله واستفادته من رمضان. ترك الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تلهي الإنسان عن العمل في رمضان. التبكير في الذهاب إلى صلاة العشاء، وعدم الانشغال بما يعرض على شاشات التلفاز، وذلك حتى يتهيأ الإنسان لصلاة التراويح ولا يفوته شيء من ركعات صلاة العشاء. تحديد الأعمال الصالحة التي ينوي الإنسان القيام بها في رمضان، وتحديد أوقات لذلك أيضاً حتى لا يضيع وقته في التخبط والعشوائية. الاجتهاد في تقديم النصيحة لمن يقصّر في شهر رمضان، لأنّ القلوب فيه تكون مقبلةً على الخير. عقد النية على الاستمرار بعد رمضان بشيءٍ من الأعمال الصالحة التي كان الإنسان يقوم بها فيه. استثمار الوقت كلّه في قراءة القرآن الكريم، فمتى ما أُتيحت الفرصة للإنسان أن يقرأ فليقرأ، سواءً كان في البيت، أو العمل، أو المسجد، ولعلّ في ذلك قدوةً للآخرين حتى ينشغلوا بقراءة القرآن أيضاً. الحذر من كلّ ما يمكن أن يسرق وقت الإنسان، كالتسوّق، والعمل في المطبخ، والزيارات ونحو ذلك، فكلّها مما يؤثر في عبادة الإنسان، وعليه أن يقتصد فيها قدر الإمكان. الحرص على إصلاح ذات البين، فإنّ لذلك أجراً عظيماً. الاجتهاد في تنويع الصدقات، فمرةً يُخرج الإنسان مالاً، ومرة يُطعم طعاماً، ومرة يسقي ماءً، ويُخرج شيئاً من صدقاته للفقراء، وشيئاً للأرامل، ويجعل بعض صدقاته في العلن وبعضها في السر وهكذا. الحرص على أداء صلاة التراويح كاملة خلف الإمام، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كتبَ اللَّهُ لَهُ قيامَ ليلةٍ)[٣]. سنن رمضانية ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عددٌ من السنن الرمضانية، وفيما يأتي بيان جانب منها:[٤] تهنئة المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك. تعجيل الإفطار عند غروب الشمس. الحرص على تفطير الصائمين. البدء بأكل التمر عند الإفطار، فإن لم يجد الإنسان تمراً أفطر على ماء. السحور، وهي أكلة وقت السحر، وتتحصّل بأقلّ ما يمكن للإنسان أن يأكله ويشربه. قيام ليالي شهر رمضان المبارك. الاجتهاد في قراءة القرآن الكريم في رمضان. الاعتكاف في المساجد خلال الأيام العشر الأخيرة من رمضان. الإلحاح على الله عز وجل بالدعاء في كل وقت من رمضان، لا سيّما في العشر الأواخر منه، فقد ختم الله سبحانه وتعالى الآيات التي فرض فيها صيام شهر رمضان على المسلمين بقوله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)[٥]. الحرص على أداء عمرة في رمضان لما لها من أجل وفضل عظيم فيه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (عمرةٌ في رمضانَ تعدل حجة