العديد من الشائعات والمخاوف والمقولات حول فرقعة أو طقطقة المفاصل وفيما إذا كانت ضارّة لأصابع اليد أو القدمين أو أوتار أو أعصاب الرقبة، ويمكن القول أنّ هذه العادة منتشرة إلى حدّ بعيد عند كثير من الأشخاص في عديد الثقافات حول العالم، وقد يجدها البعض خيارًا آمنًا وسريعًا لتخفيف التوتّر اليومي، أو كعادة قد يقوم بها الشخص دون تفكير، بينما يجد البعض الآخر الصوت الناجم عن طقطقة المفاصل مزعجًا للغاية، وقد تم تحديد عدّة أسباب لهذا الصوت بدراسات عديدة باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي لتصوير المفصل في الزمن الحقيقي، وسيتم الحديث عن أسباب طقطقة المفاصل بالتفصيل في هذا المقال. [١] أسباب طقطقة المفاصل لم يتم تحديد السبب الذي يؤدّي إلى صدور الصوت أثناء فرقعة المفاصل بشكل واضح تمامًا، فمنذ زمن طويل، ربط العلماء السبب وراء حدوث هذا الصوت إلى تشكّل أو زوال فقاعات النيتروجين من السائل المفصلي الموجود في المحفظة المفصلية، بينما اعتقد آخرون أنّ السبب المباشر وراء هذا الصوت هو حركة الأربطة المحيطة بالمفصل بشكل سريع بما يكفي لإصدار الصوت، وفي دراسة أجريت في عام 2015 [٢]، تمّ تصوير المفصل أثناء تحريكه لإصدار صوت الطقطقة بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي MRI، وذلك بالتصوير المباشر وليس كصورة ثابتة، وقد تبين أن الحيز الذي تشكّل في المفصل كان بسبب الضغط السلبي الذي حدث في السائل المفصلي عند إبعاد سطحي المفصل عن بعضهما البعض بشكل سريع، وبيّن أصحاب الدراسة أنّ هذا الصوت كان قد نشأ بسبب تشكّل الحيز الفارغ، إلّا أنّهم لم يبيّنوا سبب ارتفاع هذا الصوت وعلوّه لدرجة سماعه من قبل الأشخاص المحيطين. بينما في دراسة أحدث من السابقة، وفي عام 2018 [٣]، اقترح الباحثون أنّ الصوت المتشكّل هو في الواقع صوت انكماش وزوال الحيز الفراغي وليس تشكّله، وبيّن تقرير لعدّة دراسات أنّ الحيز يحتاج لحوالي 20 دقيقة لكي يزول بشكل كامل قبل أن يتشكّل مرة أخرى، وهذا يفسّر ربّما عدم قدرة الشخص على فرقعة المفصل مرة أخرى مباشرة بعد المرة الأولى. [٤] هل طقطقة المفاصل ضارّة فعلًا خلال السنوات السابقة، امتلكت فرقعة المفاصل فكرة سلبية وغير صحية، ففي عام 1990، كان يظن الباحثون أنّ فرقعة المفاصل يمكن أن تؤدّي إلى ضعف في الإمساك أو في تشكيل القبضة القوية في اليد، بالإضافة إلى زيادة احتمالية حدوث المشاكل المتعلّقة بمفاصل اليد بشكل عام، ولكن تم نفي هذا الأمر، وفي عام 2017 [٥]، وجد الباحثون عدم تطوّر أي ضعف أو تورّم ناتج عن طقطقة المفاصل، أو عدم زيادة نسبة حدوث هذه المشاكل عن الأشخاص الذين لا يعتادون فرقعة مفاصل أيديهم، بالإضافة إلى عدم تأثير هذه العادة على قوّة القبضة أو اليد بشكل عام، وبالإضافة إلى ذلك، لم يثبت الباحثون العلاقة الواضحة بين زيادة نسبة حدوث التهاب المفاصل وفرقعة المفاصل [٦]، ولكن يمكن للحركة الفيزيائية العنيفة أثناء فرقعة المفصل أن تؤدّي به إلى فرط البسط أو الانعطاف ممّا قد يؤدّي إلى خلع المفصل أو فرط حركيته أو إلى كسر الأصبع، ولكنّ هذا الأمر يمكن معرفته عند حدوث الألم المفصلي الشديد التالي للتحريك غير الصحيح للمفصل