المياه قلب التنمية المستدامة، وهي إحدى الضرورات لتوفير الطاقة، والغذاء، وسلامة النُظم الإيكولوجية. كما أنها ضرورةٌ من أجل التنمية الاجتماعية، والاقتصادية، حيث إن المياه العذبة إحدى الأساسيات الحيوية المهمة لصحة الإنسان،[١] وخصوصاً المياه الصالحة للشُرب والتي تكون مُتاحةً للصحة العمومية، وتُستخدم في إعداد الطعام، والشُرب، والاستخدامات المنزلية. كما أن تحسين الصرف الصحي وإمدادات المياه يساعد على تعزيز الاقتصاد في البلدان، ويُقلِص من ظهور الفقر.[٢] مفهوم ترشيد استهلاك المياه يدُل مفهوم ترشيد استهلاك المياه على المحافظة على المياه وإدارة استخدامها بشكلٍ صالحٍ للمُستهلكين، فمن الممكن استخدامها في المنزل، والصناعة، والزراعة، وقد أثّر الاستهلاك البشري على نطاق عمليات الدورة المائية الهيدرولوجية، وقد انطبق ذلك بشكل أخص على الإنتاج الزراعي والصناعي، والأسماك، والحياة البرية، والملاحة. ويتكون الغلاف المائي من البحار، والمحيطات، والأنهار، والمياه الجوفية، إلا أن المياه الجوفية لا تبلغ سوى نسبة 3% من مياه الأرض، وتشمل القمم والأنهار الجليدية، والمياه الجوفية، والماء السطحي، والبُحيرات العذبة، كما أن استهلاك الناس للمياه العذبة لا يتجاوز 0.7% من النسبة الكلية للمياه، كما يُعاد تدوير كمية صغيرة من المياه العذبة.[٣] ويُعرّف مفهوم حفظ الموارد المائية بأنه حماية البيئة والموارد الطبيعية والمحافظة عليها،[٤] كما يجب إدارتها بعناية تامة وبحرص.[٥] طُرق ترشيد استهلاك المياه يُساعد تخفيض استهلاك المياه داخل المنزل على تخفيض استخدام الطاقة وتقليل فواتير المياه، والتقليل من تأثير الإنسان على البيئة، ويوجد العديد من المجالات التي يمكن ترشيد استهلاك المياه فيها وفيما يأتي ذكر لبعضها.[٦] ترشيد استهلاك المياه في المنزل من الممكن ترشيد استهلاك الماء في المنزل عن طريق ما يأتي:[٦][٧] التقليل من كمية المياه التي يتم استهلاكها في المنزل. تجنب إنتاج مياه الفضلات داخل المنزل. إعادة تدوير المياه، سواء كانت مياه الأمطار، أو المياه الصناعية، أو المياه الجوفية. استخدام إمدادات المياه البديلة لتقليل الضغط على الموارد المائية. معالجة المياه التي تنتج من المنزل لاستخدامها في أغراض أخرى. غسل السيارات أو الدراجات على العشب من أجل الاستفادة من المياه بنفس الوقت.[٧] تغطية المسبح من أجل الحفاظ على مياهه من التبخر.[٨] غسل السيارة في الأماكن التجارية، حيث إن غسل السيارة خارج المنزل يستهلك 40 غالوناً من المياه، في حين أن غسل السيارة في المنزل يستنفد حوالي 100 غالون من المياه.