شهر رمضان.. معضِلة الغذاء والدواء!
15/4/2019
أبنية كثيرة تتوشح بالزينة المبهجة، التي تؤذن في الناس بالاستعداد، لمناسبة عظيمة، باعة كُثُر يفترشون الأرصفة، مُصففين الفوانيس، العطارون كذلك، قد نصبوا أدواتهم، وعلقوا منشوراتهم الدعائية، أشرطة الإضاءة لم تغِب عن شارع أو ذقاق، ولا جديد، الأسعار فلكية، كما لو أنها متعاقدة مع وكالة ناسا، ولا غرو؛ فهذا دأب كل شيء مذ انتقلت دفة الوطن إلى الديكتاتور الأصفر، عربات القوات المسحلة قد استولت على كل استراحة تتجنب الطريق، غير أنهم لا يحفظون الأمن، أو يعرضون البطولات، إنهم يبيعون الخضراوات والفاكهة، والأسماك، في صورة هزلية، يفطن إلى كنهها كل عاقل، صخب، وزخم يسيطر على المشهد، وكل شيء يشي بكون الأمور تستكين تحت سوط الجلاد، وحاشيته، نفوس المواطنين تفور صامتة، ويكأنها تكن ثورة، لا يعلم أحد شيئًا عن موعدها، دعك هذا من هذا كله، ولنتحدث عن صحتك، ودوائك اللذين لا يهتم بهما أحد في سفينة الوطن المنهوبة.
أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، وليس خفيًا على أحد، قدر المجهود المبذول في عبادة صيام رمضان، والامتناع عن كل ما يسيل، ويستبطن، من طلوع الشمس حتى غروبها، فكيف يكون الأمر مع مرضى يتناولون أدوية مستمرة،
لأمراض مزمنة، كأمراض القلب، والضغط، والسكري، كيف سيكون العمل؟
وما الطريق إلى الموازنة بين الصيام وتناول الدواء؟
أهي مضاعفة الجرعة وقت الإفطار، أم تأخير الميعاد حتى السحور؟
وكيف الحل في الحالات التي تتناول الدواء أكثر من مرتين في اليوم؟
حتى نجيب عن هذه الأسئلة لا بد وأن نعرف أولًا ماذا يحدث للجسم في حالة الصيام؟
ماذا يحدث للجسم وقت الصيام؟
عليك قياس مستوى السكر في الدم أكثر من مرة لتجنب الخطر. تجنب تناول الوجبات الغنية بالنشويات والدهون عند الإفطار.
تناول السكريات البسيطة، كالتمر وعصائر الفاكهة لإمداد الجسم بالجلوكوز الذي يحتاجه سريعًا
خلال ساعات الصيام، يستخدم الجسم مخزونه من الكربوهيدرات -المخزنة في الكبد والعضلات والدهون- لتوفير الطاقة اللازمة للحركة والعيش، في حين يعاني الجسم من نقص السوائل فيه، الماء تحديدًا؛ فلا يمكن للجسم تخزين المياه وبالتالي تحافظ الكليتان على أكبر قدر ممكن من الماء عن طريق تقليل الكمية المفقودة، ولذلك يعاني الصائم من الجفاف المتوسط، الذي قد يسبب الصداع والإرهاق وصعوبة التركيز، ومع ذلك فقد أشارت الدراسات إلى أن هذا لا يضر بالصحة، شريطة أن يتم استهلاك ما يكفي من السوائل بعد الإفطار لتحل محل تلك المفقودة خلال اليوم، ومن ثم فإن الصيام، يغير من حالة الجسم، وطبيعة الظروف الصحية فيه، فيؤثر على نسبة الجلوكوز في الدم، وضغطه، كما يؤثر الامتناع عن تناول الدواء على صحة المريض الصائم.
ولكن لأن الإسلام دين يسر لا عسر، فقد رفع الصيام عن أولئك الذين تتوقف حياتهم على تناول الدواء، أو الشفاء من أمراض بعينها، وقد جاءت الشريعة الإسلامية ضامنة الحقوق الإنسانية، مفصلة لكل شيء فيها ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَأَيّامًا مَعدوداتٍ فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطيقونَهُ فِديَةٌ طَعامُ مِسكينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأَن تَصوموا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ (البقرة: ١٨٣:١٨٤) ومن ثمَّ، فعليك أن تتحدث إلى طبيبك عن مدى تأثير الصيام، على صحتك، وعرض القرار الطبي على فقيه ديني مختص، إن كان التأثير بالغًا.
