يتكون الحاجز الدموي الدماغي من شبكة من الأوعية الدموية والأنسجة والتي تتكون من خلايا متراصّة دون وجود فراغات بينها، حيث يقوم بعملية فلترة لتيار الدم المتدفق إلى الدماغ وبالتالي يساعد على منع وصول المواد والأجسام الضارّة إليه، ويسمح الحاجز الدموي الدماغي لبعض المواد بالعبور إلى الدماغ من خلاله كالماء و|الأكسجين وكربون ديوكسيد والمواد المخدّرة بشكل عام، ولكنّه يمنع مرور البكتريا وبعض المركبات مثل العديد من الأدوية المضادّة للسرطان، وقد تضطرب وظيفة هذا الحاجز في بعض الأمراض التي تصيب الجملة العصبية، ويطلق عليه BBB كاسم مختصرلـ Blood Brain Barrier.[١] ما هي وظيفة الحاجز الدموي الدماغي إنّ الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ تشكّل الحاجز الدموي الدماغي، فيضمن بذلك بيئة استتبابية للجهاز العصبي المركزي CNS، وهذه البيئة ضرورية لتسيير وظائف الدماغ بالشكل الأمثل، ويتم الحفاظ على خصائص حاجز الخلايا البطانية في الدماغ عن طريق الخلايا المحيطة بالشعيرات الدموية، كالخلايا النجمية، وإنّ هذه الخلايا جنبًا إلى جنب مع البطانة والغشاء القاعدي تشكّل وحدة الأوعية الدموية العصبية NVU، وتشير الأدلة المتراكمة إلى أنّ الخلايا الداعمة لوحدة الأوعية الدموية العصبية تحرّر عددًا من العوامل القابلة للذوبان والتي تحفز وتتحكم بدورها بخواص الحاجز الدموي الدماغي بطريقة تعتمد على تركيز المواد المتواجدة، كما يوجد بعض العوامل والتي تسمى مورفوجين morphogens التي تؤثر بأداء وسلامة الحاجز، ومن الواضح أنّ وظيفة الجهاز العصبي المركزي تضعف في حال وجود اضطرابٍ ما في الحاجز الدموي الدماغي، والذي غالبًا ما يكون مرتبط بشدة المرض، كما أنّ القيمة العلاجية القصوى لهذه المورفوجينات قد تقدم علاجات لمجموعة واسعة من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي.[٢] بعض أمراض الحاجز الدموي الدماغي يعدّ هذا الحاجز هو محور التواصل بين الجهاز العصبي المركزي والأنسجة المحيطية، ويكون هذا التواصل شبيه بآلية الغدد الصماء، ويتم ذلك عن طريق تنظيم هذا الحاجز لعملية تبادل جزيئات المعلومات كالببتيدات والبروتينات بين الأنسجة المحيطية والجهاز العصبي المركزي، ولكن عندما لا يقوم الحاجز الدموي الدماغي بأداء هذه الوظيفة على الشكل الصحيح تحدث الأمراض والاضطرابات، ويوجد عدة أمراض مرتبطة بخلل وظيفة هذا الحاجز، وفي معظم هذه الحالات المرضية لم يتم تحديد النسبة الدقيقة لمساهمة الحاجز بإحداث وانتاج المرض، ومن هذه الأمراض:[٣] التهاب السحايا: وهو التهاب الأغشية التي تحيط الدماغ والحبل الشوكي، ويحدث التهاب السحايا عادةً بسبب العدوى من عوامل ممرضة مختلفة، وبالتالي قد يضطرب عمل الحاجز الدموي الدماغي، ممّا يؤدي إلى اجتياز بعض المواد السامّة وحتى المضادات الحيوية لهذا الحاجز إلى الدماغ، وقد تسبب المضادات الحيوية التي تعالج التهاب السحايا تفاقم في الاستجابة الالتهابية للجهاز العصبي المركزي، وقد تسهم هذه الخاصية بالسماح للصاد الحيوي المناسب في العبور عبر الحاجز لعلاج الحالة الإنتانية الحاصلة. الصرع: وهو مرض عصبي شائع يتصف بنوبات متكررة وأحيانًا غير قابلة للعلاج، وبناءً على عدة تجارب فإنّ اضطراب وظيفة الحاجز الدماغي يمكن أن تكون مرتبطة بإحداث نوبات صرع حادة أو مزمنة