رياضة كرة القدم، الّلعبة الرياضيّة الأكثر انتشارًا وشعبيّة؛ حيث يمارسُها ملايين الأشخاص حولَ العالم، رجالًا ونساءً، بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من الهُواة، ولا سيّما الأطفال الذين يلعبونها ويمارسون تدريباتِها وحركاتِها حتى وإنْ لم تتوفر لهم مقوّماتها كلّها، مُكتفين أحيانًا بوجود كرة يتناقلونها بين أقدامهم، وتزخرُ ملاعب هذه الرياضة بقصص نجومٍ كبار بدأوا منذ طفولتهم باللّعب في الأزقّة والحارات الشعبيّة إلى أنْ لمعوا في سماءِ بطولات هذه الرياضة التي يتابعُها أكثر من مليار شخص حول العالم بشغفٍ منقطع النّظير، حتّى وَصفوها بالسّاحرة المستديرة، وتاليًا حديثٌ حول ماهيّة هذه الرياضة وتاريخها ومقوّماتها. عند كتابة بحث عن رياضة كرة القدم فإنّه لا بدّ من ذِكر بعض المعلومات عن تاريخِها، والتي ظَهرت كما هي معروفةٌ حاليًّا لأول مرّة في إنجلترا في منتصف القرن التّاسع عشر، حيث عُقد اجتماعٌ في كامبريدج في عام 1848م لإنشاء قواعدَ مناسبةٍ للعبة كرة القدم، بعد تاريخ حافل بأخبار تتحدّث عن وجود جذور لهذه الرياضة عند الصينيّين والمِصريّين القدماء، وكذلك عند الإغريق واليونان، تتالت بعدها الاجتماعات الرياضيّة للوصول إلى قواعد هذه الرياضة، ففي عام 1863م تمّ تشكيل أول اتّحاد لكرة القدم في إنجلترا، حيث تقرّر عدم حمل الكرة باليد، وبعدها في اجتماع آخرعام 1872 تمّ توحيد حجم الكرة ووزنها، وفي عام 1904 تمّ تأسيس الاتحاد العام لكرة القدم في مدينة زيورخ بسويسرا، والذي يعرف اليوم باسم الفيفا، وهو الاتّحاد الذي قادَ عمليّة وضع قوانين هذه الرياضة وتطويرِها إلى هذا اليوم. وتتطلّبُ رياضة كرة القدم تَوفُّر المقوّمات الآتية: ملعب كرة القدم، وهو قطعة من الأرض العشبيّة مستطيلة الشّكل، يتراوح طولها من 100م إلى 110م وعرضُها من 64م إلى 75م، وعلى كلّ جهة من جهتَيْ العرض مرمى يتكوّن من قائمَيْن عَموديّيْن بطول 2.44م وعارضة أفقيّة بينهما بطول 7.32م، والكرة، محيطُها بين 70 إلى 68 سم، ووزنها بين 450 إلى 410غ، مصنوعة من مادة مطاطيّة غير مؤذية بحيث تكون صالحةً للركل. ومن مقوماتها الأساسيّة اللاعبون، تُلعَبُ المباريات بين فريقين، يتكوّن كلٌّ منهما من 11 لاعبًا منهم حارس المرمى، وهو اللاعب الوحيد الذي يحقّ له لمس الكرة بيده شريطة أن يكون داخل منطقة الجزاء المحيطة بالمرمى، ومَهمّته الأساسيّة تكمن في صدّ كرات الفريق المنافس؛ لمنعِها من دخول مرماه، كما يُشارك الحارس باقي أفراد فريقه في تناقلِ الكرة بالأقدام للوصول إلى مرمى الفريق المنافِس وإحراز الأهداف. ويحقّ لكل فريق تبديل 3 لاعبين أثناء المباريات. ومنها أيضًا الحكّام، إذ تُلعب المباريات بوجود 4 حكّام، هم: حكم الساحة، وهو الحكم الرئيس الذي تقع على عاتقه أكثرُ الواجبات في تطبيق قوانين هذه الرياضة على الفريقين داخل الملعب، وكذلك على مدرب كلّ فريق ولاعبيه الاحتياطيّين خارج خطوط الملعب، وهو المسؤول عن إعلان بداية المباريات ونهايتها مستعينًا في أداء مَهامّه بصافرة يطلقها عند حدوث الأخطاء، وكذلك عندما يسمح بمعاودة اللعب، ويحمل ساعةً رياضيةً خاصةً لضبط وقت المبارة الذي يبلغ 90 دقيقة مقسّمة على شوطين، كما يوجد أيضًا حَكمان مساعدان هما حكّما الرّاية، يساعدان حَكَم السّاحة في احتساب الأخطاء وحالات التسلل، أمّا الحكم الرابع فيكون خارج الملعب ليساعدَ حَكَم الساحة أثناء حالات التبديل، وفي احتساب الوقت الضائع، أمّا الجمهور الذي يَحضر المباريات من المدرّجات فيعدّ من أجمل مظاهر هذه الرياضة، فهو الذي يبثّ الحماس في نفوس اللاعبين من خلال أهازيجِه وهتافاتِه، ولا يُشترط وجود الجمهور بكلّ تأكيد، لكنّ غيابَه يقلّل بشكلٍ كبير من حماس المباريات وبهجتِها