عندما نتحدث عن الدواء، فنحن بشكل قاطع وغير مباشر نتحدث عن الصيدلي، الذي هو أعلم الناس، بمكونات الدواء، وكيفية تركيبه، وكل صغيرة وكبيرة عن رحلته داخل جسم الإنسان، وإن مفتاح تناول الدواء، بجرعة مناسبة، وطريقة سليمة، هو بيد الصيدلي الذي يقوم على هذا الواجب، فدعونا نفصل للحالات العامة، الشائعة، مع الاعتبار أن كل حالة لها ظروفها، الخاصة التي لا بد أن يطلع عليها مختص، ليبت في أمرها.
السكري والضغط:
في حالات الضغط المتوسطة غير الخطرة، لا مشكلة من تناول الدواء قبل الإفطار، بالجرعة المعتادة، وتناول مضادات التجلط مرة واحدة في منتصف الفترة التي يفطر فيها الصائم، وكذلك أدوية الكوليسترول، أما في حالات السكري من النوع الأول والثاني فإن الأمور تصبح معقدة أكثر، لأن هناك مخاطر لإصابة المريض بالانخفاض الحاد في مستوى السكر؛ نتيجة للصيام لفترة طويلة قد تستمر إلى نحو 15 ساعة، لذلك فإن المرضى الذين يعانون من مضاعفات السكري، الخطرة عليهم مراجعة الطبيب، قبل اتخاذ قرار الصيام، ومن أولئك مصابي الفشل الكلوي.
نصائح لمريض السكري الصائم:
عليك قياس مستوى السكر في الدم أكثر من مرة لتجنب الخطر. تجنب تناول الوجبات الغنية بالنشويات والدهون عند الإفطار. تناول السكريات البسيطة، كالتمر وعصائر الفاكهة لإمداد الجسم بالجلوكوز الذي يحتاجه سريعًا. تناول الأطعمة الغنية بالألياف، بطيئة الامتصاص، التي تزيد من شعورك بالشبع، مثل الخضراوات والفاكهة. حاول تأخير السحور قدر المستطاع، واشرب كميات وفيرة من السوائل بين الإفطار والسحور. يجب أن تقطع الصيام فورًا إذا انخفض مستوى السكر في الدم إلى 60 مجم لكل ديسيليتر أو إذا تخطى 300 مجم لكل ديسيليتر.
نصائح لمريض ضغط الدم المرتفع:
قلل من تناول الملح، والأطعمة الغنية به؛ لأنه يزيد الأمر سوءًا. تجنب تناول الكثير من الكافيين، مثل القهوة والشاي الأسود. توقف عن التدخين. قِس الضغط بصورة دورية منتظمة. تناول أدوية تنظيم ضربات القلب، والأسبرين، بعد الإفطار. يفضل تناول الأدوية المدرة للبول بعد الإفطار بساعتين.
الجرعة والموعد:
شهر رمضان فرصة مثالية، لأولئك الذين يبحثون عن ضبط الوزن، والعادات الغذائية الصحية، ويعزز الوصول إلى ذلك تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالجزر، والبرتقال، والبروكلي، والتفاح، وشرب الماء بوفرة
يكمن الحل في معظم الأدوية التي يتناولها المريض أكثر من مرة خلال اليوم، أن يسأل الصيدلي عن النوع المماثل من الدواء ولكنه يحمل خاصية "المفعول الممتد" الذي يجعل الجسم يستفيد من الدواء بصورة منظمة موزعة طوال اليوم" بجرعة واحدة، وكذلك بالنسبة للجرعات الكبيرة، فمثلًا إن كنت تتناول دواء متفورمين للسكري بجرعة 500 مجم 3 مرات يوميًا، تناول قرص 1000 مجم بعد الإفطار، وقرص 500 مجم بعد السحور.
عند السحور، أو الإفطار، يجب مراعاة الأدوية التي تتناول قبل الطعام أو بعده بفترة كافية، حتى لا يؤثر ذلك على امتصاص الدواء، ومن ثم مفعوله داخل الجسم. يجب مراجعة المختص الطبي، المطلع على تفاصيل الحالة المرضية، وتجنب نصائح العامة التي كثيرًا ما تكون مغلوطة، وكارثية في معظم الأوقات.
