الرابطة القلمية جمعيّة أدبيّة عربيّة جَمَعتْ عددًا من شعراء المهجر في الأمريكيتيْن في بداية القرن العشرين، حيثُ تأسّست عام 1920م في مدينة نيويورك بجهودِ بعض الشعراء والأدباء العرب هناك، وأشهرهم: جبران خليل جبران، نسيب عريضة، ميخائيل نعيمة، إيليا أبو ماضي وغيره، وقد انتُخبَ جبران عميدًا لها، وميخائيل نعيمة مستشارًا، إلا أنَّ عمرها كان قصيرًا حيثُ تفكَّكت بموت عميدِها جبران خليل جبران عام 1932م، وهذا المقال سيتحدّث عن مبادئ الرابطة القلمية وعن أبرز شعرائها.[١] مبادئ الرابطة القلمية كانت الرابطة القلمية بمثابة وعاء احتوى عددًا من الشعراء الذي تغرَّبوا عن أوطانهم واستقرّوا في بلاد المهجر وأخذوا من ثقافة تلك البلدان بشكل مباشر أو غير مباشر، فكان لها تأثيرٌ واضحٌ على أشعارهم وكتاباتهم، فاجتمعوا في تلك الرابطة لتوحيد الجهود والمساعي في سبيل خدمة اللغة العربية والحفاظ عليها، وقد ميَّزتها مبادئها، ممّا جعلها مختلفةً عن غيرها من الجمعيّات الأدبيّة في ذلك العصر، وسيتمُّ إدراج أهمِّ مبادئ الرابطة القلمية فيما يأتي: [١] استخدام لغة بسيطة وسهلة ميَّزت الشعر العربي الحديث عن الشعر العربيّ القديم. الابتعاد عن التعقيد في التصوير وعن الأساليب التقليدية في الكتابة. تجديد أساليب الشعر المختلفة التي ساعدت على ظهور كثير من ألوان الكتابة مثل الشعر الحر. شيوع الطابع الإنسانيّ في أساليب شعرائها. المغالاة في إظهار الحنين إلى الأوطان، وإظهار التعلّق بها؛ بسبب الابتعاد عنها ومكابدة معاناة التغرُّب. تجسيد الطبيعة والمبالغة في ذلك، وتوصيفها في تجارب شعريّة كثيرة. الإكثار من تأمّل الحياة وأسرار الوجود، والتعمّق في النظر إلى جوهر الأشياء. الإكثار من استخدام الرمز في الكتابة والأشعار. الدعوة إلى قيم الجمال والخير والحبّ والحقّ وغيرها. شعراء الرابطة القلمية بعد الحديث عن مبادئ الرابطة القلميّة سيُشار إلى ذكر بعض أعضاء هذه الرابطة، فقد كان من بين أعضائها العديدُ من شعراء المهجر الذين فرَّقتهم الغربة عن أوطانهم وجمعتهم الرابطة القلميّة، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر أهم شعراء الرابطة القلمية: جبران خليل جبران: يعدُّ جبران خليل جبران أحد أشهر الشعراء في العصر الحديث، ولدَ في بلدة بشراي في لبنان عام 1883م، ثمَّ انتقل مع أسرته بعد ذلك إلى الولايات المتحدة ودرس فنَّ التصوير، ثمَّ تابع دراسته في باريس، وعاد ليستقرّ في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وأسّس مع أصدقائه الرابطة القلمية وكان عميدَها، توفّي بمرض السلّ عام 1931م، من أشهر مؤلفاته: دمعة وابتسامة، الأرواح المتمردة، الأجنحة المتكسرة، المجنون، يسوع ابن الإنسان، النبي والذي تُرجم إلى أكثر من 20 لغة من لغات العالم.[٢] ميخائيل نعيمة: أحد أشهر شعراء العصر الحديث، أديب وكاتب لبنانيّ ولدَ في لبنان عام 1889م، كان مستشارًا في الرابطة القلمية، عاش معظم حياته في قريته الشخروب الجبليّة قرب قرية بسكنتا، وكان يميلُ كثيرًا إلى العزلة والتأمّل، لقِّبَ بناسك الشخروب وتوفّي عام 1988م، ومن أهم مؤلفاته: كان ما كان، البيادر، الأوثان، سبعون وغيرها.[٣] إيليا أبو ماضي: أحد أهمّ شعراء العصر الحديث، شاعر وفيلسوف لبناني وُلدَ عام 1889م في لبنان، وعاش معظم حياته في نيويورك وتوفّي فيها عام 1957م، انتشرت أشعاره في الوطن العربي ولاقت شهرةً واسعة، له نظراتٌ فلسفيّة تأمّلية في الحياة وفي نبذ التعصب وبشَّر بدين الإنسانية، من أهم دواوينه: تذكار الماضي، الجداول، الخمائل، ديوان إيليا أبو ماضي، وغيرها.[٤] نسيب عريضة: أحد شعراء المهجر وشعراء الرابطة القلميّة، شاعر وقاصّ سوري ولد في مدينة حمص عام 1887م، هاجر إلى الولايات المتحدة واستقرَّ بها، وعمل مسؤولًا عن تحرير عدّة مجلّات هناك، توفّي عامَ 1947م قبل أن ينشرَ ديوانه الوحيد الذي كتبه بفترة قصيرة.[٥] ندرة حداد: شاعر سوريّ وأحد شعراء المهجر في القرن العشرين، ولد في حمص عام 1881م ودرس فيها، ثمّ هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كان يوصف بأنه هادئ الروح جدًّا، يميلُ إلى إيجاز القول، وبعيد عن التعصب ومثل معظم أصدقائه كان يبشّر بدين الحبّ الإنسانيّ، واتّخذ طابع المحافظين في اللغة والمجدّدين من حيث التلاعب بالوزن، وتوفّي عام 1950م، من دواوينه "إلى ابني"