الدهون الثلاثيّة (بالإنجليزية: Triglycerides) أحد أشكال الدهون التي تنتقل عبر الدم، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم الدهون في الجسم تُخزّن على شكل دهون ثلاثيّة، ويُمكن القول بأنّ الدهون الثلاثيّة المتواجدة في الدم ما هي إلّا مزيج من الدهون الثلاثيّة التي يعمل الجسم على إنتاجها كمصدر للطاقة أو يتمّ الحصول عليها من المصادر الغذائية؛ مثل الزيوت النباتية والدهون الحيوانيّة، ويتمّ عادةً قياس مستوى الدهون الثلاثيّة إلى جانب الأنواع الأخرى من الدهون مثل الكوليسترول، وفي الحقيقة يُشكل ارتفاع نسبة هذه الدهون في الدم عامل خطورة للإصابة بتصلّب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، إذ إنّ العديد من البروتينات الدهنية (بالإنجليزية: Lipoproteins) المسؤولة عن نقل الدهون الثلاثيّة في الدم قادر على نقل الكوليسترول أيضاً، والذي بدوره يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بتصلّب الشرايين.[١] أعراض الدهون الثلاثية في الحقيقة لا يُوجد أعراض مُحدّدة مُرتبطة بارتفاع الدهون الثلاثية،[٢] ولكن قد تظهر بعض العلامات التحذيريّة التي قد تدلّ على ارتفاع هذا النّوع من الدهون خاصّة عند ارتفاعها بدرجة كبيرة، ومن هذه الأعراض والعلامات نذكر ما يلي:[٣] الأورام الصفراء: ويُطلق عليه أيضاً مصطلح الصفرومات (بالإنجليزية: Xanthomas)، وتتمثل هذه الحالة بتراكم الرواسب الدهنية تحت الجلد، وتختلف هذه الرواسب في شكلها وحجمها فقد تكون ذات حجم صغير أو يصل عرضها إلى أكثر من 7.5 سنتيمتراً، وتظهر باللون الأصفر أو البرتقالي، وفي الحقيقة قد تدلّ هذه الحالة على ارتفاع الدهون الثلاثية، أو الكوليسترول في الدم؛ ويتركّز ظهور هذه التراكمات في بعض المناطق المحدّدة من الجسم مثل منطقة الكوعين، والركبتين، واليدين، والكاحلين، والظهر، والأرداف، أو حتى جفون العين في بعض الحالات، وتجدر الإشارة إلى أنّ ظهور هذه التراكمات الدهنيّة لا يشكّل خطراً على الشخص المصاب، وغالباً ما تختفي بعد انخفاض مستوى الدهون الثلاثيّة في الدم. التهاب البنكرياس الحادّ: (بالإنجليزية: Acute pancreatitis)، يُصاحب هذه الحالة مجموعة من الأعراض؛ كالشعور بألم البطن المفاجئ والشديد، والغثيان، والتقيؤ، والمعاناة من الحمّى، وتسارع دقات القلب، والتنفّس السريع، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول الكحول يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة، كما يمكن أن يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون الثلاثيّة في الدم. العلامات التحذيرية الأخرى: نذكر منها ما يلي: انتفاخ الكبد أو الطحال، والشعور بالألم في هذه الأجزاء من الجسم. إعاقة تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ، ويحدث ذلك في الحالات التي تكون فيها الدهون الثلاثية مُرتفعة جداً، ويُرافق انخفاض التروية الدموية الخاصّة بالقلب عدّة أعراض منها الشعور بألم في منطقة الصدر، في حين أنّ انخفاض التروية الدموية الخاصّة بالدماغ قد يؤدي إلى الشعور بالتنميل، والدوخة، والارتباك، وزغللة العين (بالإنجليزية: Blurred vision)، والصداع الشديد. تغيّرات في فحص العيون، يُمكن للطبيب مُلاحظة ذلك في الحالات التي يتجاوز فيها مستوى الدهون الثلاثية 4000 