الكبد هو أحد الأعضاء المهمة في الجسم، فهو مصنع لتركيب العديد من المواد الضرورية، ومخزن أيضًا للعديد من المواد الأخرى ولا سيما الغليكوجين وبعض الفيتامينات كفيتامين B12، ويشكل بالإضافة إلى ذلك مصفاةً؛ حيث يعمل على تصفية الجسم من السموم واستقلاب العديد من الأدوية وطرحها مع الصفراء في البراز، ويشير مصطلح التهاب الكبد إلى أذية التهابية في الخلايا الكبدية قد تكون حادة أو مزمنة مسببةً اضطرابًا في الوظائف الكبدية. أسباب التهاب الكبد الفيروسية هناك العديد من الأسباب لالتهاب الكبد ويمكن تقسيمها إلى أسباب خمجية وأسباب غير خمجية، إلا أنَّ أشيع الأسباب سواء كانت خمجية أم لا هي الأسباب الفيروسية فهناك الفيروسات A,B,C,D,E وكل نوعٍ يسبب أذية كبدية مختلفة عن الآخر، ولذلك تختلف شدة الالتهاب ويختلف إنذار المرض تبعًا لذلك.[١] أسباب التهاب الكبد الفيروسي A غالبًا ما يكون خفيفًا، ومعظم الناس يتعافون تمامًا، ويكتسبون مناعة تقيهم من إصابات لاحقة بنفس الفيروس، ومع ذلك قد تكون الأعراض شديدة أو مهددة للحياة في حالات نادرة، وبما أنَّ الناس في أجزاء من العالم يعيشون في مناطق سيئة التصريف الصحي لذا فإنَّهم معرضون بشكلٍ خاصٍ لخطر الإصابة بالفيروس A، كما وتوجد لقاحات آمنة وفعالة تحمي من هذا الفيروس. أسباب التهاب الكبد الفيروسي B يمكن أن ينتقل الفيروس المسبب لالتهاب الكبد الفيروسي B بعدة طرق ووسائل مختلفة، منها: عندما يكون لدى الشخص اتصال جنسي غير محمي أو يشارك إبرة مع شخص مصاب، وغالبًا ما يكون بسبب استخدام المخدرات أو الستيرويد بشكل غير قانوني. قد يكون لدى الشخص وشم أُنشئ باستخدام إبرٍ غير معقمة. وخز عن طريق الخطأ على سبيل المثال العاملين في مجال الصحة الذين يتعاملون مع الأشياء الحادة أو الواخزة. مشاركة الأدوات الشخصية مثل فرشاة الأسنان أو ماكينة الحلاقة مع شخص مصاب. أو عن طريق عض شخص مصاب. يمكن للأم المصابة أن تنقل الفيروس إلى رضيعها عند الرضاعة. تؤدي الإصابة بهذا الفيروس إلى ضخامة كبدية محدثة ضررًا قد يكون شديدًا، وقد تتحول الإصابة الحادة إلى مزمنة تُسبب مضاعفات بما في ذلك تشمع لكبد أو تليفه، كما يمكن أن يحدث سرطانًا في الخلايا الكبدية، وفي عام 2015 تمَّ ربط 887000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب الإصابة الكبدية بهذا الفيروس، ومعظمها نتيجة لمضاعفات مثل هذه، ولسوء الحظ لا يوجد حاليًا علاج لمرض التهاب الكبد B، ومع ذلك انخفض معدل الإصابة في البلدان التي يتوفر فيها اللقاح، حيث يؤمن هذا اللقاح حماية وفعالية بنسبة 95% وهو يدخل في برنامج التلقيح الوطني في العديد من البلدان. أسباب التهاب الكبد الفيروسي C يؤدي الفيروس C إلى أذية كبدية وتليف كبدي، حيث يصاب بتليف الكبد 1 من كل 4 أشخاص مصابين به، وهذا يمكن أن يؤدي إلى سرطان الكبد، ويتمُّ الآن فحص الدم المتبرع به لتحري الفيروس C، لكنَّ الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء أو التبرع بالدم قبل أن يصبح الاختبار جزءًا من عملية التبرع قد يكونوا في خطر، وتشمل المجموعات الأخرى المعرضة للخطر العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يتعرضون للأدوات الحادة والواخزة ومتعاطي المخدرات بالحقن الوريدي والرضع المولودين لأمهات مصابات بالفيروس C. وأخيرًا هناك فيروسا E وD اللذان قد يسببان التهابًا كبديًا، لكنَّهما أقل شيوعًا وبالنسبة للفيروس E فإنَّه يسبب إمراضية مهمة بالنسبة للحوامل فقط أمَّا الفيروس D فذو غير أهمية في حال عدم إصابة الشخص بشكل متزامن بالفيروس B. أسباب التهاب الكبد غير الخمجية يسبب استهلاك الكحول المفرط تلفًا والتهابًا في الكبد يُشار إليه باسم التهاب الكبد الكحولي، حيث يؤذي الكحول خلايا الكبد بشكلٍ مباشرٍ، ومع مرور الوقت يسبب أذية دائمة تؤدي إلى تليف الكبد وقصوره، وتشمل الأسباب السمية الأخرى الإفراط في تناول جرعة زائدة من الأدوية والتعرض للسموم.