عسر الهضم والحموضة:
أكثر المشكلات شيوعًا، في رمضان، نتيجة للعادات الصحية الخاطئة، التي يداوم عليها الناس، هي مشاكل الجهاز الهضمي، التي ترتبط بالكميات الكبيرة من الطعام، غير المرشدة الاستخدام والتناول، وحتى لا تقع فيها: لا تفرط في تناول الحلوى والشيكولاتة، والبصل، والثوم، والطماطم. لا تأكل بسرعة، وامضغ الطعام جيدًا. قلل من شرب الماء أثناء الطعام. لا تستلقِ أو تنم مباشرة بعد الأكل
استخدم مضادات الحموضة عن اللزوم، بعد استشارة الصيدلي.
إن شهر رمضان فرصة مثالية، لأولئك الذين يبحثون عن ضبط الوزن، والعادات الغذائية الصحية، ويعزز الوصول إلى ذلك تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالجزر، والبرتقال، والبروكلي، والتفاح، وشرب الماء بوفرة، وتناول الأطعمة الغنية بأوميجا 3 والبروتين كالأسماك، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا، بعد الإفطار، فالصيام رغم ما فيه من مشقة، وعناء، إلا أنه قد وجدت بعض الدراسات أن للصيام دور في تقليل نسبة الدهون، والكوليسترول، وتقليل الوزن، ويزيد ذلك قوة، المحافظة على نفس العادات الصحية والرياضية بعد انتهاء الشهر المبارك.
وليس حسنًا أن يقلب الناس الآية، ويسرفون في الطعام والشراب، ويغطون في العادات الصحية الخاطئة، التي تضر الجسم، وتضعف الصحة، ﴿إِنَّ المُبَذِّرينَ كانوا إِخوانَ الشَّياطينِ وَكانَ الشَّيطانُ لِرَبِّهِ كَفورًا﴾ (الإسراء: ٢٧)، فإن ذلك مما ينافي تعاليم الإسلام، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، التي ما قامت إلا لتثبيت صواب نافع، ومحو خطأ ضار؛ فالاستقامة والتوسط، سبيل الفوز، والغنيمة.
15/4/2019
أبنية كثيرة تتوشح بالزينة المبهجة، التي تؤذن في الناس بالاستعداد، لمناسبة عظيمة، باعة كُثُر يفترشون الأرصفة، مُصففين الفوانيس، العطارون كذلك، قد نصبوا أدواتهم، وعلقوا منشوراتهم الدعائية، أشرطة الإضاءة لم تغِب عن شارع أو ذقاق، ولا جديد، الأسعار فلكية، كما لو أنها متعاقدة مع وكالة ناسا، ولا غرو؛ فهذا دأب كل شيء مذ انتقلت دفة الوطن إلى الديكتاتور الأصفر، عربات القوات المسحلة قد استولت على كل استراحة تتجنب الطريق، غير أنهم لا يحفظون الأمن، أو يعرضون البطولات، إنهم يبيعون الخضراوات والفاكهة، والأسماك، في صورة هزلية، يفطن إلى كنهها كل عاقل، صخب، وزخم يسيطر على المشهد، وكل شيء يشي بكون الأمور تستكين تحت سوط الجلاد، وحاشيته، نفوس المواطنين تفور صامتة، ويكأنها تكن ثورة، لا يعلم أحد شيئًا عن موعدها، دعك هذا من هذا كله، ولنتحدث عن صحتك، ودوائك اللذين لا يهتم بهما أحد في سفينة الوطن المنهوبة.
أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، وليس خفيًا على أحد، قدر المجهود المبذول في عبادة صيام رمضان، والامتناع عن كل ما يسيل، ويستبطن، من طلوع الشمس حتى غروبها، فكيف يكون الأمر مع مرضى يتناولون أدوية مستمرة،
لأمراض مزمنة، كأمراض القلب، والضغط، والسكري، كيف سيكون العمل؟
وما الطريق إلى الموازنة بين الصيام وتناول الدواء؟
أهي مضاعفة الجرعة وقت الإفطار، أم تأخير الميعاد حتى السحور؟
وكيف الحل في الحالات التي تتناول الدواء أكثر من مرتين في اليوم؟
حتى نجيب عن هذه الأسئلة لا بد وأن نعرف أولًا ماذا يحدث للجسم في حالة الصيام؟
ماذا يحدث للجسم وقت الصيام؟
عليك قياس مستوى السكر في الدم أكثر من مرة لتجنب الخطر. تجنب تناول الوجبات الغنية بالنشويات والدهون عند الإفطار.
