يمكن أنّ يؤدي الإفراط في شربِ الماء إلى إصابةِ الفرد بحالةٍ تُسمى بالتسممّ المائيّ، حيثُ إنّ زيادة شرب الماء يؤدي إلى انخفاض مستوياتِ الصوديوم في الدم إلى أقل من 135 ملليمولًا لكلّ لترًا من الدم، ممّا يُسبب انتقال السوائل إلى داخلِ الخلايا، وبالتالي تورمها وانتفاخها، عندما تتعرض خلايا الدماغ لهذه الحالة، ويمكن أنّ يَنتج عنه مجموعة من الآثار الخطيرة التي من الممكن أنّ تُهدد حياة الفرد، وتنتشر هذه الحالة بين الجنود، والرياضيين الذين يُمارسون رياضة التحمل، ومرضى الانفصام العقليّ.[١] أعراض زيادة شرب الماء خلال المراحل المُبكرة من الإصابةِ بالتسممّ المائيّ لا تَظهر أعراض واضحة على الفرد، لكن مع تقدمِ الحالة تظهر مجموعة من الأعراض، ونذكر منها ما يأتي:[٢] الشعور بالغثيان، والقيء. الشعور بصداعٍ في الرأس. الإصابة بالتشوشِ أو الارتباك. حدوث ضعف العضلات وتشنجها. فقدان الوعي، أو دخول المريض في حالةٍ من الغيبوبة. كمية الماء التي تُسبب التسممّ المائيّ يَحدث التسممّ المائيّ عندما يتمّ شرب كميةٍ من الماء أكثر ممّا تَستطيع الكلية داخل الجسم التخلص منه عن طريق البول، لكن كمية الماء المُتناولة ليست العامل الوحيد للإصابةِ بهذه الحالة، فالمدّة الزمنيّة التي يستغرقها الفرد لشربِ الماء مهمةً أيضًا، حيثُ يزداد خطر تطوير حالة التسممّ المائيّ إذا تمّ شرب الكثير من الماء خلال فترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ، ويَقل هذا الخطر كلما زادت الفترة الزمنيّة التي تُشرب خلالها نفس الكمية من الماء، حيثُ إنّ الكلى قادرة على إخراجِ ما يَصل إلى 28 لترًا من السوائل في اليوم الواحد، ومع ذلك، لا يمكن أنّ تُخرج أكثر من لترٍ واحدٍ خلال ساعةٍ واحدةٍ.[١] كمية الماء التي يحتاجها الجسم يوميًّا لكي يعمل الجسم بشكلٍ صحيحٍ، يجب شرب الماء بكمياتٍ كافيةٍ عن طريقِ استهلاك المَشروبات، والأطعمة التي تَحتوي على الماء، حيثُ يحتاج الرجال إلى شربِ 3.6 لتر من السوائل يوميًّا لتلبيةِ احتياجهم من الماء، بينما تحتاج النساء إلى شربِ 2.7 لتر يوميًّا، وذلك ضمن مناخًا معتدلًا.[٣]