الجنة على أنَّها المكان الذي هيأه الله -سبحانه وتعالى- للصالحين المؤمنين من عباده بعد الموت والحساب، وتعتبر الجنة أمرًا غيبيًا لم يره أحد من العالمين، وإنَّما جاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فقط، وتعتبر الجنة المكان الذي نزَّهه الله تعالى عن النقص والعيب، ووصفها بأجمل الأوصاف وجعلها مكانًا مرغوبًا فيه، فيه ما تشتهي النفس البشرية وتريد من الملذات والطيبات والنعم، قال تعالى في الحديث القدسي: "أَعددتُ لعباديَ الصالحينَ ما لا عينُ رأتْ، ولا أُذنٌ سمعتْ، ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ."[١]، وخلال هذا المقال ستتم الإجابة عن سؤال: من أول من يدخل الجنة يوم القيامة؟ إضافة إلى الحديث عن أول أمة تدخل الجنة.[٢] من أول من يدخل الجنة تناولت السنة النبوية المباركة الإجابة عن كثير من الأسئلة التي تطرق ذهن الإنسان، كالسؤال عن أول من يدخل الجنة يوم القيامة، وقد ثبت في صحيح سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إنَّ أول من يدخل الجنة يوم القيامة هو رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- فقد روى الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: "إنِّي لأوَّلُ النَّاسِ تَنشقُّ الأرضُ عن جُمجُمتِه يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأُعْطَى لواءَ الحمدِ ولا فخرَ وأنا سيِّدُ النَّبيِّينَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأنا أوَّلُ من يدخلُ الجنَّةَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ سآتي بابَ الجنَّةِ فيفتحونَ لي فأسجدُ للَّهِ تعالى..."[٣]، ويستند بعض العلماء أيضًا في أنَّ أول من يدخل الجنة هو رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على الحديث الصحيح الذي قال فيه رسول الله: "أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ"[٤]، وقد صحَّ أيضًا عن رسول الله أنَّه قال: "آتي بابَ الجنَّةِ فأستَفتِحُ، فيقولُ الخازنُ: مَن أنتَ؟ فأقولُ: محمَّدٌ، فيقولُ: بكَ أُمِرْتُ أن لا أفتحَ لأحدٍ قبلَكَ" [٥]، والله تعالى أعلم.[٦] أول أمة تدخل الجنة إنَّ أول من يدخل الجنة يوم القيامة هو رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- وهذا ما دلَّت عليه الأحاديث النبوية، أمَّا الأمة الأولى التي تدخل الجنة فهي أمة رسول الله محمد -عليه الصَّلاة والسَّلام- وهذه أيضًا من الأسئلة التي أجابت عنها سنة رسول الله، فقد جاء في صحيح الإمام مسلم فيما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- إنّ رسول الله قال: "نَحْنُ الآخِرُونَ الأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، ونَحْنُ أوَّلُ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ، بَيْدَ أنَّهُمْ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبْلِنا، وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، فاخْتَلَفُوا، فَهَدانا اللَّهُ لِما اخْتَلَفُوا فيه مِنَ الحَقِّ، فَهذا يَوْمُهُمُ الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ، هَدانا اللَّهُ له، قالَ: يَوْمُ الجُمُعَةِ، فالْيَومَ لَنا، وغَدًا لِلْيَهُودِ، وبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصارَى"[٧]، وقد جاء في شرح الحديث قول العلماء: "معناه الآخرون في الزَّمان والوجودِ، السَّابقون بالفضلِ ودخول الجنة، فتدخل هذه الأمة الجنة قبل سائرِ الأمم"، والله أعلم