اشتهر أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قبل الإسلام بصفاتٍ وأخلاق عدّةٍ، فقد كان عاقلاً رشيداً تستشيره قريش في أمورها، كما عُرف عنه سعة علمه، واتّساع مداركه، ورجاحة عقله، وممّا تميّز به في الجاهلية علمه بالأنساب، فقد كان أكثر رجال قريش علماً بالأنساب، وقد تخرّج على يديه كثيرٌ من النسّابين، كما وضعت قريش ثقتها في الصديق حينما قبلت رأيه وحمالته في الديّات، فكانت تصدّقه في الديّات وتمضي حمالته، في حين تردّ حمالة غيره من الرجال، وكان -رضي الله عنه- من كبار تجّار قريش حيث كان يرتحل بين البلدان من أجل التجارة بأمواله، ومن أخلاقه في الجاهليّة الكرم والجود وكثرة الإنفاق، وكذلك العفة والمروءة التي حملته على اجتناب شرور الجاهليّة؛ فلم يشرب الخمر، ولم يسجد لصنمٍ في حياته قطّ.[١] إسلام أبي بكر الصديق كان أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- أوّل من آمن بدعوة الإسلام من الرجال، فقد سارع إلى تصديق النبيّ والدخول في الإسلام دون تفكيرٍ أو تردّدٍ، فقد أدرك بعلمه ورجاحة عقله أنّ النبيّ الذي عُرف بصدقه بين الناس يستحيل أن يكذب على الله، كما أسلم على يدي أبي بكر عددٌ من كبار الصحابة المبشّرين بالجنّة؛ منهم: عثمان بن عفان، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف.[٢] من فضائل أبي بكر الصديق كان للصدّيق -رضي الله عنه- فضائل كثيرةٌ في الإسلام؛ فكان كثير الصيام والقيام، كما كان كثير الإنفاق في سبيل الله، حتى إنّه أنفق أربعين ألف دينارٍ على عتق العبيد، وهو أفضل الصحابة، وصاحب رسول الله، ورفيقه يوم الهجرة، وأحد العشرة المبشّرين بالجنّة، وأوّل الخلفاء الراشدين الذي تحقّقت في عهده كثيرٌ من الإنجازات؛ فقد قاتل المرتدّين وانتصر عليهم، كما شهد عهده كثيراً من الفتوحات، وكان له الفضل في جمع القرآن الكريم.[٣]