تناول السكريات البسيطة، كالتمر وعصائر الفاكهة لإمداد الجسم بالجلوكوز الذي يحتاجه سريعًا
خلال ساعات الصيام، يستخدم الجسم مخزونه من الكربوهيدرات -المخزنة في الكبد والعضلات والدهون- لتوفير الطاقة اللازمة للحركة والعيش، في حين يعاني الجسم من نقص السوائل فيه، الماء تحديدًا؛ فلا يمكن للجسم تخزين المياه وبالتالي تحافظ الكليتان على أكبر قدر ممكن من الماء عن طريق تقليل الكمية المفقودة، ولذلك يعاني الصائم من الجفاف المتوسط، الذي قد يسبب الصداع والإرهاق وصعوبة التركيز، ومع ذلك فقد أشارت الدراسات إلى أن هذا لا يضر بالصحة، شريطة أن يتم استهلاك ما يكفي من السوائل بعد الإفطار لتحل محل تلك المفقودة خلال اليوم، ومن ثم فإن الصيام، يغير من حالة الجسم، وطبيعة الظروف الصحية فيه، فيؤثر على نسبة الجلوكوز في الدم، وضغطه، كما يؤثر الامتناع عن تناول الدواء على صحة المريض الصائم.
ولكن لأن الإسلام دين يسر لا عسر، فقد رفع الصيام عن أولئك الذين تتوقف حياتهم على تناول الدواء، أو الشفاء من أمراض بعينها، وقد جاءت الشريعة الإسلامية ضامنة الحقوق الإنسانية، مفصلة لكل شيء فيها ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَأَيّامًا مَعدوداتٍ فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطيقونَهُ فِديَةٌ طَعامُ مِسكينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأَن تَصوموا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ (البقرة: ١٨٣:١٨٤) ومن ثمَّ، فعليك أن تتحدث إلى طبيبك عن مدى تأثير الصيام، على صحتك، وعرض القرار الطبي على فقيه ديني مختص، إن كان التأثير بالغًا.
عندما نتحدث عن الدواء، فنحن بشكل قاطع وغير مباشر نتحدث عن الصيدلي، الذي هو أعلم الناس، بمكونات الدواء، وكيفية تركيبه، وكل صغيرة وكبيرة عن رحلته داخل جسم الإنسان، وإن مفتاح تناول الدواء، بجرعة مناسبة، وطريقة سليمة، هو بيد الصيدلي الذي يقوم على هذا الواجب، فدعونا نفصل للحالات العامة، الشائعة، مع الاعتبار أن كل حالة لها ظروفها، الخاصة التي لا بد أن يطلع عليها مختص، ليبت في أمرها.
السكري والضغط:
في حالات الضغط المتوسطة غير الخطرة، لا مشكلة من تناول الدواء قبل الإفطار، بالجرعة المعتادة، وتناول مضادات التجلط مرة واحدة في منتصف الفترة التي يفطر فيها الصائم، وكذلك أدوية الكوليسترول، أما في حالات السكري من النوع الأول والثاني فإن الأمور تصبح معقدة أكثر، لأن هناك مخاطر لإصابة المريض بالانخفاض الحاد في مستوى السكر؛ نتيجة للصيام لفترة طويلة قد تستمر إلى نحو 15 ساعة، لذلك فإن المرضى الذين يعانون من مضاعفات السكري، الخطرة عليهم مراجعة الطبيب، قبل اتخاذ قرار الصيام، ومن أولئك مصابي الفشل الكلوي.
نصائح لمريض السكري الصائم:
عليك قياس مستوى السكر في الدم أكثر من مرة لتجنب الخطر. تجنب تناول الوجبات الغنية بالنشويات والدهون عند الإفطار. تناول السكريات البسيطة، كالتمر وعصائر الفاكهة لإمداد الجسم بالجلوكوز الذي يحتاجه سريعًا. تناول الأطعمة الغنية بالألياف، بطيئة الامتصاص، التي تزيد من شعورك بالشبع، مثل الخضراوات والفاكهة. حاول تأخير السحور قدر المستطاع، واشرب كميات وفيرة من السوائل بين الإفطار والسحور. يجب أن تقطع الصيام فورًا إذا انخفض مستوى السكر في الدم إلى 60 مجم لكل ديسيليتر أو إذا تخطى 300 مجم لكل ديسيليتر.
