بشكل عام هو الحالة التي تصيب النسيج الكبدي عند تعرّضه لأحد العوامل الممرضة الخارجية -وغالبًا الفيروسية منها- فيما يُعرف بالتهاب الكبد الإنتاني، أو عند مهاجمة الجهاز المناعي للجسم النسيج الكبدي فيما يُعرف بالتهاب الكبد المناعي الذاتي، ويُعد التهاب الكبد C واحدًا من الأمراض الفيروسية الخطيرة، ويُقدّر عدد المصابين في الولايات المتّحدة بحوالي 3.9 مليون شخص، ولكن معظم هؤلاء لا يعلمون بالإصابة نظرًا لكون الأعراض خفيفة أو معدومة عندهم، ومن الجدير بالذكر أن هناك عدّة أنواع لفيروس التهاب الكبد C أو HCV، وذلك بحسب استجابة الفيروس للعلاجات التي يتم تقديمها لا باختلاف الأعراض، فجميع أنواع التهاب الكبد C تعطي نفس الأعراض تقريبًا وتحمل نفس المقدار من الخطورة. [١] أعراض التهاب الكبد C إن الإنتان طويل الأمد بفيروس التهاب الكبد C يُعرف بالالتهاب المزمن للكبد، ويمكن أن يبقى هذا الالتهاب صامتًا ولا عرضيًا لعدّة سنوات، وذلك حتّى يستطيع الفيروس أذية نسبة كبيرة من النسيج الكبدي كافية لتتظاهر بأعراض قصور الخلية الكبدية، وهي المرحلة النهائية لأمراض الكبد المزمنة وتشمّع الكبد، وتتضمن أعراض وعلامات المرض الكبدي بشكل عام ما يأتي: [٢] سهولة النزيف وسهولة التكدّم بعد الرضوض الخفيفة. الإرهاق. الشهية الخفيفة نحو الطعام. اللون الأصفر للبشرة والعينين، وهو ما يُعرف باليرقان. تلوّن البول بلون غامق. الحكّة الجلدية. تجمّع السوائل ضمن البطن فيما يُعرف بالحبن. تورّم القدمين. فقدان الوزن. التخليط الذهني والتلعثم بالكلام في المراحل المتقدّمة من المرض الكبدي، وذلك فيما يُعرف بالاعتلال الدماغي الكبدي Hepatic Encephalopathy. تشكّل مجموعات وريدية ظاهرة تحت الجلد، وتُدعى بالأوردة العنكبوتية. ويجب التنويه إلى أنّ الإصابة المزمنة بالتهاب الكبد C يبدأ بمرحلة حادّة، وهذه المرحلة غالبًا ما تكون لا عرضية، ممّا يزيد من صعوبة الوصول للتشخيص في المراحل الباكرة للمرض، وعندما تتظاهر هذه المرحلة بالأعراض، فإنّها غالبًا ما تشتمل على اليرقان والإرهاق والغثيان والحمّى والآلام العضلية المعمّمة، وتبدأ الأعراض الحادّة بشكل عام بعد شهر إلى ثلاثة أشهر من التعرّض للإصابة بالفيروس، وتستمر من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع. ولا يُعد الإزمان في الإصابة بالتهاب الكبد C شرطًا، فبعض الأشخاص يتعافون تمامًا من الإصابة بعد المرحلة الحادّة مباشرة، وهذا يُعرف بالتخلص الفيروسي العفوي، ويمكن أن تتفاوت نسبة الأشخاص الذين يتعافون من الإصابة بشكل كامل بعد المرحلة الحادّة بين 14 و50 بالمئة بحسب تنوع الدراسات، ويُعد فيروس التهاب الكبد C جيد الاستجابة بشكل عام للعلاجات الفيروسية. أسباب الإصابة بالتهاب الكبد C ينتقل فيروس التهاب الكبد C بشكل رئيس عبر انتقاله من دم المصاب إلى دم السليم، ولذلك فهناك عدّة أسباب يمكن أن تؤدّى للإصابة بالفيروس