[٨] ضبط مستوى المياه في غسّالة الملابس. استخدام المياه الناتجة عن الغسيل في استخداماتٍ أخرى مثل تنظيف المرحاض أو ري الحديقة. استبدال الغسّالة الحالية بغسّالة ذات كفاءة أعلى في استخدام المياه، مما يزيد من كفاءة الآلة ويقلل من استخدام المُنظفات. إزالة بقايا الطعام عن الأطباق عن طريق الكشط عوضاً عن غسل الأطباق. استخدام الدورة الاقتصادية عند تشغيل غسّالة الأطباق. ترشيد استهلاك مياه الحمام من الممكن ترشيد استهلاك مياه الحمام عبر هذه الطُرق:[٧] استخدام الدش عالي الجودة عند الاستحمام، والذي يتميّز بمعدل تدفق منخفض، مما يساعد على التقليل من قيمة فواتير المياه. إعادة ضبط الزر الدّافق في المرحاض، وذلك عن طريق اللجوء إلى سبّاكٍ لضبط حجم التدفّق. إصلاح تسريب المياه في المرحاض، حيث تُضيع هذه التسريبات كميةً كبيرةً من المياه. إصلاح الصنابير في حال وجود أي تسريبات. التأكد من عدم وجود أي تسريب في المرحاض، عن طريق استخدام بضع قطرات من الألوان داخل خزان المرحاض، ثم مشاهدة حركة الماء إن كان هناك تسريب أم لا.[٨] التقليل من مدّة الاستحمام لتوفير المياه.[٨] إعادة استخدام ماء الاستحمام أو الحلاقة، عن طريق ري نباتات الحديقة بها.[٣] ترشيد استهلاك المياه في الري والزراعة من الممكن ترشيد استهلاك الماء في الري والزراعة عن طريق ما يأتي:[٧] التقليل من استخدام المياه عن طريق استخدام النباتات المناسبة للظروف المحلية. زراعة الحدائق المائية والمطرية التي لا يتطلب استخدامها الكثير من المياه.[٦] استخدام طرق الري التي تستهلك كميات منخفضة من المياه، والتي تُناسب تصميم الحديقة. ري الحديقة في الصباح أو المساء، وذلك لأن الماء يتبخّر بشكلٍ سريعٍ عندما ترتفع الشمس، ومن الممكن استخدام تقنية الري بالتنقيط، مع الحرص على ري التربة فقط وليس الممر.[٦] استخدام تقنية الري أسفل سطح التُربة، والمُباعدة بينها ما بين ثلاثين إلى ستين سنتيمتراً على شكل خطوط متوازية، حيث تساعد هذه التقنية على التقليل من الجريان السطحي، والتقليل من الأمراض، والنباتات الضارة، ومشاكل التهوية.[٣] الاستفادة من معلومات الأرصاد الجوية لتعديل طول قنوات الري، ومُدة الري.[٣] إعادة استخدام مياه الصرف للري، مع استثناء المياه الرمادية الخاصة بالمراحيض.[٣] الحوافز الاقتصادية لترشيد استخدام المياه لقد كان توفر المياه أحد العوامل الحيوية التي ساعدت على نشوء الحضارات البشرية على مرّ التاريخ وتطورها، إلا أن توفر المياه الصالحة للاستخدام أصبح مُقيّداً بشكلٍ كبيرٍ، مما تسبّب في زيادة التكاليف على الجهات المورّدة والمستهلكة، وبما أن الإمدادات الخاصة لهذا النوع من المياه أصبحت محدودةً، فأصبح على كل شخص تخفيض استهلاك المياه في حال استخدامها بشكل مُفرِط، ولهذا حاول مقدّمو الخدمة وضع بعض الجهود التثقيفية التي تتعلق بترشيد استخدام المياه، إلا أنها لم تكُن فعّالة، لذا وجدوا من الأفضل ترشيد استخدام المياه عبر الحوافز الاقتصادية، حيث يتم تقديم خصوماتٍ للمواطنين الذين يقومون بتغيير التكنولوجيا القديمة في المنازل، والتي تتمثل في تغيير نوع المراحيض إلى مُنخفضة التدفّق، والحصول على الغسالات الحديثة ذات الكفاءة المائية العالية، كما تم استخدام قوانين التسعير المتدرّج لاستهلاك المياه والذي حقّق نتائج ممتازة في ترشيد استهلاك المياه.[٣]