[٢] وقد يُخطئ الجهاز المناعي في الجسم ويُهاجم مكونات الكبد، ممَّا يسبب التهابًا مستمرًا يمكن أن يؤدي إلى اضطرابٍ خفيفٍ أو شديدٍ في وظيفة الكبد،وهذه الأسباب أكثر شيوعًا بين النساء بثلاث مراتٍ منه عند الرجال.[٢] أعراض التهاب الكبد تُسمى الفترة بين التعرض للفيروس وبداية المرض بفترة الحضانة، وتختلف فترة الحضانة تبعًا للفيروس المسبب، حيث تكون في الفيروس A حوالي 15 إلى 45 يومًا وفي حال الفيروس B من 45 إلى 160 يومًا، أمَّا الفيروس C من حوالي أسبوعين إلى 6 أشهر، وكثير من المرضى المصابين بفيروس HAV و HBV و HCV لديهم أعراض مرضية قليلة أو معدومة، وقد يحدث أحيانًا عند بعض المرضى أعراض شبيهة بالإنفلونزا هي الأكثر شيوعًا وتشمل على:[٣] فقدان الشهية غثيان والتقيؤ. حمى. تعب وألم في البطن. أمَّا الأعراض الأقل شيوعًا فتشمل على: بول داكن مع براز فاتح وحدوث اليرقان. تشخيص التهاب الكبد بما أنَّ أعراض الأنواع المختلفة من التهاب الكبد متشابهة فإنَّ نوع وشدة الالتهاب لا يمكن تشخيصها بدقةٍ إلَّا من خلال بعض الاختبارات المؤكدة، ولأجل ذلك لا بدَّ بدايةً من إجراء فحصٍ فيزيائيٍّ وطلب سجلٍ طبيٍّ لتقييم ما إذا كان المريض قد تعرض لسبب محتمل أدى إلى إصابة كبدية، فمثلًا إذا كان المريض قد سافر مؤخرًا إلى الخارج حيث منطقة موبوءة فربما قد يصاب به هناك، وفي حالة الاشتباه بالتهاب الكبد يمكن أن تؤكد الاختبارات التالية التشخيص:[١] اختبارات الدم: تسمح بتقييم وظائف الكبد عن طريق فحص مستويات بعض بروتينات وأنزيمات الكبد، وكذلك بكشف الأجسام المضادة للفيروسات المسببة. اختبارات الحمض النووي: فيما يتعلق بالتهاب الكبد B و C يمكن لاختبار الحمض النووي RNA HBV, RNA HCV أن يؤكد السرعة التي يتكاثر بها الفيروس في الكبد، وهذا سيوضح مدى نشاط المرض. خزعة الكبد: تمكن من تقدير مدى الأذية الكبدية واحتمالية الإصابة بالسرطان. بزل سائل البطن. التصوير بالأمواج فوق الصوتية: بهدف قياس مدى صلابة الكبد. واسمات بديلة: هي نوع من اختبارات الدم لتقييم تطور تليف الكبد والتشمع. علاج التهاب الكبد قد تشفى بعض الحالات عفويًا دون تدخل طبي، إلا أنَّ بعض الحالات قد تكون أشد وتؤدي إلى تليف الكبد، وهنا لا بدَّ من التدخل في سبيل إنهاء المرض أو التخفيف من مضاعفاته.[١]علاج التهاب الكبد A: لا يوجد علاج محدد، وينصح المريض بالامتناع عن تناول الكحول والمخدرات أثناء فترة الشفاء، حيث يتعافى معظم مرضى التهاب الكبد A دون تدخل طبي. علاج التهاب الكبد B: يحتاج المريض المصاب بفيروس HBV إلى الراحة والامتناع تمامًا عن الكحول، وقد يصف الطبيب عاملًا مضادًا للفيروسات يُسمى الإنترفيرون أو غيره من العلاجات المضادة للفيروسات. علاج التهاب الكبد C: يتمُّ وصف عوامل مضادة للفيروسات مع أو بدون ريبافيرين، ويتوفر حاليًا بعض الأدوية المضادة للفيروسات الموجهة والعلاجات المركبة لعلاج الإصابة بالفيروس C على أساس نوعه الفرعي، حيث تستهدف هذه العلاجات التكاثر الفيروسي وتمنع الفيروس من التكاثر، وعندما تؤخذ بشكل صحيح فإنَّ معدل الشفاء يكون مرتفعًا، لكنَّ المشكلة هي أنَّ هذه الأدوية باهظة الثمن، وقد يكون لشركات التأمين معايير محددة للعلاج