أو انتقاله، من هذه الأسباب ما يأتي: [٣] عمليات زرع الأعضاء. نقل الدم أو مشتقّات الدم. مشاركة الأدوات الشخصية كشفرات الحلاقة وفراشي الأسنان. مشاركة الحقن الوريدية بين متعاطي المخدّرات. انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها عبر المشيمة. ومن عوامل الخطر التي تزيد نسبة الإصابة بفيروس التهاب الكبد C ما يأتي: عمليات نقل الدم التي كانت تجرى قبل عام 1992. تلقّي مشتقات الدم المنقول مثل عوامل التخثّر أو الصفيحات قبل عام 1987. الخضوع لجلسات التحال الدموي -عند مرضى القصور الكلوي- لفترات زمنية طويلة. الولادة لأم حاملة للفيروس. امتلاك شريك جنسي يحمل الفيروس. استخدام الإبر التي استخدمت من قبل. تشخيص التهاب الكبد C يمكن أن يشكّ الطبيب بوجود التهاب الكبد C بمجرّد سماع الأعراض، ولكن يقوم الأطبّاء عادة بطلب الفحوصات الدموية التي تساعد في تأكيد التشخيص وتحديد مرحلة المرض، وذلك للتّمكن من وضع خطة علاج مناسبة، ويجب على المريض إخبار الطبيب باحتمالية تعرّضه لفيروس التهاب الكبد C عن طريق نقل الدم أو مشاركة الإبر أو غير ذلك من طرق الإصابة، ويمكن أن يقوم الطبيب أيضًا بطلب الاختبارات التي تقيّم وظيفة الكبد وتحدد بالتالي حجم الأذية الكبدية الحاصلة، فمن الضروري عند تشخيص أي إصابة فيروسية للكبد تحديد مدى الإزمان في هذه الإصابة، فهناك الكثير من الحالات التي يحتاج فيها المريض لزرع الكبد نتيجة لتلف النسيج الكبدي بسبب الالتهاب الحاصل. [٣] طرق الوقاية من التهاب الكبد C هناك بعض الإجراءات التي تساعد في الوقاية من التهاب الكبد C، خصوصًا عند المؤهّبين للإصابة أو الذين يملكون عدّة عوامل خطر للإصابة، ومن هذه الإجراءات ما يأتي: [٢] التوقف عن استخدام المخدّرات: أو الأدوية غير الشرعية، خصوصًا عند استخدام المحاقن في الحصول عليها، فبغضّ النظر عن احتمالية الإصابة بفيروسات التهاب الكبد المختلفة والإيدز وتجرثم الدم وغير ذلك، تؤدي المخدّرات إلى تدهور الحياة الصحية والاجتماعية بشكل كبير، ولذلك على الذين يعانون من الإدمان التوجه مباشرة لمراكز علاج الإدمان للحصول على المساعدة المناسبة. الحذر عند القيام بوضع حلق في الجسم أو الأذن أو القيام بالوشم: فهذه الإجراءات تحمل خطر انتقال الفيروس بين الزبائن، خصوصًا عند عدم الالتزام بتوصيات العقامة أو تبديل الأدوات الحادّة بعد كل عملية، ولذلك على الشخص الذي يودّ أن يخضع إلى مثل هذه الإجراءات السؤال بالتفصيل عن عقامة الأدوات والتأكد من تبديلها قبل القيام بالعملية. اتّخاذ إجراءات الأمان عند القيام بالممارسات الجنسية: وذلك أولًا بعدم التورّط بالعلاقات الجنسية غير المحمية وغير الآمنة، خصوصًا عند وجود أكثر من شريك جنسي أو عند وجود الممارسات الجنسية الشاذّة، وعلى الرغم من احتمالية انتقال الفيروس بين الزوجين الملتزمين بالعلاقة الجنسية بينهما، إلّا أنّ الاحتمال هنا يكون قليلًا