هو الشعر الذي خرجَ عن عمود الشعر العربيّ وأوزانه وقوافيه، وقد اختلف الكثيرون حول تسميته، فكان له تسمياتٌ عدّة، منهم من سمّاه الشعر الحر والشعر المرسل والشعر الجديد وشعر التفعيلة والشعر المنطلق، ويُعرف أيضًا باسم الشعر الحَداثي، ولقد واجه شعر التفعيلة بعض العقبات منذ ظهوره، فهاجمه المحافظون، واتّهموا أصحابَه بالضعف والتآمُر على اللغة والتراث، ويُعدّ هذا النوع من الشعر تغييرًا حاسمًا في تاريخ الشعر العربي؛ لارتباطِه بتحوّل عميق على صعيد البناء الموسيقيّ، وأنماط التعبير الفكريّة والإبداعيّة، وقد أبدع الكثير من الشعراء في هذا النوع من الشعر، وفي هذا المقال حديث حولَ أهم شعراء الشعر الحر وخصائصه. خصائص الشعر الحر تنوّعت خصائص الشعر الحر واختلفت فمنها خصائصُ متعلّقة بالشكل وأخرى متعلّقة بالمضمون، وهي مختلفة عن خصائص الشعر العمودي التقليديّ، وفي هذه الفقرة تلخيص أهمّ الخصائص الفنيّة بشكل عامّ: [١] يقوم على وحدة التفعيلة، ولا يتقيّد بعدد التفعيلات العروضية في كل سطر. يقوم على تشكيل الصور الشعرية الجديدة، والمبالغة فيها. لا يتقيّد بوحدة القافية. يهتمّ بالأساطير والرموز الدينيّة والأبعاد الفلسفية، ممّا طبع بعض قصائده بالغموض الذي قد يصل إلى درجة الإبهام. يوظّف لغة الحياة اليوميّة. تظهر الوحدة العضويّة والموضوعيّة فيه ظهورًا بارزًا. أهم شعراء الشعر الحر أبدعَ العديدُ من الشعراء العرب في نَظْمِ قصائد على الشكل الجديد للقصيدة، نمط قصيدة الشعر الحر، وكان السَّبق لأربعة شعراء في ابتكار هذا الشكل سيتم ذكر ثلاثة منهم مع العديد من الشعراء الذين أسهموا في تطوير الشعر العربيّ: نازك الملائكة: شاعرة عراقية وُلدت في بغداد ونشأت في بيئةٍ فاضلةٍ، تلقت تعليمها في بغداد وتخرجت في دار المعلمين العالية، وقَدِمت لنيل رسالة الدكتوراه في النقد الأدبي من إحدى جامعات أمريكا، عَدَّها البعض أول مبتكرة لهذا الشكل من الشعر، ومن أشهر قصائدها "الكوليرا"، ومن أشهر دواوينها "شظايا ورماد". [٢] بدر شاكر السياب: شاعر عراقيّ وُلد في محافظة البصرة في جنوب العراق، يُعدّ واحدًا من الشعراء المشهورين في الوطن العربي في القرن العشرين، كما يعدّ أحد مؤسّسي الشعر الحر في الأدب العربي، من أشهر قصائده: "هل كان حبًا"، ومن أشهر دواوينه: "أنشودة المطر". [٣] محمود درويش: أحد أهم الشعراء الفلسطينيّين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب، ويعدّ درويش أحدَ أبرز من أسهم بتطوير الشعر العربيّ الحديث وإدخال الرمزية فيه، ومن قصائده: "أزهار الدم". [٤] صلاح عبد الصبور: محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسُف الحواتكي، ولد في مدينة الزقازيق، يُعدُ أحد أهمّ رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحدًا من الشعراء العرب القلائل الذين أسهموا إسهامًا بارزة في التأليف المسرحيّ وفي التنظير للشعر الحر، من دواوينه "الناس في بلادي". [٥] فدوى طوقان: شاعرة فلسطينيّة ولدت في مدينة نابلس، وهي من عائلة عريقة، تلقت تعليمها في مدرسة في نابلس، ثمّ حرمَها أخوها من إكمال تعليمها، فانكبت على الدراسة البيتيّة وكان شقيقها الشاعر إبراهيم يعلّمها ويعتني بها بالإضافة إلى تدريسها اللغة الإنجليزيّة، من قصائدها "وجدتها"، ومن مجموعاتها الشعرية "وحدي مع الأيّام"، وتعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن عن الأساليب الكلاسيكيّة للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلًا غير مفتعل، وحافظت في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث، ويتميّز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغويّة والسّبك الجيّد، مع ميل للسردية والمباشرة، كما يتميّز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة، تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع والغياب. [٦] عبدالوهاب البياتي: شاعر عراقي معاصر، ولد في بغداد، كان عضوًا في جمعية الشعر، يُعد واحدًا من الأربعة الذين أسهموا في تأسيس مدرسة الشعر العربي الجديد في العراق من دواوينه "ملائكة وشياطين"، "الموت في الحياة"