ملغم/ديسيلتر. المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية يُمكن الكشف عن مستوى الدهون الثلاثيّة من خلال تحليل عيّنة من الدم، إذ يُطلب من الشخص الصيام لمدّة محدّدة قبل الخضوع لهذا الاختبار، وفي الحقيقة يُجرى التحقّق من ارتفاع نسبة الدهون الثلاثيّة في العادة كجزء من اختبار تحليل نسبة الكوليسترول، ويمكن تفسير نتائج تحليل نسبة الدهون الثلاثيّة على النحو التالي:[٤] المستوى الطبيعيّ: في الحالات التي ينخفض فيها مستوى الدهون الثلاثيّة عن 150 مليجرام/ديسيلتر. الحد الفاصل المرتفع: في الحلات التي يتراوح فيها مستوى الدهون الثلاثيّة بين 150-199 مليجرام/ديسيلتر. المستوى المرتفع: في الحلات التي يتراوح فيها مستوى الدهون الثلاثيّة بين 200-499 مليجرام/ديسيلتر. المستوى المرتفع جداً: في الحلات التي يزيد فيها مستوى الدهون الثلاثيّة في الدم عن 500 مليجرام/ديسيلتر. خفض مستوى الدهون الثلاثية تغيير أنماط الحياة هناك العديد من النصائح والتغييرات التي يمكن إجراءها على نمط الحياة للمساعد على خفض نسبة الدهون الثلاثيّة، وفي ما يلي بيان لبعض منها:[٥] ممارسة التمارين الرياضيّة: ينصح الخبراء بممارسة التّمارين الرياضية لمدّة لا تقلّ عن نصف ساعة خمس مرات أسبوعياً، وفي الحالات التي يُعتبر فيها الشخص منقطعاً عن ممارسة الأنشطة البدنية يُنصح بالبدء بممارسة التمارين بشكلٍ تدريجيّ. خسارة الوزن الزائد: يُمكن أن تساعد خسارة الوزن الزائد على خفض نسبة الدهون الثلاثيّة في الدم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة التّمارين الرياضية، واتّباع نظام غذائيّ صحيّ، بحيث يكون الشخص حريصاً خفض نسبة السعرات الحراريّة في الطعام، ويُنصح بالتركيز على الإكثار من تناول الفواكه، والخضراوات، والبروتين خالي الدسم (بالإنجليزية: Lean protein)، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، وتجدر الإشارة إلى أهميّة تناول كميّة أقل من الأطعمة التي تحتوي على الدهون غير الصحيّة، والدهون غير المشبعة، والكولسترول. تجنّب تناول الكحول: لما للكحول من تأثير في زيادة نسبة الدهون الثلاثيّة في الدم. العلاجات الدوائية قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في نسبة الدهون الثلاثيّة بالتزامن مع الإصابة بأحد أمراض القلب إلى تناول بعض أنواع الأدوية التي تساعد على خفض نسبة هذه الدهون في الدم، ومن هذه الأدوية ما يلي:[٥] الفايبرات: حيثُ تساعد أدوية الفايبرات (بالإنجليزية: Fibrates) على خفض نسبة الدهون الثلاثيّة، وجزء من نسبة الكوليسترول في الدم. أوميغا 3: إذ تُساعد الأحماض الدهنيّة من نوع أوميغا 3 (بالإنجليزية: Omega-3) على السيطرة على نسبة الدهون الثلاثيّة في الدم. النياسين: (بالإنجليزية: Niacin)، والمعروف أيضاً بمصطلح حمض ال*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*وتي*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-* (بالإنجليزية: Nicotinic acid)، حيث يُساهم في تقليل مستوى الدهون الثلاثية بنسبة تصل إلى 50%. الستاتين: تمثّل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) الخيار الأول لخفض نسبة الكوليسترول في الدم، وتساهم هذه الأدوية في خفض نسبة الدهون الثلاثيّة أيضاً، إضافة إلى تقليلها لخطر الإصابة بأمراض القلب.