من شروط صحّة الصلاة الاتجاه إلى القبلة، فإن كان المصلّي قريباً من الكعبة فعليه أن يتّجه نحوها مباشرةً لا ينحرف عنها، وإن ابتعد عنها فعليه أن يصلّي باتّجاه الكعبة ما استطاع، ولتحديد اتّجاه القبلة من مسافاتٍ بعيدةٍ تتعدّد الطرق وتتنوّع، منها ما كان بالنظر إلى الشمس، أو البوصلة، أو غير ذلك من معاينة بعض الأمور،[١][٢] وفيما يأتي بيان بعض وسائل وطرق تحديد القبلة: تحديد القبلة عن طريق النجوم في الليل ممّا يوصل المسلم إلى قبلته النظر في نجم القطب الشمالي ليلاً، وهو نجمٌ صغيرٌ واضحٌ في مجموعة بنات نعش الصغرى بين الفرقدين والجدي، وهذا النجم معروفٌ لا يتغيّر من مكانه ثابتٌ فيه، فإن كان المصلّي في مصر فليجعله خلف أذنه اليسرى؛ فحينئذٍ يكون مستقبلاً القبلة، وإن كان في العراق فليجعله خلف أذنه اليمنى، وإن كان في بلاد الشام فليجعله خلفه تماماً، وإن كان في اليمن فليجعله أمامه نصب عينيه أقرب لليسار.[١] تحديد القبلة عن طريق الشمس في النهار يُستفاد من الشمس العمودية في تحديد القبلة في أربعة أيّامٍ خلال السنة، إذ إنّها تكون وقت الظهر عموديّةً تماماً على مكّة المكرّمة، فمن استقبل الشمس بوجهه في يومي الثامن والعشرين من الشهر الخامس في السنة، واليوم السادس عشر من الشهر السابع كان متّجهاً صوب مكّة، وفي المقابل فمن استدبر الشمس في الثامن والعشرين من الشهر الحادي عشر، ويوم الثالث عشر من الشهر الأوّل في السنة؛ كان مستقبلاً للقبلة.[٢] طرقٌ أخرى لتحديد القبلة هناك بعض الطرائق الأخرى لتحديد القبلة؛ يُذكر منها: اتّباع محاريب المساجد في البلاد الإسلاميّة؛ فإنّها متّجهةٌ للقبلة، لكنّ أهل العلم يؤكّدون ضرورة سؤال أحد الثقات من الناس إن كانت المحاريب متّجهةً دائماً نحو القبلة، خاصةً في القرى، ولذلك وجب على المسلم أن يتحرّى ويجتهد في معرفة قبلته في الصلاة، أمّا من عزّ عليه وجود المحارب أيضاً فيجدر به أن يسأل أهل الثقة من الناس ليدلّوه على اتّجاه القبلة السليم، أو أن يحدّدها باستخدام البوصلة.[٣]