الحج هو الذهاب إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة في وقت محدد من أوقات السنة لأداء مناسك معينة، والحج ركن أساسي من الأركان الخمسة التي بُني عليها هذا الدين، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"[١]، وقد فرضه الله تعالى على كلِّ مستطيع ميسور الحال، قال تعالى: {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ}[٢]، وهذا المقال سيجيب عن سؤال: كم مرة حج الرسول بعد الهجرة.[٣] كم مرة حج الرسول بعد الهجرة جدير بالقول عند الإجابة عن السؤال القائل: كم مرة حج الرسول بعد الهجرة، إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم يحج قبل الهجرة إلى المدينة أي حجة، وإنَّما حج بعد الهجرة حجة واحدة وهي الحجة الوحيدة في حياته -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وهذا ما ثبت في صحيح السنة النبوية الشريفة، إنَّ رسول الله حجَّ حجة واحدة فقط وهي حجة الوداع، جاء في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّه سُئل ذات يوم: "كَم حَجَّ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ؟ قالَ : حَجَّةً واحدةً"[٤]، وقال ابن القيم في كتابه زاد المعاد: "لا خلافَ أنَّهُ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم يحجَّ بعد هجرتهِ إلا حجَّةً واحدةً وهي حجةُ الوداع سنة عشر"، وجدير بالذكر إنّه ورد حديث ضعيف لا يُؤخذ به لتضعيفه وإنَّما يُذكر للتوضيح والإشارة على ضعفه وعدم صحته، وهو ما جاء عن جابر بن عبد الله أنَّه قال: "حجَّ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ثلاثَ حِججٍ: حجَّتَيْن قبل أن يُهاجِرَ وحجَّةً بعدما هاجر"[٥]، والله تعالى أعلم.[٦] كم مرة اعتمر الرسول بعد الإجابة عن سؤال: كم مرة حج الرسول بعد الهجرة، إنَّه لجدير بالقول أنَّ يتم المرور على المرات التي اعتمر فيها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حياته كلِّها، وقد روى قتادة أن أنسَ بن مالك -رضي الله عنه- أخبر أن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- اعتمر أربع مرات، قال أنس بن مالك في الحديث الذي صحَّ عن الإمام البخاري : "اعْتَمَرَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ في ذِي القَعْدَةِ، إلَّا الَّتي كَانَتْ مع حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ في ذِي القَعْدَةِ، وعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ في ذِي القَعْدَةِ، وعُمْرَةً مِنَ الجِعْرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ في ذِي القَعْدَةِ، وعُمْرَةً مع حَجَّتِهِ"[٧]، وقال العلماء: "وإنَّما اعتمرَ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- هذه العُمَر في ذي القعدة لفضيلةِ هذا الشهر، ولمخالفة الجاهلية في ذلك؛ فإنَّهم كانوا يرونه -أي الاعتمار في ذي القعدة- من أفجرِ الفجورِ كما سبقَ، ففعله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مرات في هذه الأشهر ليكون أبلغَ في بيان جوازهِ فيها وأبلغ في إبطال ما كانت الجاهليةُ عليه"، والله أعلم