أقلّ عدد ركعات صلاة الوتر ركعةٌ واحدةٌ، ويمكن للمسلم أن يزيد على ذك ويصلّي ثلاث ركعاتٍ، وقد أجاز بعض أهل الفقه أن يصلّي خمس، أو سبع، أو ثلاثة عشر ركعةً، وكُلّ ذلك قام به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ووردت فيه الكثير من الأحاديث.[١] أفضل وقتٍ لصلاة الوتر يعدّ آخر الليل هو أفضل وقتٍ لصلاة الوتر إن كان الشخص متيقّنٌ أنّه سيتسيقظ من نومه في آخر الليل، وفي أوّل الليل أفضل لمن خشي أنّه لن ينهض ويصلّي، وذلك ما أجمعت عليه المذاهب الأربعة من الحنفيّة، والمالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة.[٢] حكم القنوت في الوتر اختلف العلماء في القنوت في الوتر إلى أقوالٍ عدّةٍ، وهي:[٣] القول الأوّل: وهو الذي اشتهر عند مذهب المالكيّة، وهو كراهة القنوت في الوتر، واستندوا في ذلك عدم ثبوت شيءٍ من السنّة فيه، وأنّ السنّة فقط القنوت في صلاة الفجر عند النوازل. القول الثاني: وهو الرأي الذي اشتُهر عن الشافعيّة، ونصّ كذلك عليه الإمام أحمد، ويفيد بأنّ من السنّة القنوت في النصف الأخير من شهر رمضان فقط. القول الثالث: إنّ القنوت سنّةً في شهر رمضان دون باقي الأشهر، وهذا ممّا قال به الشافعيّة، والمالكيّة في وجهٍ لهم. القول الرابع: إنّ القنوت سنّةٌ في أيّ ليلةٍ من أيّام السنة دون تخصيصٍ، وقال بذلك إبراهيم النخعيّ، وابن مسعود، وهو قولٌ للإمام أحمد، وقولٌ الحنفيّة، وكذلك وجهٌ عند مذهب الشافعيّة، والراجح من هذه الأقوال أنّ القنوت سنةٌ؛ وذلك لما ثبت عن الصحابة -رضي الله عنهم-، على أن يكون الترك أكثر من الفعل، ويجوز الإكثار منه في النصف الأخير من شهر رمضان؛ لما ورد في الأثر عن ابن عمر -رضي الله عنه-.