نصائح لمريض ضغط الدم المرتفع:
قلل من تناول الملح، والأطعمة الغنية به؛ لأنه يزيد الأمر سوءًا. تجنب تناول الكثير من الكافيين، مثل القهوة والشاي الأسود. توقف عن التدخين. قِس الضغط بصورة دورية منتظمة. تناول أدوية تنظيم ضربات القلب، والأسبرين، بعد الإفطار. يفضل تناول الأدوية المدرة للبول بعد الإفطار بساعتين.
الجرعة والموعد:
شهر رمضان فرصة مثالية، لأولئك الذين يبحثون عن ضبط الوزن، والعادات الغذائية الصحية، ويعزز الوصول إلى ذلك تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالجزر، والبرتقال، والبروكلي، والتفاح، وشرب الماء بوفرة
يكمن الحل في معظم الأدوية التي يتناولها المريض أكثر من مرة خلال اليوم، أن يسأل الصيدلي عن النوع المماثل من الدواء ولكنه يحمل خاصية "المفعول الممتد" الذي يجعل الجسم يستفيد من الدواء بصورة منظمة موزعة طوال اليوم" بجرعة واحدة، وكذلك بالنسبة للجرعات الكبيرة، فمثلًا إن كنت تتناول دواء متفورمين للسكري بجرعة 500 مجم 3 مرات يوميًا، تناول قرص 1000 مجم بعد الإفطار، وقرص 500 مجم بعد السحور.
عند السحور، أو الإفطار، يجب مراعاة الأدوية التي تتناول قبل الطعام أو بعده بفترة كافية، حتى لا يؤثر ذلك على امتصاص الدواء، ومن ثم مفعوله داخل الجسم. يجب مراجعة المختص الطبي، المطلع على تفاصيل الحالة المرضية، وتجنب نصائح العامة التي كثيرًا ما تكون مغلوطة، وكارثية في معظم الأوقات.
عسر الهضم والحموضة:
أكثر المشكلات شيوعًا، في رمضان، نتيجة للعادات الصحية الخاطئة، التي يداوم عليها الناس، هي مشاكل الجهاز الهضمي، التي ترتبط بالكميات الكبيرة من الطعام، غير المرشدة الاستخدام والتناول، وحتى لا تقع فيها: لا تفرط في تناول الحلوى والشيكولاتة، والبصل، والثوم، والطماطم. لا تأكل بسرعة، وامضغ الطعام جيدًا. قلل من شرب الماء أثناء الطعام. لا تستلقِ أو تنم مباشرة بعد الأكل
استخدم مضادات الحموضة عن اللزوم، بعد استشارة الصيدلي.
إن شهر رمضان فرصة مثالية، لأولئك الذين يبحثون عن ضبط الوزن، والعادات الغذائية الصحية، ويعزز الوصول إلى ذلك تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالجزر، والبرتقال، والبروكلي، والتفاح، وشرب الماء بوفرة، وتناول الأطعمة الغنية بأوميجا 3 والبروتين كالأسماك، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا، بعد الإفطار، فالصيام رغم ما فيه من مشقة، وعناء، إلا أنه قد وجدت بعض الدراسات أن للصيام دور في تقليل نسبة الدهون، والكوليسترول، وتقليل الوزن، ويزيد ذلك قوة، المحافظة على نفس العادات الصحية والرياضية بعد انتهاء الشهر المبارك.
وليس حسنًا أن يقلب الناس الآية، ويسرفون في الطعام والشراب، ويغطون في العادات الصحية الخاطئة، التي تضر الجسم، وتضعف الصحة، ﴿إِنَّ المُبَذِّرينَ كانوا إِخوانَ الشَّياطينِ وَكانَ الشَّيطانُ لِرَبِّهِ كَفورًا﴾ (الإسراء: ٢٧)، فإن ذلك مما ينافي تعاليم الإسلام، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، التي ما قامت إلا لتثبيت صواب نافع، ومحو خطأ ضار؛ فالاستقامة والتوسط، سبيل الفوز، والغنيمة.